كرة القدم لعبة وجهات النظر المتعددة، وأحداث مبارياتها تحمل أحكاماً مختلفة من المحبين والمتابعين، فيما يتعلق بالمستوى الفني والقرارات تحكيمية معينة، وتغييرات المدربين وتشكيلاتهم والأهداف المثيرة للجدل، وتأخذ حيزاً كبيراً في النقاشات والحديث عن صحة الهدف من عدمه، وتسلط أصابع الاتهام دائماً إلى الحكام، والذين يتخذون القرارات في جزء من الثانية.
وفي تاريخ بطولات كأس العالم لا يمكننا الحديث عن الأهداف المثيرة للجدل، من دون العودة لأحد أهمها في تاريخ كأس العالم، إنه «الهدف المارادوني» الذي سجله الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا في «نهائيات 1986»، عندما لعب «التانجو» مع نظيره الإنجليزي في ربع النهائي، وتحديداً في الدقيقة 51، عندما ارتقى في كرة مشتركة مع الحارس بيتر شيلتون، وفي لمحة سريعة لمس الكره بيده لتتخطى الحارس وتعانق الشباك، مسجلاً الهدف الأول للأرجنتين، وسط اعتراض من لاعبي المنتخب الإنجليزي، لأن الهدف تم تسجيله بطريقة غير قانونية، ألا أن الحكم التونسي علي بن ناصر لم يلتفت لذلك، واعتبر أن الهدف صحيح.
نجح ماردونا في تسجيل هدفين في المباراة تأهل على إثرها منتخب بلاده إلى نصف النهائي، ولكنه الهدف التاريخي يظل حديث الجميع إلى يومنا الحالي، لأن الأسطورة الأرجنتينية نجح في خداع الجميع ب «لمح البصر» واتخاذ قرار سريع بطريقة سينمائية خدعت الحكم وحامل الراية.
وبعد سنوات طويلة طالب الحارس الإنجليزي وكابتن المنتخب حينها بيتر شيلتون، مارادونا في مقابلة تلفزيونية بالاعتذار عن الهدف الذي سجله بيده، إلا أن الأرجنتيني رفض ذلك، مؤكداً أنه لا يريد الاعتذار، وفي الوقت ذاته أكد الحكم علي بن ناصر أنه اتخذ القرار مستعيناً بحكم الراية وتطبيقاً للوائح «الفيفا» حينها، والتي أكدت أن الحكم الأقرب للعبة هو من يتخذ القرار، ولم يؤكد المساعد حينها عدم قانونية الهدف.
عدد اليوم
