قد تراودنا الكثير من الأفكار حول ضعفنا وقلة حيلتنا في هذه الحياة، وحول ما يصعب علينا فعله وما نخشى مواجهته، حول الاستسلام وصعوبة تكملة المشوار.
نقف فجأة عند إحدى عتبات الحياة لنرفع راية الاستسلام مطأطئين الرأس ومنكسي الرقاب وشاردي الأنظار.
نوحي إلى أنفسنا بأننا صغار وضعفاء في هذا الكون، رغم أننا الكون، وداخلنا عوالم من طاقات لا فناء لها.
حان الآن الموعد المناسب لننظر من الجانب الآخر، لنتعمق في النظر إلى دواخلنا، لنقر وللمرة الأولى وبجرأة تامة، إن ما نخافه أصغر وأحقر مما نظن، لندرك أننا: نخشى نورنا، لا ظلمتنا، ونخشى قوتنا، لا ضعفنا، ونخشى انفسنا، لا من حولنا، ولكن..!
لن نعلم ذلك حتى نرى بعقولنا ونوقظ بصائرنا.
نحن عظماء، عظماء فوق ما نتصور وأكثر مما نعتقد وأضخم مما نظن.
قد تكون قوتنا فوق ما نستطيع استيعابه. وشدة أشعة أنوارنا تجعلنا نحدق في جانب آخر باحثين عن العتمة. وخوفنا من أن نكون على حقيقتنا ونحافظ على الـ «أنا» التي بداخلنا هو ما يجعلنا في ذعر مستمر من الأشياء التي حولنا. لذا فالحل هو الغوص في أعماق الذات والإيمان بالقدرات والمحافظة على الشغف والحماس في هذه الحياة وتقدير الاختلاف.
مريم نبيل باجسير
عدد اليوم
