الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عملية السلام... هجمة دبلوماسية على كافة المسارات

عملية السلام... هجمة دبلوماسية على كافة المسارات
27 يوليو 2009 22:45
انخرطت إدارة أوباما يوم الأحد الماضي في حملة دبلوماسية متعددة الجوانب بالشرق الأوسط يدشنها قدوم أربعة من كبار المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة بهدف تحقيق بعض التقدم بشأن القضايا الشائكة التي تنتظر الحل. ويعِد الأسبوع الجاري بالتحول إلى فترة حافلة بالحركة الدبلوماسية المكثفة على كافة المستويات، بحيث سيلتقي قادة أطراف المنطقة مع المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط، جورج ميتشل، كما سيفد إلى المنطقة مسؤولون آخرون من الوزن الثقيل، وهم وزير الدفاع، روبرت جيتس، والمستشار الخاص دنيس روس، فضلاً عن مستشار الأمن القومي، جيمس جونز، حيث يتوقع أن يتم التركيز خلال هذا الأسبوع المملوء باللقاءات في جزء منه على الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، خاصة الهدف الذي تسعى إليه الولايات المتحدة والمتمثل على الأقل في دفع إسرائيل إلى تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية ومحيط القدس، بشكل قاطع. ولكن بالإضافة إلى ذلك، سيتم التطرق أيضاً إلى مواضيع أخرى منها إمكانية استئناف مباحثات السلام بين سوريا وإسرائيل، ومناقشة البرنامج النووي الإيراني وسبل مواجهته. وفي هذا الإطار، وصل السفير ميتشل إلى إسرائيل يوم الأحد الماضي قادماً من دمشق التي اجتمع فيها بالرئيس السوري بشار الأسد الذي أخبره بأن السلام بين بلده وإسرائيل بات «هدفاً على المدى القريب»، موضحاً ذلك بقوله: «إذا كنا سننجح، فسنحتاج إلى العرب والإسرائيليين على حد سواء للوصول إلى سلام شامل، ونحن سنرحب بالتعاون الكامل لحكومة الجمهورية العربية السورية في هذا المسعى التاريخي». وخلال رحلته من دمشق إلى تل أبيب، أطلع ميتشل الصحفيين على أن من ضمن مساعيه حث القادة العرب على «اتخاذ خطوات نحو التطبيع كمبادرات تأتي منهم لإثبات أن الجميع في المنطقة يتقاسم معنا الرؤية الشاملة حول السلام»، وكانت إسرائيل قد أشارت في وقت سابق إلى ضرورة اتخاذ العرب لخطوات نحو «التطبيع»، وهي العبارة التي تعني عملياً إقامة علاقات تجارية وثقافية مع إسرائيل دون أن ترقى بالضرورة إلى مستوى التمثيل الدبلوماسي الكامل، باعتبار أن أي مسعى تطبيع من هذا النوع يمثل تحركاً يساعد إسرائيل على تسويق إعلان وقف الاستيطان في مشهدها السياسي الداخلي، ويجنبها التداعيات السياسية الحادة المتوقعة لذلك. ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكد أنه مستعد فقط للموافقة على وقف الاستيطان في الضفة الغربية التي تضم 280 ألف مستوطن، وليس في القدس الشرقية التي تحولت إلى موضوع مثير للجدل في الأيام الأخيرة. ومن جهتها، كانت الولايات المتحدة واضحة في موقفها المشدد على ضرورة تجميد الاستيطان، والتوقف عن منح تراخيص التوسع حتى لو كانت موجهة لما تسميه إسرائيل بـ«النمو الطبيعي» فيما يسعى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على استكمال المشاريع التي يجري إنجازها حالياً، والتي يقول إنه من المستحيل وقف تنفيذها بعدما قطعت أشواطاً من البناء. وبعد لقائه وزير الدفاع الإسرائيلي، سينتقل ميتشل إلى مصر لإجراء مباحثات مع الرئيس حسني مبارك قبل عودته مجدداً إلى إسرائيل لاستكمال مناقشاته مع الساسة في الدولة العبرية، حيث من المرتقب أن يجتمع اليوم الثلاثاء مع نتانياهو ويتوجه بعدها إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي نفس سياق التحركات الدبلوماسية المكثفة التي تشهدها المنطقة خلال الأسبوع الجاري، سيلتقي وزير الدفاع الأميركي، روبرت جيتس، مع مجموعة من القادة الإسرائيليين لبحث الملف النووي الإيراني الذي يشغل بال الساسة في الدولة العبرية. وقد حفلت الصحافة الإسرائيلية يوم الأحد الماضي بتخمينات مختلفة حول الهدف الأساسي من زيارة وزير الدفاع الأميركي، وقد اعتبرها البعض إشارة موجهة إلى إيران بأن «نافذة الحوار» مع الولايات المتحدة قد تغلق إذا لم تسارع طهران إلى اغتنام الفرصة، في حين ذهب بعض آخر إلى أن الزيارة تهدف إلى إقناع إسرائيل بعدم الانخراط في أي عمل عسكري لضرب المواقع النووية الإيرانية. لين بروشر - القدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريسيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©