الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أوكيناوا»: خريف الشراكة الأميركية-اليابانية

29 ابريل 2010 00:11
جون بومفريت محلل سياسي أميركي قدمت الحكومة اليابانية يوم الجمعة الماضي مقترحاً يفيد بأنها سترحب بقبول خطة ترمي لنقل قاعدة سلاح المارينز الأميركي المقامة في جزيرة أوكيناوا إلى موقع آخر، وهو مقترح يمكن أن يخفف من حدة خلاف استمر شهوراً بين الحليفين التقليديين -بحسب مسؤولين أميركيين ويابانيين. وقد قدم وزير الخارجية الياباني "كاتسويا أوكادا" المقترح الخاص بحل النزاع إلى السفير الأميركي في اليابان "جون روس" قائلا له إن طوكيو تتجه نحو قبول أجزاء مهمة من اتفاقية 2006 المتعلقة بنقل "قاعدة فوتينما" الجوية، من وسط الجزيرة التي يقطنها 92 ألف نسمة، إلى موقع آخر أقل ازدحاماً، مؤكداً أن هذه هي الخطوة الأولى وأن اليابان ستقدم المزيد من التفصيلات هذا الأسبوع. واجتماع الرجلين الذي تم في مبنى السفارة الأميركية في طوكيو يعتبر هو أول بوادر طيبة ذات أهمية في العلاقة المتوترة راهناً بين البلدين، وخاصة بحكم ما عرفته من عدم ثقة، واضطراب منذ أن تولت الحكومة اليابانية الجديدة زمام الحكم في سبتمبر الماضي، بعد انتخابات تاريخية. وكان "الحزب الديمقراطي الياباني" الحاكم بقيادة رئيس الوزراء "هاتوياما" قد خاض الانتخابات التي جاءت به إلى السلطة على أساس برنامج من أبرز بنوده إقامة علاقة أكثر ندية مع الولايات المتحدة. ولتأكيد هذه النقطة جمد "هاتوياما" خطة بقيمة 26 مليار دولار لنقل القاعدة الأميركية، واقترح أن يضطلع سلاح المارينز الأميركي بنفسه بمهمة نقل قاعدته خارج أوكيناوا بل وخارج اليابان كلها. والاجتماع الذي عقد يوم الجمعة الماضي يأتي بعد ذلك اللقاء القصير والمتوتر بين أوباما وهاتوياما في 12 أبريل الجاري، على هامش الزيارة التي أداها رئيس الوزراء الياباني لواشنطن لحضور قمة الأمن النووي. وخلال العشر دقائق التي استغرقها اللقاء، كان من ضمن ما قاله أوباما لهاتوياما إنه "لم يعد هناك الكثير من الوقت بالنسبة للدولتين" كما سأله بنبرة قاطعة عما إذا كان يمكنه "الاعتماد عليه". وتقول مصادر مطلعة إن المسؤولين اليابانيين الذين كانوا حاضرين قد جفلوا من النبرة الخشنة التي استعملها أوباما مع رئيس الوزراء الياباني إلى درجة أنهم لم يحتفظوا بسجل للعبارات التي تبودلت بين الزعيمين. وقال "مايك هامر" المتحدث الرسمي لمجلس الأمن القومي الأميركي إن أوباما وهاتوياما "يتفقان تماماً على أهمية العلاقات بين البلدين، وأنهما قد تعهدا بالتعاون في الموضوعات المتصلة بالتحالف بين الدولتين". وهناك أحداث أخرى ربما تكون قد دفعت طوكيو لتغيير نبرتها. ففي منتصف شهر أبريل أجرت سفن حربية صينية واحداً من أكبر التمارين التي نفذتها على الإطلاق في المياه المفتوحة بالقرب من اليابان، وذلك دون أن تخطر اليابان مسبقاً. وفي إحدى المناورات التي أجريت في ذلك التمرين حلقت مروحية صينية بصوتها المدوي فوق مدمرة يابانية كانت تبحر بالقرب من المنطقة مما دعا اليابان إلى تقديم احتجاج دبلوماسي رسمي للصين. وقد أُعدت الخطة الخاصة بنقل القاعدة -جزئيّاً- لمواجهة التوسع العسكري الصيني من خلال نشر قوات أميركية في اليابان بطريقة أكثر ترشيداً، وتعزيز التواجد البحري لقوات الولايات المتحدة في جزيرة "جوام" التابعة لها، والواقعة شمال غرب المحيط الهادئ، لموازنة القوة البحرية الصينية المتنامية. ووفقاً لهذه الخطة سيتم نقل 7000 جندي من قاعدة حالية في اليابان إلى جزيرة "جوام". وقد تعرض هاتوياما إلى ضغوط من داخل اليابان أيضاً: فعندما كتب الصحفي الأميركي " آل كارمن" عموداً في 14 أبريل الحالي اعتبر فيه هاتوياما هو الخاسر في القمة التي عقدت مؤخراً أثار هذا المقال عاصفة من ردود الأفعال في وسائل الإعلام اليابانية، وذلك قبل أن يدلي هاتوياما نفسه بتصريح يوم الأربعاء في صحيفة "دايت" أدهش الكثيرين، وقال فيه إنه يتفق مع فحوى ذلك المقال. وقد قال هاتوياما في تصريحه الذي بدا فيه وكأنه يريد أن يفتح مجدداً مسألة قاعدة فوتينما: ربما أكون رئيس وزراء غبيّاً، كما تقول "واشنطن بوست" ولكن الحقيقة هي أننا لو كنا في اليابان قد توصلنا إلى تسوية بصدد هذه المسألة في ديسمبر، فربما كانت الأمور قد مضت بشكل أكثر يسراً.. إلا أننا لم نكن في حالة تسمح لنا بالاشتغال على عمل يهدف لإصلاح الأمور". وهاتوياما يشير في تصريحه هذا إلى المعارضة طويلة الأمد في جزيرة أوكيناوا لخطة نقل قاعدة فوتينما إلى موقع آخر يستخدم في الوقت الراهن كمقلب للقمامة، ويقع بالقرب من الساحل الشرقي للجزيرة. وكان هاتوياما قد وعد الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي بأنه سوف يتقدم ببدائل لموضوع فوتينما بحلول شهر مايو. وفي شهر مارس قدمت اليابان ما وصفه مسؤول أميركي رفيع المستوى بأنه "نقاط وليس مقترحات" إحداها تتعلق بنقل القاعدة الأميركية إلى موقع مقلب القمامة المشار إليه، والثانية تقترح أن توزع المارينز القاعدة الجوية بين أوكيناوا وتوكونوشيما وهي جزيرة تقع إلى الجنوب الشرقي من أوكيناوا بمسافة 100 كيلومتر.. وكلتا الفكرتين "لم تكونا قابلتين للاستدامة عملياتيّاً ولا قابلتين للحياة سياسيّاً" بحسب مسؤول كبير في البنتاجون. ولكن بعد الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة الماضي، وصف مسؤولون أميركيون صفقة أوكادا الجديدة بـ"المقترح" وعبروا عن رضاهم وشعورهم بأن البلدين يسيران الآن نحو التوصل لحل للمسائل الشائكة العالقة بينهما. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©