الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدى السويدي: تعليم الأطفال رسالتي في الحياة

مدى السويدي: تعليم الأطفال رسالتي في الحياة
8 يونيو 2016 18:33
هناء الحمادي (أبوظبي) حب العطاء ومساعدة الآخرين استوطن نفس مدى السويدي، التي واصلت تعليمها الجامعي في كندا، ورغم صغر سنها حينها إذ لم تتجاوز الـ 17 عاماً، إلا أنها استطاعت التفوق والتميز في تخصص الاقتصاد. ولم تتوقف أحلام السويدي عند هذا الحد، فأكملت دراستها للحصول على درجة الماجستير في مجال «الريادة والقيادة في التعليم» من بريطانيا، ليس بعيداً عن أعمال الخير والتطوع. ومع عودتها إلى الإمارات توجت مسيرتها بالعمل في «دبي للعطاء»، متخذة من تعليم الأطفال رسالتها في الحياة. سيدة التطوع خلال سنوات الدراسة، حرصت السويدي على التطوع في الأعمال الخيرية، التي اكتسبت فيه الريادة في ميادينه، فالتحقت بعدة مؤسسات خيرية تدعم المهاجرين واللاجئين في كندا وبريطانيا، إلى جانب التطوع في مستشفيات كبار السن في كندا، وكانت تحرص على دراسة ما يحتاج إليه اللاجئ للعمل على تلبيتها عبر المؤسسات المعنية، وكانت تتواصل وتتفاعل مع مشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم اليومية لتستمر رحلة العطاء معها لمدة 3 سنوات هي مدة دراستها، تاركة خلفها بصمة واضحة في ضمير كل من ساندتهم وتعاملت معهم. ورغم أن السويدي تعشق الأعمال التي تبتعد عن الروتين، والتي تضيف لحياتها الكثير من الخبرات والمهارات لشخصيتها، فهي من خلال تجاربها التطوعية والخيرية تؤكد أنها تبحث عن العمل الذي تستطيع تقديم الكثير من خلاله. دبي العطاء طموحات السويدي لم تتوقف بعودتها لأرض الوطن، والحصول على الماجستير في «الريادة والقيادة في التعليم» من بريطانيا، فكان الهدف الثاني الذي تسعى له الحصول على وظيفة تناسب مؤهلاتها وأهدافها الخيرية، غير أنها رغبت بوظيفة غير تقليدية، فوقع اختيارها على «مؤسسة دبي للعطاء»، التي تعرفت إلى دورها وبرامجها الخيرية التي تنتشر في الكثير من الدول المتنامية والفقيرة. وكان من شروط الحصول على الوظيفة أن يكون المتقدم صاحب خبرة في التعامل مع ثقافات مختلفة، وذو دراية بالعمل الإنساني. وهكذا بدأت رحلة السويدي مع الخير والعمل الإنساني مع «دبي للعطاء». تقول إنها مؤسسة إنسانية عالمية تهدف إلى تعزيز فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم من خلال تصميم ودعم برامج متكاملة ومستدامة وقابلة للتوسعة، لافتة إلى أن التعليم يمثل حقا أساسيا وعاملا مهما لنمو الطفل، إلا أن 124 مليون طفل ومراهق حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وأكثر من 250 مليون طفل لا يستطيعون القراءة والكتابة بشكل جيد. تطوير البرامج تتمحور مهمة السويدي في برنامج «دبي للعطاء»، كما توضح بزيادة فرص حصول الأطفال على التعليم، انطلاقا من مبدأ «أطفال جاهزون للمدرسة، مدارس جاهزة للأطفال، وأولياء أمور ومجتمع محلي على استعداد للعب دورهم، من خلال تطوير برامج تتبع عناصر أساسية مثل بيئات مدرسية آمنة ومواتية مع إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة والمرافق الصحية الكافية التي تعزز الحضور المنتظم»، مشيرة إلى أهمية إدراك القيمة الجوهرية للمعلمين، بتدريبهم، ودعمهم وتحفيزهم. وحول مجالات عملها الرئيسة، تقول إنها تتناول جودة التعليم والتعلم، والصحة، والتغذية المدرسية، والبنية التحتية للمدارس، والتعليم في حالات الطوارئ، فضلاً عن الاستثمار في برامج قائمة على الأدلة، إذ تستند 65% من برامج «دبي العطاء» على قائمة الأدلة المتوافرة، بينما 35% منها تسهم في قاعدة الأدلة العالمية. وتضيف أن جميع برامج ومبادرات دبي العطاء تركز على المساواة بين الجنسين من خلال نهجها الذي يهدف إلى ضمان حصول البنات والبنين بشكل متساوٍ على بيئة تعليمية آمنة، عن طريق توفير مرافق تعليمية