أولغا بيكاسو لوحة لم تكتمل

هي راقصة الباليه التي صارت السيدة بيكاسو، كانت تشارك الفرقة احتفالا في إحدى الأمسيات عندما تعرفت على الرسام التشكيلي ذي المزاج الناري، لتتزوجه لاحقا، لكن اقترانها به لم يؤد إلى جعلهما متشابهين، فقد ظلّ الفنان الذي يصعب التنبؤ بتصرفاته، فيما حافظت أولغا على هدوئها المضجر، وتكاد اللوحة التي رسمها الفنان لزوجته، دون أن يضفي عليها شيئا يذكر من لمسته السحرية، أن تكون بمثابة سيرة للزواج الفاتر· أولغا في اللوحة، كما في الواقع، تتخطى ما يجدر بزوجة لبيكاسو أن تكونه منظورا اليها من زاوية الرصانة والهدوء، هي تبدو في لحظة استراحة لا نهاية لها، الواقعية التي توحي بها ملامح المرأة ونظرتها، والتي تكاد تحيل المشهد إلى صورة فوتوغرافية، غريبة عن أسلوب الرسام ومذهبه الفني، حيث يصعب العثور على أثر للحياة التي تميزت بها أعماله· يقول عارفوه أنه أوغل في الدقة بناء على طلبها، وأن اللوحة أذهلت الناس لما عرضت عليهم، لأنهم لم يروا فيها ما اعتادوا رؤيته في إنجازات بيكاسو من دهشة وإيحاءات نهمة، تماما كما فوجئ أصدقاؤه عندما أبلغهم بنيته الزواج من راقصة الباليه، ابنة الجنرال الروسي، لأنها لم تستطع أن تضيف إلى انطباعاتهم ما يتجاوز كونها فتاة جميلة· لاحقا رسم بيكاسو زوجته على هيئة حصان، وعندما أدركه اليأس من إمكانية ضخ الحيوية في شرايين العلاقة الزوجية المتهالكة تحولت أولغا تحت وطأة ريشته إلى امرأة هرمة سليطة اللسان، حتى وصفها بأنها معزة كثيرة البكاء، وبالرغم من افتراقهما منذ عشرينيات القرن الماضي، ظلت راقصة الباليه تحمل اسم السيدة بيكاسو حتى وفاتها عام ·1955 هو رسم أيضا زوجته الثانية والأخيرة جاكلين براك، التي عرفها في أواسط الخمسينيات وتزوجها في عام ،1961 لكنه لم يشوهها، فقد عرفت كيف تكون قريبة منه دائما·