طاولة مايكروسوفت الذكية” أول أداة جامعة في المعالجة الحاسوبية

كان معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الذي نظم في مدنية لاس فيجاس الأميركية بين 7 و10 يناير الجاري، مناسبة لشركة مايكروسوفت العريقة لعرض أحدث مبتكراتها الرقمية، حيث فاجأت الزوّار والخبراء بعرض كمبيوتر جديد على شكل طاولة ذات شاشة أفقية تتلقى الأوامر بطريقة اللمس من عدة أصابع في وقت واحد. وفضّل جلين ديرين محلل وخبير الأجهزة الرقمية في مجلة “بوبيولار ميكانيكس” أن يصف هذه الطاولة بأنها “ابتكار سيغيّر العالم”. فما مظاهر التفوق التي يتميز بها الابتكار الجديد؟ تُعرف الطاولة الذكية باسم آخر هو “سطح مايكروسوفت” Microsoft S rface. وقد تبدو قدراتها العجيبة من خلال اختبار بسيط حيث قام أحد موظفي الشركة بطلب كاميرا رقمية من أحد زوّار المعرض وقام بوضعها فوق سطح الطاولة الذكية. وماهي إلا لحظات قليلة حتى بدأت الصور المخزونة في الكاميرا تظهر فوق سطح الطاولة. وبعد ذلك راح الموظف الخبير الذي يدعى جاتيس، يستعرض القدرات الخارقة للطاولة فعمد إلى لمس إحدى الصور برأس اصبعه وراح يحركه على طول مساحة سطحها فكانت الصورة الرقمية تتبع الاصبع أينما تحرك. ثم قام بعد ذلك بوضع عدة أصابع على عدة صور وراح يحركها في وقت بطريقة عشوائية فكانت الصور تتابع حركة الأصابع تماماً فوق الشاشة. وعمد جاتيس بعد ذلك إلى وضع اصبعين على طرفين متقابلين لإحدى الصور، وعندما باعد بينهما، بدأت الصورة تكبر حتى توافق القطر الجديد الذي يفصل بين الاصبعين، وعندما بدأ يقارب بينهما أصبحت الصورة تصغر شيئاً فشيئاً. وبعد ذلك، وضع جاتيس هاتفاً ذكياً فوق سطح الكمبيوتر فانتقلت الصور المخزونة فوقه إلى ذاكرة الهاتف. وبدت هذه الحركة وكأنها إحدى ألعاب السحر العجيبة. ويجمع كل الذين شاهدوا هذه العروض بأنهم لم يروا مثلها من قبل، وما كانوا يتوقعون أن تبلغ الأجهزة الإلكترونية مثل هذا المستوى من التطوّر. وبالطبع، ليس الهدف من “سطح مايكروسوفت” مجرّد القيام بحركات السحر والشعوذة أمام الناس، بل إن له تطبيقات ذات أهمية كبيرة حيث يمكن للمصممين المحترفين للآلات أو الأزياء أو السيارات أو أي شيء آخر، أن يقوموا بعملهم بواسطة أصابع أيديهم وبسرعة فائقة فوقه وأن يغيّروا من أشكال تصاميمهم في دقائق قليلة بعد أن كانوا يقومون بذلك باستخدام الورق وبما يهدر الكثير من أوقاتهم الثمينة. وبالإضافة لكل هذه الفوائد التي تنطوي عليها “الطاولة الذكية”، فإنها تمثّل أيضاً منصّة لتبادل المعلومات والبيانات والصور عن طريق الإنترنت. لا شك أن “السطح الذكي” يعبّر عن تكنولوجيا المستقبل التي توشك أن تتحول إلى أدوات عصرية متاحة للاستخدام بين يوم وآخر. وسوف تتولى هذه تنظيم كافة الاتصالات التي يقوم بها المستخدم مع بقية الوسائط الإعلامية المشتركة. ولا شك أيضاً أن “السطح الذكي” يمثّل الجيل المقبل من “مركز ويندوز للوسائط الإعلامية المتعددة”. وأصبحت “الطاولة الذكية” متوافرة الآن في الأسواق للاستخدام التجاري فقط، إلا أن نسخة الاستخدام الشخصي سوف تظهر من دون شك خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد أن تكون مايكروسوفت قد فرغت من كتابة وإنتاج البرامج التطبيقية الضرورية لتشغيل عشرات الوظائف المتطورة. ولقد أصبحت تقنية توجيه الأوامر باللمس المتعدد للأصابع من أهم التطورات المنتظرة في تكنولوجيا معالجة المعلومات. وتختلف هذه التقنية عن تلك التي تستخدم الآن على شاشات الكمبيوتر أو الهواتف الذكية وخاصة “آي فون”، في أن المستخدم يستطيع توجيه الأوامر المتعددة باستخدام أصابعه العشرة في الوقت نفسه، كما تتيح لعدة أشخاص فرصة العمل على الجهاز ذاته في وقت واحد. عن موقع maxim mpc.com ومجلة “بوبيولار ميكانيكس”