السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرئيس الجديد ومهمة إنقاذ الكوكب

7 يونيو 2016 23:26
يوم الثلاثاء الماضي، أعرب «مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية» أول تأييد له على الإطلاق لشخصية مشاركة في الانتخابات الرئاسية، وذلك عندما أعطى إيماءة الموافقة للمرشحة المحتملة هيلاري كلينتون. ليس من الصعب إدراك السبب الذي دفع المجلس لذلك: ففي هذه المرحلة من الانتخابات الرئاسية، نجد أن شخصية المرشح المفترض دونالد ترامب تعرض الكوكب بأسره لمخاطر جمة. والحقيقة أننا نجد أنفسنا الآن- عندما يتعلق الأمر بالمناخ- يمتزج فيها الخوف بالأمل. وأفق التغير المناخي، إذا ما استمرت السياسات الحالية، لم يكن في أي وقت أسوأ مما هو عليه الآن، وإن كان يتوجب القول مع ذلك أن احتمالات الابتعاد عن طريق الدمار لم تكن في أي لحظة في الماضي، أفضل مما هي عليه الآن. كل شيء سيتوقف على من يجلس في البيت الأبيض خلال السنوات القليلة القادمة. وفيما يتعلق بالمناخ أيضاً- هل تذكرون مزاعم هؤلاء الذي يرفضون نظرية التغير المناخي، ويقولون إن الاحترار العالمي قد توقف، وأن درجات الحرارة لم ترتفع منذ 1998؟ كانت الحجة التي يعتمد عليها هؤلاء حجة تافهة، وإن كان قد جرى تبديدها الآن من خلال سلسلة من درجات الحرارة الجديدة القياسية التي سُجلت، وتكاثر المؤشرات الأخرى التي لو أخذنها كحزمة واحدة، ستحكي لنا قصة مفزعة للكارثة التي تلوح في الأفق. في الوقت نفسه، نجد أن التطورات التكنولوجية الجديدة في مجال الطاقة المتجددة، قد حولت إلى محض هراء حجة تافهة أخرى ضد التغير المناخي، وهي تلك المتمثلة في الزعم أن من غير الممكن عمل أي شيء بشأن التصدي للانبعاثات الغازية من البيوت الزجاجية، من دون شل الاقتصاد في الوقت نفسه. فطاقة الشمس والرياح تغدو أرخص عاماً بعد عام، وتنمو بسرعة حتى من دون حاجة إلى حوافز كثيرة للابتعاد عن أنواع الوقود الحفائري. أما إذا ما قدمنا حوافز مشجعة لتلك الأنواع من الطاقة، فتوقعوا أن الثورة في مجال الطاقة ستكون قاب قوسين أو أدنى. ربما تريدون ثورة، ولكننا في حقيقة الأمر لسنا في حاجة لمثل هذه الثورة من أجل إنقاذ الكوكب. فكل ما يتطلبه الأمر من أميركا في الوقت الراهن هو تنفيذ «خطة الطاقة النظيفة» وغيرها من الإجراءات التي وضعتها إدارة أوباما، لتمكينها من الاستمرار في أداء الدور الذي اضطلعت به العام الماضي بموجب اتفاقية باريس التي ترشد العالم بأسره نحو إجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات الغازية. ولكن ماذا يحدث إذا كان الرئيس القادم رجلاً لا يؤمن بعلم التغير المناخي أساساً، أو بأي حقائق غير مريحة من أي نوع؟ من المعروف أن عداء «الجمهوريين» لعلم المناخ، وإجراءات مكافحة المناخ تنسب عادة إلى الأيديولجيا، وقوة المصالح الخاصة وهما عاملان يلعبان دوراً مهما لا شك في ذلك. ولكن كان يخامرني دوما إحساس بأن ثمة عاملاً ثالثاً يضاف لهذين العاملين، وهو عامل سيكولوجي في الأساس. فهناك بعض الرجال- وغالباً ما يكونون رجالاً في معظم الأحايين- الذين ينتابهم الغضب لأي اقتراح يطالبهم بالتخلي عن أي شيء يمتلكونه من أجل المصلحة العامة، وهو غضب يكون في معظم الأحيان غير متناسب مع حجم التضحية. وهو ما ينقلنا إلى المرشح الرئاسي المفترض الذي يجسد الهوية المحافظة المعاصرة في أكثر أشكالها سفوراً، وتجرداً من التمويهات التي يلجأ إليها السياسيون عادة لتغطية انحيازاتهم وجعلها ترتدي ثوب الاحترام. ليس ثمة شك أن دونالد ترامب يكره الحماية البيئية، وهي كراهية تُعزى - جزئياً - لأسباب معتادة. ولكن هناك أيضاً طبقة إضافية من السم تكمن في طوايا مواقفه المؤيدة للتلوث، وهي مواقف شخصية من جهة، وتافهة لدرجة تدعو للذهول في الحقيقة من جهة أخرى. فعلى سبيل المثال، يشجب ترامب بشكل متكرر القيود التي وضعت من أجل حماية طبقة الأوزون، لأن تلك القيود- كما يزعم - هي السبب الذي جعل مثبت الشعر الذي يستخدمه لا يعمل بالفعالية نفسها التي اعتاد أن يعمل بها من قبل (أنا لا أختلق هذا الكلام، وإنما هذا هو ما قاله ترامب فعلاً). وهو أيضاً عدو لدود لطاقة الرياح، ويتحدث دائما عن الكيفية التي تؤدي بها توربينات الرياح إلى قتل الطيور. *كاتب أميركي حاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد العام 2008 ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©