راشد سالم: «المصادفة» قادتني إلى التألق مع الوصل

شاءت الصدفة أن تجعل منه حارساً متألقاً، المرة الأولى عندما دخل نادي الوصل، والثانية عندما أصيب الحارس الأول ماجد ناصر، بهذه الكلمات يعترف حارس الوصل الشاب راشد علي سالم الذي أظهر تألقاً كبيراً في الفترة الأخيرة، وقاد فريقه، لأول لقب خليجي في تاريخ النادي. الكثيرون تخوفوا على مستقبل شباك “الإمبراطور” بعد إصابة الحارس الأول ماجد ناصر، ولكن راشد كان أميناً في الحفاظ على الأمانة التي حملها له، زميله ماجد، بل ضرب المثل والقدوة، في كيفية الذود عن مرماه، بمنتهى البسالة والشجاعة، على الرغم من قلة خبرته وصغر سنه، لكنه أثبت في هذه الفترة القصيرة أنه حارس له مستقبل كبير. عبر حارس “الفهود” راشد علي سالم عن فرحته الكبيرة، بأول كأس يحملها في حياته، قائلاً: “إنه إنجاز كبير أن أحمل كأس البطولة الخليجية بعد وجودي أربع سنوات فقط في الوصل، وهذه البطولة أعتبرها طفرة كبيرة في مشواري الكروي القصير، وبالطبع سيكون لها المردود الكبير في الفترات المقبلة، لأن هذه البطولة جاءت بعد عناء كبير وحصلت من خلالها على خبرات عديدة ومتنوعة”. واعترف الحارس المتألق راشد بأن الصدفة تدخلت كثيراً في حياته، قائلاً: “المرة الأولى تدخلت الصدفة في حياتي، عندما دخلت نادي الوصل، حيث كنت ألعب مع الأصحاب والأصدقاء في الشارع “الفريج”، وشاهدني الكابتن عيسى وهو إداري بنادي الوصل، وطلب مني الانضمام لفريق النادي تحت 18 سنة، ومعها بدأ مشواري الكروي يأخذ مساره الصحيح نحو عالم أفضل في مجال كرة القدم، ولم أكن أتوقع أن تسير بي الأمور بهذه السرعة، حتى أقوم بعد انضمامي للنادي بأربع سنوات، لأكون الحارس الأول في مباراة نهائية، بحجم بطولة الأندية الخليجية، والصدفة الثانية التي قادتني إلى التألق هي الإصابة التي لحقت بالحارس الأول، والأساسي بالفريق، ومنتخبنا ماجد ناصر في بداية مباراة الوصل مع النصر السعودي في الدور قبل النهائي لبطولة الأندية الخليجية، حيث شاركت في المباراة، ونجحت في التصدي لركلات الترجيح وتأهل فريقي للمباراة النهائية، وأن هاتين الصدفتين في حياتي لهما التأثير الكبير في مشواري الكروي”. أكد راشد أن ما شاهده من حب وعشق الجماهير للامبراطور، جعله قلق للغاية من أي خسارة، قائلاً: “دخلت المباراة النهائية، وأنا خائف ليس من قطر القطري، بقدر خوفي من جماهير فريقي، حيث قلت لنفسي قبل المباراة ماذا سأفعل لو خسرنا هذه المباراة، وفشلنا في تحقيق هذا اللقب الجميل؟، وكان خوفي من غضب جمهورنا مصدر قوتي وثباتي في الفترة الأخيرة، حيث تابعت عن قرب كيف تهوى الجماهير فريقنا، وهذا دليل على أن الجماهير لها مفعول السحر في أداء اللاعبين، وعندما انتهت المباراة بفوزنا باللقب الخليجي، قلت لنفسي “الحمد لله مفيش خوف من الجماهير” وجرينا سريعاً عقب تسلم الكأس إلى المدرج الخاص بجماهير الدرجة الثانية، وصعدنا السلالم، حتى وصلنا لقمة المدرج، لكي نحيي الجماهير التي كانت جالسة في الملعب الفرعي تنتظرنا لنحتفل معها باللقب”. قال راشد سالم: “إنه يوم جميل في حياتي، وأنا أجد ثمرة الجهد والتدريب لأربع سنوات ماضية تتوج بلقب جميل وخارجي كنا في أشد الحاجة إلى الفوز به، وأنهينا الموسم ببطولة لم يحققها النادي من قبل، وهذا مصدر سعادة كبيرة جداً بالنسبة لنا كلاعبين”. أكد راشد: “أن ماجد ناصر له دوره أيضاً في وصول “الإمبراطور” لهذه الكأس، حيث كان متألقاً في مشوار التصفيات، كما أنه قام بتوجيهي