السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأمم المتحدة تدعو قادة العالم إلى تعهد محدد لمكافحة الجوع

الأمم المتحدة تدعو قادة العالم إلى تعهد محدد لمكافحة الجوع
5 يونيو 2008 00:08
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في قمة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في روما الى إجراء مزيد من ''الأبحاث والتحليلات'' حول الوقود الحيوي، ولا سيما لتحديد تأثيرها على الأزمة الغذائية· وقال الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي أقيم خلال قمة (الفاو) أمس: ''لا يمكن أن نسمح لانفسنا بالفشل'' في المعركة ضد الأزمة الغذائية، داعياً الدول الى ''التحرك الآن ومعا''· وقال بان في اليوم الثاني من القمة ''لا يمكن أن نسمح لانفسنا بالفشل، إنها معركة لا يمكننا أن نخسر فيها؛ الجوع يولد انعدام الاستقرار وعلينا أن نتحرك الآن ومعا''، وتابع ''يجب وضع خطة العمل بشكل عاجل وملايين الأشخاص ينتظرون''· ورأى أن: ''هذه المسألة تطال الجميع، من المستهلكين الى الزراعيين· أدعو القادة إلى مغادرة روما بتعهد محدد وتطبيقه بشكل عاجل لمكافحة الجوع، بالاشتراك مع الدول ومنظمات المجتمع المدني''· وقال بان كي مون: ''كلكم تعلمون قسوة أزمة الغذاء العالمي، لقد رأيت هذا بنفسي، فمؤخرا في ليبيريا قابلت أناسا كانوا عادة يشترون الأرز بالكيس لكنهم الآن يشترونه بالكوب''· وهيمن الجدل حول الوقود الحيوي والمساعدات الزراعية على قمة منظمة الأغذية والزراعة أمس الأول في روما حيث ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بوجوب زيادة الإنتاج الغذائي بنسبة 50% لتلبية الحاجات بحلول ،2030 وتتأثر الدول الفقيرة خصوصا بالارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية· وتسبب هذا ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أعمال شغب في أفريقيا وجزر الكاريبي وآسيا، ودعا بان كي مون الى: ''قدر أكبر من الاجماع الدولي حول الوقود الحيوي''، كاشفا مبادئ ''إطار التحرك الشامل'' لمكافحة ارتفاع الأسعار الذي أعدته خلية أزمة انشئت قبل شهر وتضم رؤساء وكالات الأمم المتحدة المتخصصة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي· كذلك دعا بان كي مون ''الدول الى عدم الانجذاب الى سياسات غذائية تفقر الجيران'' واتخاذ إجراءات ''للتحرك على المدى البعيد من أجل تعزيز الأمن الغذائي العالمي''، وشدد بصورة خاصة على التخلي عن ''السياسات الاقتصادية التي تثير اختلالا في السوق'' وعلى وجوب التوصل الى ''اتفاق في إطار مفاوضات المنظمة العالمية للتجارة''· وقال إن: ''بعض الدول حدت من صادراتها أو فرضت إجراءات لضبط الأسعار، هذه السياسات التي تسيء الى الدول المجاورة لا يمكن أن تأتي بنتيجة، وكل ما تفعله انها تثير اختلالا في السوق وتساهم في ارتفاع الأسعار أكثر''· وتابع: ''ادعو الدول الى عدم اتخاذ مثل هذه الإجراءات ورفع القيود المفروضة على التصدير فورا لأسباب إنسانية''، ودعا أيضا إلى: ''تعهدات ثابتة للمضي قدما'' مشددا على وجوب ''زيادة الدعم المالي'' عن طريق التزامات وليس قروض· من جهته، حض رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج على ''تضامن قوي'' مع الدول التي تدفع ضريبة الأزمة الغذائية وعلى انهاء مفاوضات دورة الدوحة التي تجريها منظمة التجارة العالمية، وقال بينج إن: ''معالجة الأزمة لا تمر فقط بخطوات قوية يقوم بها المجتمع الدولي تضامنا مع الدول الأكثر تضررا، بل ايضا بسياسات ملائمة تتبناها الدول الأفريقية نفسها''· وقال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) التي تستضيف القمة إن الدول الغنية تنفق مليارات الدولارات على الدعم الزراعي واستهلاك زائد للغذاء او اهدار له وعلى الأسلحة، وقال جاك ضيوف المدير العام السنغالي: '' تكلفة الاستهلاك الزائد ممن يعانون من السمنة في العالم 20 مليار دولار سنويا وينبغي أن يضاف اليه تكلفة غير مباشرة 100 مليار دولار بسبب وفيات مبكرة والأمراض المتصلة بها''· ورد الرئيس البرازيلي ايناسيو لولا دا سيلفا الذي تعتبر بلاده المنتج الثاني للايثانول بعد الولايات المتحدة، على الهجوم ضد الوقود الحيوي قائلاً إنه ''ليس كاللصوص''، واعتبر لولا متحدثا أمام خمسين رئيس دولة