الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعاكسة تسلب الموريتانية شعورها بالأمن الاجتماعي

المعاكسة تسلب الموريتانية شعورها بالأمن الاجتماعي
29 يوليو 2009 00:38
ازدادت الحوادث والخلافات التي تسببها معاكسات الشباب في موريتانيا حتى أصبحت ظاهرة مخيفة حيث كشفت دراسات أجريت في هذا الصدد أن المرأة لم تعد تشعر بالأمان في الشارع وداخل الأسواق وفي مقر عملها لأنها تتعرض باستمرار لمعاكسات تحرمها من مواصلة نشاطها اليومي، وفاجأت دراسة حديثة عن المعاكسات والتحرش، المجتمع حين أكدت أن هذه التصرفات لا تنحصر في فئة الشباب حيث وجدت الدراسة أن الرجال والنساء من فئات مختلفة يلجؤون للمعاكسة كأسلوب لجس نبض الطرف الآخر ومحاولة مضايقته وإزعاجه أو لربط علاقة عاطفية معه. وكشفت الدراسة أن المعاكسة عرفت تطورا كبيرا مقارنة مع أسلوبها في السابق حيث استغل المعاكسون التقنيات الحديثة للهاتف النقال والإنترنت لمعاكسة المرأة، ورغم استغلال هذه التقنيات إلا أن الدراسة اعتبرت أن الوسيلة الأفضل للمعاكسة هي باستعمال السيارة حيث يكون الطرفان في مواجهة مباشرة ولا يجد الشاب صعوبة في معاكسة الفتاة ومحاولة اقناعها بما يريد. وأكدت الدراسة أن المرأة التي تلجأ للمعاكسة تكون في أغلب الأحيان ضحية لمعاكسات كثيرة في السابق وهو ما يجعلها تتقن الدور وتمتلك شجاعة مواجهة هذا الموقف، وأشارت الدراسة إلى أن المرأة لا تقوم بالمعاكسة بمفردها في أغلب الأحيان بل في مجموعة من صديقاتها بينما يقوم الرجل بمعاكسة الفتاة منفردا وفي مجموعة. ويعتبر الباحث الاجتماعي العربي ولد أحمد تاج الدين أن المعاكسة أكثر وضوحا وتأثيرا في المجتمعات المنغلقة المتمسكة بتقاليدها وثقافتها لأنها مرفوضة ومحاصرة اجتماعيا بينما يكون أثرها أقل وضوحا في المجتمعات الأخرى. أساليب المعاكسة قال تاج الدين إن شخصية المعاكس تنعكس على أسلوب المعاكسة ونتيجتها ومدى خطورة عواقبها بعد رفض الطرف الآخر التعاطي معه وأضاف أن بعض المعاكسين يستعملون ألفاظا مهذبة ومفردات غزلية ويعرضون مطالبهم في إطار مقبول نوعا ما بينما الآخرون يتفوهون بألفاظ خادشة للحياء ويزعجون الضحية ويفرضون عليها مطالبهم بالقوة. وأشار تاج الدين إلى أن المجتمع يواجه الصنف الأخير بحزم ولا يسمح له بازعاج الضحية، وأكد أن أغلب المعاكسين يتربصون بالضحية في أماكن شبه خالية خوفا من ردة فعل الآخرين وقمعهم لهم بينما آخرون يكتفون بملاحقة الفتيات في الأسواق ويتحينون الفرصة الملائمة لدس أرقام هواتفهم في مشتريات الضحية. علاقة المعاكسة بالاغتصاب وقال الباحث إنه مع الانتشار الملحوظ لظاهرة اغتصاب الفتيات في موريتانيا حذرت الدراسات من تأثير سلوك الشباب ومعاكساتهم للفتيات على انتشار ظاهرة الاغتصاب التي سجلت أرقاما مخيفة خلال السنتين الماضيتين. وأضاف أن ممثلية الأمم المتحدة في موريتانيا حذرت من خطورة الوضع ومن انعكاسات هذه الظاهرة على المجتمع بأكمله، وأشارت في دراسة أعدتها أن نقص توعية السكان بخصوص الظاهرة أدى إلى عدم الدقة وحتى غياب تسجيل حالات الاغتصاب لدى الدوائر المختصة، كما ساهم انعدام مراكز وآليات للعناية بالمغتصبات والصعوبات التي تعترض المتابعات القضائية في تفاقم الظاهرة. وذكر تاج الدين أن الدراسة كشفت عن أن 400 حالة اغتصاب حدثت داخل منطقة ضيقة في موريتانيا شملها التحقيق، بينها 91 حالة فقط عرضت فيها المغتصبات على الطبيب. وجاء في الدراسة أن 65 بالمائة من المغتصبات غير بالغات و90 بالمائة غير متزوجات و23 بالمائة منهن أميات و84 بالمائة منهن منحدرات من أسر فقيرة. أما المغتصبون وحسب نفس الدراسة فإن 32 بالمائة منهم هم من المحيط الأسري للضحية، و19 بالمائة معروفون لدى ضحاياهم، فيما 46 بالمائة من المعتدين اشتركوا في اغتصاب جماعي بعد معاكسة الضحية.
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©