الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المؤتمر الأسري يحذر من غياب الحوار و«السكتة الكلامية» بين الزوجين

30 ابريل 2010 00:40
أكد خبراء تربويون أن نسب الطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي لا تزيد على 6 % وأن هذه النسبة تتراجع إلى 2 % بعد مرور السنوات الخمس الأولى على الزواج. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الأسري الخامس الذي انطلق مساء الأربعاء الماضي تحت شعار “الأسرة عماد المجتمع” والتي تندرج هذه الفعالية ضمن مبادرة التلاحم الاجتماعي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والمنظمة من قبل المركز الثقافي برأس الخيمة بالتعاون مع مركز تواصل للتنمية البشرية ومركز التنمية الاجتماعية. وناقش المؤتمر ورقتين الأولى للدكتور مصطفى أبو السعد استشاري نفسي وتربوي تحت عنوان “مهارات الاستقرار الأسري” والورقة الثانية لعصام قاري تحت عنوان “إدارة الذات”. وأشار الدكتور مصطفي أبو السعد في ورقته إلى أهم قواعد الاستقرار الأسري، منها بناء الثقة بين أفراد الأسرة والتركيز على الإيجابيات والتعامل مع السلبيات بطرق تحولها إلى إيجابيات، فبناء على دراسة واستطلاع علمي فإن الأسر الخليجية تعتبر من الأسر المتماسكة والأكثر استقراراً على الرغم من وجود بعض التحديات. وذكر أبو السعد أن الأرقام التي تظهر وتبين أن نسبة الطلاق مرتفعة في دول الخليج هي أرقام غير صحيحة وغير واقعية نتيجة للقراءة الخاطئة للأرقام الصادرة من أي جهة مخولة بإعدادها، لأن الشخص الذي يجب عليه الحكم بنسب الطلاق إذا كانت مرتفعة أو غير ذلك يجب أن يقرأها بصورة علمية وأن يكون مختصاً في علم الاجتماع، فأعلى نسب الطلاق التي توجد في دول الخليج هي 6 % عند المتزوجين في السنة الأولى، أما المتزوجون لأكثر من خمس سنوات فالنسبة لا تصل إلى 2 % في أي من دول الخليج. وتطرق أبو السعد إلى التحديات التي تواجه الأسر منها غياب ممارسة الوالد لمسؤولياته، حيث أصبحــت الأســرة تدار وبشكل كبير من طرف المرأة، وأصــبح هناك نوع من القصور في ممارســة الزوجين لأدوارهم داخل الأسرة، إضافــة إلى غــياب الحوار الأسري وهو ما يسمى “السكــتة الكــلامية” التي اقتصرت على تصريف الأمور وحاجيات الأسرة فقط. وناقش أيضاً في الورقة أركان الحياة الزوجية، منها الأمان وهو أن يشعر كل من الزوج والزوجة بالأمان عن طريق التخلص من بعض العادات والسلوكيات التي يمكن أن تحطم الأمان في نفسية الزوجين، على سبيل المثال قيام الزوج بإخبار الزوجة بإقدامه على الزواج من امرأة أخرى، وهذا ما يعمل على زعزعة الأمان والتأثير السلبي على نفسية المرأة. ومن الأركان، التعبير عن المشاعر “العاطفة” فاهتمام المرأة هو الإشباع العاطفي، ففي الماضي كان المطلوب هو الإشباع الاقتصادي والبحث عن الشخص الذي يعولها.أما اليوم فأصبحت الزوجة قادرة على العمل وتبحث عن العاطفة لدى الزوج، إضافة إلى الحوار اليومي، إذ يجب أن تكون هناك جلسات ما بين 20 و30 دقيقة يومياً تناقش فيها مواضيع عامة لا تتعلق بالأسرة. وآخر الأركان التي ذكرها أبو السعد التوقع الإيجابي، أي التخلي عن الأفكار السلبية عن الزواج. ففي دراسة أجرت في قطر أثبتت أن 350 حالة طلاق كانت نتيجة للأفكار السلبية التي توجد لدى كل من الزوجين قبل الزواج، منها أن نسب الطلاق عالية والإقدام على الخيانة أمر وارد الحصول، وعدم وجود الثقة بالطرف الآخر. من جهتها أعلنت إيمان المطوع مديرة مركز التنمية الاجتماعية برأس الخيمة عن إطلاق المركز مبادرة على هامش المؤتمر تحت عنوان “معاً نحو أسرة متماسكة”، التي ستستمر طيلة العام الجاري. إذ تحتوي هذه المبادرة على جملة من المحاضرات والندوات وورش العمل التي تركز على الأمهات والآباء والأبناء أيضاً. تحديات تهدد الاستقرار تطرق الدكتور مصطفى أبو السعد استشاري نفساني وتربوي إلى التحديات التي تواجه الأسر، منها، غياب ممارسة الزوجين لمسؤولياتهما خاصة الوالد. ومن التحديات أيضاً، الضغوط الاقتصادية التي أصبحت تعاني منها بعض الأسر بسبب الديون المتراكمة عليها والمصاريف المبالغ بها، على سبيل المثال مصاريف الزواج وخاصة للمتزوج في بداية التوظيف، وكذلك الاستهلاك الكبير الذي يقوم به البعض، إضافة إلى عدم وضوح الأولويات بين الرجل والمرأة مثل تربية الأبناء أم بناء البيت أو الدخول في مشاريع اقتصادية، في المقابل لا يعني ذلك أنها غير مستقرة كما أشار أبو السعد ولكن تظل هناك بعض التحديات التي يجب مواجهتها.
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©