السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدد روحك

7 يونيو 2016 23:43
لَم يكُن السفرُ يوماً من أحلامـي لعلمي أنّ الحنين لوطنـي سيغلبُني كثيراً، وحتى فترةٍ ما بدأت تراودني كثيراً فكرةُ السفر وتأمُل المُغادرين والقادميـن في المطار بحقائبهم المُثقله إما بالأدوية أو بالملابس، تُقتُ لمنظرٍ أقرأُ عنه وعن مشاعر من عاشوه فوددتُ تجربتهُ وقد قرأتُ ذاتَ مرة أن السفر يُهذب الروح وأردتُ فهم هذه الجُملة عن تجرُبة، ومع هذه الخواطر المتواردة جاءت مُفاجأةُ أبي على طبقٍ من ذهب لتُحقق ما قرأتُهُ وأخيراً سأقومُ بتجربتهِ! أعددت حقيبتي وحملتُ بيديَ أجمل ما عندي من كُتُب لأقـرأ لكنني لم أفعل حيثُ إنّ المسافة كانت قصيرة وفي المطار وجدتُ الكثير مما يستحقُ القراءة والتأمُل وما كان عليّ إلا أنّ أتأمـلَ بشكلٍ مطوّل. وجدتُ أباً وجداً يحملان الحفيد الأول يرجوان من الله شفاءه برحلة العلاج وهُناك رجلٌ يحملُ حقيبة عمله بابتسامة، وهناك أيضاً باقاتُ ورد يستقبلُ بها الأصحاب صديقهُم القادم، وعلى كُرسيّ المطـار أنا وأهلي في وطني أكتُبُ وأقرأ وأمارس هواياتي بفرحٍ كبير حتى حان «النـداء الأخير للرحلة المتوجهـة إلى محطة السفر حان موعدُ ركوب الطائرة، تُرى ماذا ينتظرُني لأقرأه ؟! ركبتُ الطائرة وعيني على علم وطنـي الحبيب وروحي التي تسكُنني هو هذا الوطن، قرأتُ أذكار السفر مستودعةً الله وطني فهو خير حافظاً ثُم انطلقت رحلتُنا. مُتعةٌ كبيرة أنّ تحتفي بِكَ السماء وتنتظرُكَ أرضٌ أخرى جديدة عليك، أرضٌ تتعلّمُ منها ومن سُكانها وتُدلي بدلوكَ مُعرّفاً نفسِك وثقافتكَ وما تحملهُ من وطنِك في داخلك والسفـرُ يُهذبُ الـروح بغُربتهِ وتعامل الإنسان المُسافر مع أناس جُدُد، فهو رُغم تفاوُت ظروف المُسافرين فإنه في التهذيب واحد وفي الغُربةِ واحد . اختلافُ الثقافات مساحة جديدة تُضافُ لذاكرتِكَ لتتفتّح آفاقُكَ وتتسع مدارِكُكَ فيُغذيّك و يروي ظمأ روحكَ من العلم و المعرفة الجديدة التي تُجرَبها بنفسك. سـافر لتُجدد روحك وتتعلّم علماً جديداً، ولا تنسى أن تأخُذ معك كُل ما يخُص وطنك، لأنك ستكون في أي مكان تحلُّ فيه ضيفاً «سفيراً» لبلدك بسلوكك وحُسن تعامُلك. نوف سالم - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©