متكاملة، ومواد تدريسية ملائمة والدعم الأكاديمي من معلمين مؤهلين ومشاركة المجتمعات المحلية. كما تسعى المؤسسة إلى توفير فرص متكافئة للبنات والبنين من خلال تحسين الجودة والصلة والمساواة بين الجنسين في التعليم والتعلم. مهمات خارجية خلال مهمات السويدي في إثيوبيا، ونيبال، باكستان، الفلبين، مالي، فيتنام عايشت السويدي ظروف حياة سكان تلك المناطق، ولمست عن قرب بيئاتهم وحياتهم الخاصة، ودخلت منازلهم، وتناولت الطعام معهم واستمعت إلى حكاياتهم، مشيرة أنها زارت إثيوبيا 6 مرات لمتابعة عملية الرصد والتقييم والتعلم فيها. وتضيف «تعد نيبال من الدول الفقيرة التي تحتاج إلى الدعم الكبير، واستطاعت دبي العطاء المساهمة في مساعدة هذه الدولة خاصة أنها تفتقر إلى المدارس، ومن خلال مواصلة الأعمال الإنسانية الخيرية استطاعت دبي للعطاء إيفاد 15 متطوعاً من جنسيات مختلفة». وتوضح «شاركت في وضع حجر الأساس لمدرسة، حيث تكاتفت الأيادي هناك في وضع الإسمنت وحمل الطابوق مع الأهالي لبنائها»، مضيفة «رغم صعوبة الوصول إلى تلك المناطق، التي نساعد سكانها، إلا أن زرع البسمة على وجوههم تزيل التعب». وتؤكد أنهم زاروا منطقة في نيبال وأقاموا مدرسة فيها لم يزرها غريب منذ 20 عاماً. محو الأمية الحصول على مستوى جيد من التعليم هي المهمة الأساسية للسويدي، والعمل مع دبي للعطاء أضاف إليها الكثير من الخبرة والمهارة في التعامل مع الأطفال في المناطق الفقيرة والنائية. تقول السويدي «في البرنامج الذي كلفت فيه من قبل دبي للعطاء أرصد وأتابع حالات الأطفال الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، وصولاً لتعزيز التعليم في حياتهم من خلال البرامج التي تم إعدادها لهم حتى يصلوا إلى المستوى المطلوب من التعليم». رمضان الخير استراحة المحارب بالنسبة للسويدي غالباً ما تكون في شهر رمضان المبارك، فطوال السنة تنتقل من دولة إلى أخرى مؤدية الوظيفة المنوطة لها من خلال زيارة الدول الفقيرة لرصد وتقييم البرامج التي تم إعدادها لها. وتعد السويدي رمضان الفرصة الوحيدة التي تتنفس فيها، حيث تجد في الشهر الفضيل فرصة للزيارات العائلية التي تفتقدها خلال رحلاتها العملية. وترى أن اللمة العائلية في الشهر الكريم لها نكهة خاصة تفتقدها بقية أشهر السنة. وتقول «ما يميز الشهر الكريم القدرة على تجميع العائلات حول مائدة واحدة، وتعزيز التواصل فيما بينهم، وفي هذا الشهر فرصة ثمينة لصلة الأرحام، وزيارة الأقارب كما أوصى الدين الإسلامي». وتضيف «رمضان هو شهر التقرب إلى الله وأداء العبادات وقراءة القرآن الكريم وأداء الفرائض في وقتها، فهو شهر التألف والتقارب وشهر المغفرة والرحمة وفرصة لعمل الخير». أهم الإنجازات على مدار السنوات التسع الماضية، قدمت «دبي العطاء» برامج تعليمية لمساعدة ما يزيد على 14 مليون مستفيد في 41 بلداً نامياً، بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، وبلان إنترناشيونال، وبرنامج الغذاء العالمي، وبراثام، وإدارة التعليم والوعي، والشركاء في البحوث والتعليم للتنمية، ومنظمة كير الدولية، ومنظمة إنقاذ الطفولة. على أرض الواقع بدعم من مجتمع دولة الإمارات بأطيافه كافة، استطاعت مؤسسة دبي العطاء إحداث تغيير إيجابي في حياة الأطفال ومجتمعاتهم من خلال: بناء وترميم أكثر من 2100 مدرسة وفصل دراسي، وحفر ما يزيد على 1400 بئر ماء، وتوفير مصادر للمياه النظيفة في المدارس، وبناء أكثر من 3400 دورة مياه في المدارس، وتوفير وجبات غذائية مدرسية يومية لأكثر من 505 آلاف طفل، وتدريب ما يزيد على 42 ألف معلم، ووقاية أكثر من 2,75 مليون طفل من الإصابة بالديدان المعوية من خلال الأنشطة المعنية بمكافحة الإصابة بالمرض، وتوزيع ما يزيد على 2,2 مليون كتاب باللغات المحلية، وتأسيس أكثر من 6750 جمعية لأولياء الأمور والمعلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©