دبي (الاتحاد)
من تصاميم خشبية مبتكرة إلى تصاميم خزفية لا تقل أناقة وجمالا، تواصل المصممة الجود لوتاه إبداعها، في استعرض مكنون التراث المحلي بصورة تواكب الحياة المعاصرة. وأرادت المصممة أن تبرز مفهوم الزخارف والنقوش التراثية القديمة التي كانت تزدان بها البيوت التقلدية القديمة، لتكشف عن ما بها من إبداع رغم بساطة الأدوات المستخدمة لصنعها، ما جعلها إيقونة تراثية تستلهم تفاصيل البيئة المحلية لتعكس روح المكان وثقافته.
وتولي لوتاه اهتماماً كبيراً بفكرة التناقضات من خلال المزج بين المفاهيم التقليدية مع عناصر الحداثة المتمثلة في الأشكال الهندسية وغيرها، وهو ما تجلى في مجموعة الأواني المنزلية الجديدة «تِبر»، المكونة من أطباق ومزهريات تزخر بزخارف تراثية مستلهمة من التراث المعماري القديم للدولة، بأسلوب فني عالي الدقة، فكل قطعة منها شُكلت لتظهر بصورة متأنقة بما تحمله من نقوش متقنة، منها خطوط متتابعة ناعمة ودقيقة، ومنها أوراق نباتات تظهر بشكل واضح، إلا أن الأواني ظلت بيضاء اللون موشاه بالزخارف المتتابعة التي تتعانق مع الخطوط الهندسية.
واستوحت لوتاه الزخارف، التي نقشت بها «تِبر»، من باب خشبي قديم في قصر للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في مدينة العين. حيث كانت أبوابه الخشبية بمثابة لوحات فنية بما تحمله من زخارف تعكس مكانة أهل البيت اجتماعيا، وقد زينت الأواني بذهب من عيار 14 قراطا لتحاكي المسامير والأقفال النحاسية التي زينت الباب الخشبي، معبرة بذلك عن الثراء المتأصل في التعبير الفني المحلي.
عدد اليوم