خلال المباراة الأخيرة، وكان على تواصل دائم معي، ويوم المباراة النهائية أمام قطر، طلب مني التركيز الكامل، وتوجيه زملائي في الدفاع، وألا أرتبك مطلقاً، وتكون أعصابي هادئة تماماً طوال المباراة، لأن العصبية في حراسة المرمى لها تأثيرها الكبير، وبكل تأكيد فإنني عانيت كثيراً في المباراة النهائية، لأننا كنا نلعب تحت ضغط البطولة، وأنظار الجميع في الدولة من جماهير ومسؤولين عيونهم علينا وقلوبهم معنا، لذلك كانت كل هذه المشاعر مصدر قلق كبير لي ولكنها زالت تماماً بعد التتويج باللقب الخليجي الأول”. نوه راشد سالم إلى نقطة مهمة، وهي حرصه على متابعة المنافسين قائلاً: “قبل أن نلتقي مع فريق قطر في نهائي البطولة الخليجية، حرصت على الذهاب إلى الأنترنت لمتابعة أخطر لاعب في قطر، وهو سيباستيان، وشاهدت العديد من اللقطات على “اليوتيوب”، وعرفت تحركاته ومكمن خطورته وخطورته على المرمى وطلبت من زملائي مراقبته بشكل قوي لأنه لاعب بالفعل خطير”. أصعب الأوقات قال الحارس الأمين: “أصعب الأوقات في مباراتنا الأخيرة كانت آخر 15 دقيقة، حيث ضغط المنافس القطري، وحاولت الصمود، وكانت أصوات جماهيرنا من خلف المدرجات مصدر قوة كبيرة لي ولزملائي في أرض الملعب، حيث كانت الشريان الذي يضخ الدماء في عروقنا، وكانت ثقتي كبيرة، على الرغم من هذه الضغوط أننا سنفوز باللقب الخليجي لأننا تعبنا كثيراً هذا الموسم وقدمنا مستويات طيبة خاصة في آخر مباراتين ضد فريقين كبيرين وهما النصر السعودي وقطر القطري”. عدنا بالذاكرة مع راشد سالم إلى الوراء قليلاً وسألناه عن السبب في تأخره في الانضمام للوصل فقال: “لم أكن أهتم بأن أكون لاعباً في نادي كبير، بل كان كل همي أن ألعب مع أصدقائي في الشارع، وطلب مني الكثيرون من الأصدقاء بأن أنضم لأي ناد حتى أكون حارساً رسمياً في بطولات قوية، وكنت أرفض ذلك، ودخلت نادي الوصل وعمري 17 سنة، ومع ذلك وجدت نفسي سريعاً مع اللاعبين”. أضاف: “منذ اللحظات الأولى لدخولي الوصل لاحظت الاهتمام الكبير وبدأت بعد دخولي النادي بفترات قصيرة في تعلم الأساسيات الخاصة بحارس المرمى وشاركت في نهاية الموسم في بعض مباريات دوري تحت 18 سنة، ولكن مع بداية الموسم الجديد قام النادي بإحضار مدرب برازيلي خاص، وهو ويزنر ومعه بدأت في وضع الأقدام الصحيحة على الطريق السليم لعالم حراس المرمى، حيث بدأ معي ويزنر من الصفر في كل شيء فيما يخص حراسة المرمى وحرصت على الاستفادة من كل صغيرة وكبيرة من هذا المدرب”. «المحمول» ولقطات الحراس العالميين دبي (الاتحاد) – من يقوم بمشاهدة اللقطات الموجودة على التليفون المحمول لراشد علي سالم حارس الوصل يتأكد أنه حارس يهوى حراسة المرمى فهناك العديد من لقطات حراس المرمى العالميين والمحللين على محموله. سألت راشد عن السبب قال: “دائماً أحرص أيام المباريات، ونحن في السيارة وفي الطريق إلى الملعب إلى مشاهدة العديد من اللقطات للحراس العالميين ومنهم ديدا وبوفون وكاسياس، إضافة إلى لقطات متنوعة لزميلي ماجد ناصر، ومن هذه اللقطات تصدي الحراس الكبار لركلات ترجيح أو التصدي لكرات معينة بطرق مختلفة، وأنا بالطبع أستفيد من كل هذه اللقطات، ولا أهتم في يوم المباراة إلا بهذه الأشياء حتى أدخل أجواء المباريات مبكراً، ومثل هذه اللقطات تمنحني شحنة كبيرة قبل المباريات الرسمية”. حراسة المرمى بخير دبي (الاتحاد) – قال راشد علي سالم: “حراسة المرمى في دولتنا، بخير ونملك العديد من الحراس أصحاب المستويات الرائعة منهم