الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق الصاغة القديم في لبنان يفقد بريقه وزبائنه

سوق الصاغة القديم في لبنان يفقد بريقه وزبائنه
30 يوليو 2009 23:15
في لبنان، كان لسوق الصاغة القديمة نكهة مميزة، وجاذبية لا تقاوم، فاشتهرت هذه السوق بتصاميم الذهب اليدوية، حيث تصنع وتركب ببراعة ودقة، بعيدة عن الآلات، بما يضفي على القطعة قيمة فنية تزيدها انبهاراً ولمعاناً، حتى أن الإحصاءات أشارت إلى أن لبنان كان يورّد إلى بعض الدول 50 بالمائة من نسبة مبيعات الذهب. ولكن بعدما دمرت الحرب سوق الصاغة والأسواق القديمة وساحة البرج وغيرها من المناطق، هاجر بعض أصحاب المحلات إلى الخارج، فقصد بعضهم إيطاليا وأميركا وكندا، خصوصاً أن هناك سوقاً كبيرة للصاغة، يحتله اللبنانيون في كاليفورنيا، ومن بقي في لبنان، فقد تبعثرت أعماله بين برج حمود والنبعة، والمزرعة وبئر العبد، وجونيه والاشرفية وبربور، فضلاً عن بعض المحلات في الجبال والقرى. واجهات المحلات تلمع وتبرق بذهبها، لكنها خالية من الزبائن، تشكو عدم الإقبال، حيث إن أكثر المارة يتوقفون للفرجة، يتأملون اللون الاصفر، ويتحسرون إلاّ أن الأماني تبقى خيالاً يصعب تحقيقه، خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة. «الشبكة» بآلاف الدولارات يقول أسامة بعلبكي، صاحب محل لبيع الذهب: «تجارة الذهب مهنة جيدة، لكنها صعبة جدا ببسبب الوضع الاقتصادي المتردي، فالشبكة التي تشتريها بكذا مائة ليرة، تباع حالياً بآلاف الدولارات». ويضيف: «معظم الزبائن يقصدوننا لبيع ما لديهم من ذهب، والسبب ضيق ذات اليد، وارتفاع تكاليف المعيشة». ويشير بعلبكي إلى تأثير ارتفاع الدولار على تجارة الذهب، قائلا: «نتعرض لخسارة جسيمة، نتيجة عدم قفل الحسابات اليومية لحركة بيع الذهب، لأن هناك بورصة عالمية وبورصة محلية، الأولى تشهد ارتفاعاً ملحوظاً والثانية تسعّر حسب ارتفاع العملات الاجنبية، لاسيما الدولار منها». ويوضح بعلبكي أن أياما تمر عليه دون أن يبيع شيئا. ويؤكد صاحب محل مجوهرات آخر ما قاله بعلبكي، ويضيف: «الشغل خفيف جداً هذه الايام، والسبب ارتفاع سعر الذهب بشكل جنوني لم نشهد مثله من قبل. وأغلب الأحيان نرى الزبائن يشترون شبكة بسيطة لا تتعدى الخواتم». احتيال وتزييف يقول بعلبكي إن «تجارة الذهب تتطلب خبرة وحذراً شديدين لأن بعض التجار يقعون في حبائل بعض المحترفين الذين يتلاعبون بعيار ونوعية بعض القطع، أو ينشــــــلون قطعا بخفة متناهية، أو يستبدلون قطعا أصلية بأخرى شبيهة لها، لكنها مزيفة، نتيجة انشغال صاحب المحل مع بقية الزبائن، لهذا اســـــتعان اصحاب المحلات ببعض الحراس، الذين يتولون مراقبة الزبائن وحماية المحل من السرقة والنشل». مفاصلة في الذهب صاحب محل قليلات، يلقي اللوم بارتفاع سعر الذهب على لعبة الدولار التي خربت بيوت الناس، ويقول: «كل الناس تفكر باقتناء الذهب، لكن البعض لا يزال يعيش على هاجس أسعار الماضي، فكثيراً ما يدخل أحد الزبائن المحل، حاملاً معه مبلغا صغيرا بقصد شراء كيلو ذهب، وعندما تواجهه بالحقيقة، يتهمك بالاحتيال، ويبدأ بالشتم والسباب». ويقول: «يفاصلني الزبائن وكأنني أبيع ربطة خبز». ويرى أبو علي أن تجارة الذهب فقدت هيبتها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة حتى أصبحت سوق الصاغة ديكورا. فالمواطن وسط «المعمعة» الاقتصادية التي يمر بها، أصبح كل همه شراء الخبز، والتفتيش على قارورة غاز وصفيحة بنزين، وتحصيل لقمة عيش أطفاله، وآخر ما يفكر به الذهب»، مشيرا إلى أن سوق الصاغة في البرج كان يجذب آلاف السياح العرب والأجانب، وكان يشكل دعامة سياحية وركيزة اقتصادية
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©