أفاد مسؤول أمني عراقي رفيع أن التعرف إلى ساعي بريد أبو عمر البغدادي الذي قضى مع وزير حربه أبو أيوب المصري في عملية أميركية عراقية مشتركة وراء الوصول إلى مكانه في الصحراء النائية شمال بغداد. في حين وصفت زوجة المصري القائد العسكري لتنظيم “القاعدة” في العراق، زوجها بـ”المتشدد والغامض”.
وأكد المسؤول الأمني أن البغدادي لم يكن يستخدم أي وسيلة اتصال أو هاتف نقال للتواصل مع قادته الميدانيين، بل كان يتم كل ذلك عبر ساعي بريد، وهو رجل عادي يأتي بين فترة وأخرى يجلس في أحد المقاهي لفترة محددة ليسلم ويتسلم من القادة. وأوضح الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه أن “العملية بدأت بعد اعتقال مناف الراوي ما يسمى والي بغداد في مارس الماضي في منزل بمنطقة نفق الشرطة غرب بغداد.
وأوضح أن “الراوي اعترف أنه كان يتلقى بريده من البغدادي من خلال شخص يلتقيه في ساعة محددة من كل أسبوع في أحد المقاهي العامة في بغداد”. وأضاف “على أساس هذه المعلومات بدأنا مراقبة المقهى بالاستعانة بطائرات مراقبة تحمل كاميرات ذات قابلية تصوير عالية، وتم التقاط الصور للشخص الذي قدم لتزويده بالبريد”.
وتابع أن “الراوي قام بالتعرف إلى صورة الشخص، وبدأت متابعة الرجل الذي انتقل في اليوم نفسه إلى ثلاثة منازل وخرج من المنزل الأخير وهو يحمل حقيبة”. وأضاف “استمرت المراقبة حتى وصوله إلى المنطقة النائية في الثرثار وتمت عملية المداهمة”.
إلى ذلك، قالت زوجة أبو أيوب المصري إن الأخير وصل إلى بغداد في 2002، أي قبل سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين. وقالت حسنة اليمنية التي اعتقلت في المنزل الذي دهمته القوات المشتركة في منطقة الثرثار الصحراوية جنوب غرب تكريت خلال اعترافات حصلت عليها صحيفة البيان العراقية إن المصري “اتهمها مرة بأنها عدوة الدولة الإسلامية؛ لأنها سألته أين دولة العراق الإسلامية التي تتحدثون عنها ونحن نسكن هنا في الصحراء”.
وأضافت أنه سبقها في الوصول إلى بغداد ولحقت به قادمة من عمان عام 2002 ومكثا في منطقة الكرادة لمدة تزيد على سبعة أشهر وفي العامرية ستة أشهر، ثم انتقلا إلى منطقة بغداد الجديدة، وفي هذا الوقت من عام 2003 سقط نظام صدام ودخلت القوات الأميركية إلى بغداد.
وأكدت حسنة أنها لم تعرف أن زوجها هو أبو أيوب المصري، إلا بعد قتل الزرقاوي عام 2006. وقالت إنها “كانت تستمع إلى الأخبار من راديو صغير وتسأله عن أسباب قتل الناس والأطفال فلا يجيبها”.
عدد اليوم