الحارس الكبير ماجد ناصر الذي تعلمت منه وما زلت أتعلم منه الكثير ويمنحني هو من خبرته المزيد، وأيضا الحارس المتميز علي حصيف حارس الجزيرة له مستقبل طيب هو الآخر تحت الثلاث خشبات، وكذلك حارس الظفرة عبد الباسط محمد”. استفادة كبيرة من الاحتراف دبي (الاتحاد) – قال حارس مرمى الوصل راشد سالم إن الاحتراف أفاد الكرة الإماراتية كثيراً وأنه ما زال هناك مشوار كبير لمزيد من التألق وأن الاستفادة كبيرة من اللاعبين المحترفين في دورينا. ساند خدعني في المباراة الأخيرة دبي (الاتحاد) – بعفوية كبيرة قال راشد سالم لقد خدعني مهاجم العين ساند في مباراتنا الأخيرة بدوري المحترفين، وسألته كيف؟ قال: “قبل مباراتنا مع العين، حرصت على مراقبة ساند، وشاهدت له أكثر من لقطة خاصة في ضربات الجزاء، ولاحظت أنه في آخر مباراتين يسدد ركلته ناحية اليمين، ولذلك هيأت نفسي أن أتوجه لصد الكرة، ولكن ساند خدعني وسددها في الناحية اليسرى، ويبدو أن ساند الهداف الكبير قرأ أفكاري قبل أن أقرأ أنا أفكاره، وهذه بالتأكيد خبرة لاعب كبير في قيمة ساند”. مجموعة «الأبيض» قوية في «الآسيوية» دبي (الاتحاد) – قال راشد سالم حارس مرمى الوصل: “مجموعتنا التي وقع فيها منتخبنا في كأس أمم آسيا المقبلة مع إيران والعراق وكوريا الشمالية قوية للغاية، ولكن ثقتنا كبيرة في أن يصنع الأبيض لنفسه التاريخ الجديد في هذه البطولة التي أتمنى أن نجد أنفسنا ننافس على لقبها”. رسائل حب إلى خلفان ومخلص وياسين دبي (الاتحاد) – وجه حارس الوصل الشاب راشد علي سالم “20 سنة “ رسائل حب وتقدير لمن علموه حراسة المرمى ومنهم: المواطن كابتن خلفان، وهو حارس سابق بنادي الوصل، ومدرب حالي، والبرازيلي ويزنر، حيث علمه أسس اللعبة والمدرب السوري مخلص، وهو مدرب فريق الرديف بالنادي، إضافة إلى مدرب الفريق الأول حالياً وهو الجزائري ياسين ، ولابد أن يشكر كل هؤلاء لأنهم صنعوا منه مشروع لاعب جيد”. سعادة كبيرة بالمنتخب الأولمبي دبي (الاتحاد) – أبدى راشد علي سالم حارس الوصل سعادته الكبيرة بانضمامه لصفوف المنتخب الأولمبي، قائلاً: “ تلقيت خبر الانضمام للمنتخب الأولمبي، وأنا في الدوحة لأداء مباراة الذهاب أمام قطر القطري، وكانت سعادتي لا توصف بهذا الاختيار، وهو شرف كبير لي أن أكون ضمن لاعبي المنتخب في أي مرحلة سنية”. ماجد يمنح الثقة دائماً دبي (الاتحاد) – أشار راشد علي سالم حارس الوصل إلى أن ماجد ناصر الحارس الأساسي والمصاب حالياً يمنحه المزيد من الثقة، قائلاً : “ما أدلى به ماجد ناصر عقب فوزنا بالبطولة الخليجية بأنني حارس كبير هو من قبيل الكلمات المعنوية التي يحرص مثل هذا الحارس الكبير على منحها لي حتى أحصل على جرعات زيادة من الثقة، ولكن ليس صحيحاً، كما قال ماجد إنه يبذل الجهد الكبير الذي يعود من خلاله لحراسة المرمى لأن ماجد مكانه محجوز بمستواه العالي ليس فقط في الوصل بل في المنتخب”. لاعبو الوصل السبب في عدم المنافسة على الدوري دبي (الاتحاد) – اعترف راشد علي سالم حارس مرمى الوصل بأن السبب في عدم منافسة الفريق على درع الدوري هذا العام، أو أي بطولة محلية أخرى سببه لاعبي الفريق, وقال: “نحن كلاعبين نتحمل عدم قدرتنا على الفوز بأي لقب محلي هذا الموسم، وعلينا التفكير جيداً الموسم المقبل في كيفية الترتيب لموسم قوي ومنافسة أكثر شراسة ونتعهد أمام جماهيرنا بأن نقدم مواسم جيدة في الأعوام المقبلة خاصة ان الفريق يضم مجموعة من اللاعبين الرائعين اصحاب القدرات الفنية العالية”.