السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فريق أوباما الدبلوماسي... انسجام في وجه التحديات

فريق أوباما الدبلوماسي... انسجام في وجه التحديات
29 يوليو 2009 01:31
عند تسلمه لمهامه الرئاسية في البيت الأبيض قبل حوالي ستة أشهر، لم يكن بعض مستشاري الرئيس أوباما المعينين حديثاً، واثقين من مدى الوقت والجهد اللذين يعتزم الرئيس تكريسهما لسياساته الخارجية. فعندها، كان يبدو أن الأزمة المالية الاقتصادية المتفاقمة، تستنزف منه كل وقته وطاقته. بيد أن حربي العراق وأفغانستان تطلبتا اهتماماً عاجلاً من الرئيس، بقدر ما تطلبته خطط أوباما الطموحة الخاصة بالرعاية الصحية وسياسات الطاقة البديلة المتجددة. هذه بعض الأسباب التي حثت الإدارة الجديدة على تعيين عدد من المبعوثين الخاصين لكل من منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان وغيرهما من مواقع النزاعات الأخرى الساخنة. وكان المقصود بتلك الخطوة أن يكسب الرئيس بعض الوقت قبل أن ينغمس بنفسه في هذه الهموم والتحديات. يجب القول هنا إن تعيين هذا العدد من الدبلوماسيين المرموقين في البعثات الخاصة المذكورة، أعاد واشنطن إلى إحدى فترات أمجادها التي كان اختيار الأفراد فيها لتولي المسؤوليات على قدر كبير من التحدي والمسؤولية. وكم كانت الشخصيات المقترحة لتولي شتى المناصب الدبلوماسية مغرية إلى درجة تصعب مقاومتها. فلم تكن هناك هيلاري رودهام كلينتون التي عينت في منصب وزير خارجية الإدارة الجديدة، والجنرال السابق جيمس إل. جونز مستشاراً للأمن القومي، وروبرت جيتس وزيراً للدفاع فحسب، بل كان إلى جانبهم كذلك جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الخاص لمنطقة الشرق الأوسط، والدبلوماسي المرموق ريتشارد سي. هولبروك مبعوثاً خاصاً لأفغانستان وجنوبي غرب آسيا، والخبير الاستراتيجي دنيس روس مبعوثاً خاصاً مرتقباً لإيران. وبعد، فلا يزال السؤال قائماً: من الذي يتولى إدارة السياسات الخارجية لإدارة الرئيس أوباما؟ والإجابة عن السؤال -فيما تبدو- بدهية وشديدة الوضوح والمباشرة.. إنه الرئيس أوباما نفسه. ذلك أنه لم يتفاد الخوض في مياه السياسات الخارجية، بل على نقيض ذلك تماماً، أضاف إليها الكثير من الأجندة والواجبات. وسرعان ما وجد نفسه غارقاً في مراجعة سياسات بلاده المطبقة في كل من العراق وأفغانستان وباكستان وإيران. بل استغل أوباما نفوذه السياسي المبتكر في الإعلان عن فتح صفحة جديدة من علاقات واشنطن مع روسيا وأوروبا والعالم الإسلامي. وفي الوقت نفسه، دشن أوباما حملة قوية تدعو إلى نزع التسلح النووي دولياً، وهو من أعز ما ظل ما يصبو إليه شخصياً، على الرغم من أن تحقيق هذا الهدف لا يمثل ضرورة آنية لا بد منها في الوقت الحالي. غير أن أوباما واجه عقبات كثيرة في طريقه كذلك. منها على سبيل المثال، رفض نظام طهران المتشدد مصافحة اليد البيضاء التي مدها إليه الرئيس الأميركي. أما في موسكو، فلم تبد روسيا فلاديمير بوتين حماساً يذكر للتحولات الجديدة التي أعلن عنها أوباما فيما يتعلق بسياسات بلاده إزاء روسيا. وفي تل أبيب، أبدى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو تبرماً ورفضاً لمطالبة أوباما له بتجميد أنشطة بلاده الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. ومن الجانب الآخر، رفض القادة العرب الاستجابة لدعوته إياهم لإبداء حسن النوايا وروح التعاون مع إسرائيل. وهذه هي التحديات التي تزداد فيها حاجة أوباما إلى حشد كل ذلك العدد الكبير من مبعوثيه الخاصين الذين عينهم. فهو بلا شك في أمس الحاجة إلى خبرات وجهود كل هذه الكوكبة الفريدة من الخبراء والدبلوماسيين لأن يعملوا معاً وبيد واحدة كما خلية النحل. وقد نجح فريق أوباما بالفعل في تحقيق هذا الهدف، متحدياً بذلك كل النميمة والشكوك في قدرته على الانسجام والعمل الجماعي. فحتى هذه اللحظة على الأقل، لا توجد نزاعات تذكر بين أفراده حول السياسات تكشفت علناً للمراقبين والجمهور. وهذا مستوى انسجام لم يتحقق لأي من الفرق السابقة التي عملت في إدارتي الرئيسين بوش وبيل كلينتون، حتى حين كانتا في بدايات عهدهما الرئاسيين. ويبدو أن تقسيم العمل بين خبراء ومسؤولي إدارة أوباما قد مضى على هذا النحو: فذاك جورج ميتشل وهو يعمل في صمت وهدوء على إعادة طرفي النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات. وهنا ريتشارد هولبروك وهو ينشغل لافتاً الأضواء وعدسات الكاميرات إلى ما يقوم به من جهد في جبهتي باكستان وأفغانستان، بينما تكفل نائب الرئيس جو بايدن بالعمل في جبهة العراق. ثم هناك دنيس روس الذي كان في انتظار دوره التفاوضي المرتقب في طهران، إلا أنه كلف بمهمة أكبر ألا وهي وضع استراتيجيات السياسة الخارجية لكافة القضايا تقريباً من إسرائيل وحتى باكستان، طالما أن دوره التفاوضي المفترض في طهران بدا الآن بعيداً جداً من نقطة بدايته. ولكن ما الذي تبقى لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون؟ ألا يبدو أنها قد همشت نوعاً ما على رغم مسؤوليتها عن القوى الكبرى: أوروبا وروسيا والهند والصين؟ كلا في الواقع. فهي تؤدي دوراً قيادياً كبيراً في وزارتها، وإن خلا طبقها من الأزمات التي عادة ما تسرق الأضواء لمن يتصدون لها. وخلال الأسبوع الحالي، يتوقع زيارة كل من دنيس روس وجيمس جونز إلى إسرائيل لمناقشة رئيس وزرائها في خطط ترمي إلى فرض عقوبات جديدة على طهران. وفي الوقت نفسه، سوف يزور الجنرال روبرت جيتس إسرائيل لتجديد التعاون العسكري معها. وسينضم إليهم جورج ميتشل بهدف الضغط باتجاه إبرام صفقة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. إلى ذلك ستقوم كلينتون بشرح ما حققته زيارتها الأخيرة للهند في واشنطن. دويل ماكمانوس محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©