آمنة المهيري: أستمد طقوسي الرمضانية من الماضي

أشرف جمعة (أبوظبي) تبلغ السعادة ذروتها بآمنة المهيري فور حلول شهر رمضان المبارك، حيث تمارس طقوسها الثابتة خلال أيامه العطرة، فهي تحرص بشكل كامل على قراءة القرآن الكريم في أوقات مختلفة، وتستقبل صحبتها من النساء اللواتي يجاورنها بحكم البيوت المتلاصقة في أبوظبي، والتي لا تزال تأخذ شكلاً قديماً نوعاً ما، فآمنة تحب السكن في الأماكن الواسعة التي تجعلها تعقد مجلسها الرمضاني، وتتبادل فيه الأطباق، سواء وقت الإفطار أو في السحور، وتعيش آمنة المهيري التي تبلغ من العمر ستين عاماً أجمل أيام حياتها في الشهر الكريم، إذ تشرف على كل أعمال البيت، وتؤدي صلاتها بخشوع، وتتحرك في كل أركانه بحيوية واستبشار. أجواء قديمة تقول آمنة المهيري: تحل البركة في كل أرجاء البيت فور دخول الشهر الكريم الذي مسنا بطيبه المبارك في هذه الأيام، ومنذ أن هلت نسماته وأن أعيش حالة من الروحانيات التي تمنحني طاقة إيجابية، وتجعلني أشعر بأن وجه الحياة الجميل قد استعدته لافتة إلى أنها منذ سنوات طويلة، وهي تعيش الأجواء القديمة للشهر الفضيل حيث لا تزال قبل بدايته تعد عدتها وتملأ البيت بالكثير من مؤن الطعام والتمور والعصائر والأشياء الطازجة حتى تكون أطعمة الإفطار والسحور متوافرة، بالإضافة إلى الذبائح تصل إلى البيت على حسب الضيوف والمناسبات الرمضانية المختلفة. تلاوة القرآن وتشير إلى أنها تقسم يومها الرمضاني بصورة دقيقة، حيث إن لديها الكثير من المسؤوليات، وهو ما يجعلها تضع أوقاتاً معينة لتلاوة القرآن الكريم، حيث اعتادت ختمه أكثر من مرة في الثلاثين يوم، وهي تعقد جلستها القرآنية بعد صلاة الفجر فتقرأ ما تيسير لها من آيات الذكر الحكيم، وكذلك بعد صلاة الظهر وهو ما يجعلها تقرأ بمعدل جزأين أو ثلاثة في اليوم، وترى أن رمضان هو شهر القرآن لذا تحاول اغتنامه في كل الأوقات التي تجد لديها فراغاً، خصوصاً بعد أداء بعض الصلوات، وتبين أنها أحياناً تقرأ مع بعض جيرانها وقريباتها من النسوة اللواتي يحافظن على القراءة اليومية للقرآن. مجلس نسائي وتبين أنها تعقد مجلساً في رمضان يضم عديداً من النسوة، سواء من الجيران أو من الأقارب وأحفادها أيضاً، وتهدف من خلاله استعادة الذكريات الرمضانية في الماضي، حيث يتناولن فيه القهوة والتمور، وبعض الأطعمة الإماراتية الشعبية الشهيرة مثل الهريس والخبيص والمحلى، وغيرها من الأطعمة الأخرى المحببة، مؤكدة أن هذا المجلس يضم أيضاً أمثلة شعبية ونوادر رمضانية وحكايات من الزمن القديم، وهو ما يجعله مميزاً جداً تستعيد فيه النفس ذكريات الماضي بكل أوجهه خصوصاً التي تتعلق بكفاءة المرأة في رمضان، وتحملها كل شيء، فهي كانت ميزان البيت والتي تسعى إلى توفير كل المتطلبات قبل بداية الشهر والاقتصاد لأبعد حد، فضلاً عن أدوار أخرى كثيرة لها. زيارة الأرحام وحول زيارة أولى القربى، تبين المهيري أنها تعيش أجواء رمضانية عامرة بزيارة الأقارب، فهي تخصص جزءاً من وقتها من أجل المرور على بيوتهم والجلوس معهم كنوع من صلة الأرحام في الشهر الفضيل، وأنها تلبي دعواتهم على الإفطار والسحور وتتبادل الأطباق معهم ومع الجيران، وهي عادة لم تنقطع منذ أن أبصرت عينها شمس رمضان المبارك.