وحكومة مجتمعين في روما بمناسبة هذا المؤتمر الدولي حول الأزمة الغذائية العالمية الذي يستمر حتى اليوم، إن الوقود الحيوي يمكن: ''أن يتحول على العكس الى إداة مهمة لإخراج الدول من انعدام الأمن الغذائي''· كما دافع وزير الزراعة الأميركي ايد شافر خلال القمة عن الوقود الحيوي، معتبرا أن لا ''تأثير كبير لها على أسعار'' المواد الغذائية، وشجع الدول على رفع ''الحواجز التجارية''· ووفقا لمنظمة الفاو فإن الوقود الحيوي أو الإيثانول يستهلك نحو ثلث إنتاج الذرة في الولايات المتحدة وأكثر من نصف إنتاج قصب السكر في البرازيل وكل إنتاج بذور اللفت في الاتحاد الأوروبي· أما الرئيس السنغالي عبدالله واد فكرر انتقاداته لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، معتبرا انها تتعامل مع الدول النامية كـ''مشردين''، واكد أن مساعدة الأمم المتحدة ''خيبت أمله''، ودعا رئيس الوزراء العاجي جيوم سورو: ''المجتمع الدولي إلى مساعدة'' بلاده، موضحا ان: ''تراجع انتاج المواد الغذائية، إضافة الى عوامل أخرى، ادت في بلادنا الى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار والى حركات اجتماعية يمكن أن تنسف كل الجهود لعودة السلام''، ونبه الى أن الوضع الغذائي في ساحل العاج قد ''يتدهور في حال عدم اتخاذ تدابير ملائمة''· من جانبه، اعتبر وزير الزراعة الصيني كسنساي سون أن الأمن الغذائي يشكل ''تحديا فظيعا''، داعيا الى بذل ''جهود جبارة'' لتحقيق نتائج سريعة، وقال إن ''تزايد الطلب لن يسلك اتجاها معكوسا، والدول النامية هي الحلقة الأضعف في سلسلة الأمن الغذائي العالمي''، مؤكدا ان ''الوضع يزداد تعقيدا لأن زيادة الإنتاج الزراعي لا تكفي''· ورأى المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي أن: ''المفاوضات حول تقليص المساعدات الزراعية ورسوم الجمارك في إطار دورة الدوحة قد تكون جزءا من المعالجات للازمة'' الغذائية العالمية· وشدد على ضرورة زيادة ''القدرات الإنتاجية'' لدى الدول الفقيرة· وتهدف القمة التي تستمر ثلاثة أيام وتستضيفها منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة ''فاو'' إلى الحصول على تعهدات من المانحين بتقديم مساعدات عاجلة بالإضافة إلى بلورة اتفاق لإحياء تعهد قطعه قادة العالم على أنفسهم عام 1996 بتقليص عدد من يعانون من الجوع إلى النصف بحلول عام ·2015 وقال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) جاك ضيوف: ''إن وقت الحديث قد ولى والآن هو وقت العمل''· وأصدرت الفاو قائمة تشير إلى تعرض 22 دولة إلى مزيج من المستويات العالية للجوع الحاد - والذي يعرف بأنه نقص في التغذية بأكثر من 30 % وأن يكونوا مستوردين لكافة أنواع الغذاء والوقود وتضم تلك الدول كلا من إريتريا والنيجر و جزر القمر وهاييتي وليبريا كأكثر الدول تأثرا· وتقول الأمم المتحدة إن حزمة من المساعدات العاجلة لابد أن تتضمن توزيعا مباشرا للطعام ودعم الطعام والتحويلات المالية بالإضافة إلى برامج تغذية لأطفال المدارس والنساء الحوامل والعجائز، ووفقا لدعوة الدول المانحة التي أطلقها برنامج الغذاء العالمي للتبرع فإن تلك الإجراءات العاجلة ستتطلب 775 مليون دولار· وفي القمة وعد رئيس وزراء الياباني ياسو فوكودا بالإفراج عن 300 ألف طن من الارز المستورد المخزون لتخفيف الأزمة، وتحدد قمة روما توجه مجموعة الثماني إزاء المعونات ودعم الحاصلات الزارعية في اجتماعها الذي يعقد في طوكيو في يوليو المقبل وما ينظر إليه على انه المراحل النهائية لمحادثات متعثرة تجري تحت رعاية منظمة التجارة العالمية من أجل خفض التشوهات التجارية· وتضاعفت أسعار السلع الغذائية الرئيسية خلال العامين الماضيين وسجل الأرز والذرة والقمح مستويات قياسية، وسجلت بعض الأسعار أعلى مستوياتها في 30 عاما بعد حساب عامل التضخم مما قاد لاحتجاجات واعمال شغب في بعض الدول النامية حيث ينفق السكان أكثر من نصف دخلهم على الغذاء· وقال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس أمس الأول إن متوسط أسعار الغذاء العالمية سوف تتراجع من مستوياتها القياسية الحالية ولكنها ستظل في العقد المقبل أعلى بنسبة 50% مما كانت عليه في السنوات العشر الماضية·
المصدر: روما
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©