بارزاني: لن نساوم قط على كركوك

صوت أكراد العراق أمس في انتخابات يتوقع ان تبقي الرئيس مسعود بارزاني في سلطة إقليم كردستان لكن من غير المرجح ان تبدد قلق الناخبين بشأن الفساد أو تنهي العداء المرير مع بغداد بشأن الأرض وكركوك والنفط. وقال بارزاني في مؤتمر صحفي عقده أمس في أربيل إن قضية كركوك مسألة دستورية ولا تحل إلا عن طريق الدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي. وأكد بعد التصويت انه لن يساوم قط بشأن كركوك. وأضاف بمناسبة انتخابات الإقليم «نهنئ الشعب العراقي بصورة عامة وإقليم كردستان بصورة خاصة على الجو الديمقراطي الذي تجري فيه الانتخابات». من جهته قال نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة كردستان العراق أمس إنه يريد التفاوض مع بغداد بشأن «قضايا خطيرة» وإن القيادة الكردية ستكون أكثر مرونة. وبعد أن أدلى بصوته في انتخابات جرت بالإقليم تحدث بارزاني للصحفيين وقال إن الأكراد يرغبون في الجلوس إلى مائدة المفاوضات مع قادة العراق لتسوية العديد من القضايا العالقة. وأضاف «أكدنا مرارا أن الحديث بشأن هذه القضايا الخطيرة ليس هو الحل، يجب أن نجلس إلى طاولة المفاوضات ونحل هذه القضايا، أعتقد أن الطريق الوحيد لحل هذه القضايا هو أن نجلس الى طاولة المفاوضات ونعمل بجدية على حلها من أجل العراق كله وليس فقط من أجل كردستان ونأمل أن نجد حلا لها». وتغلق مراكز الاقتراع في المحافظات الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك أبوابها في السادسة مساء بالتوقيت المحلي تنقل بعدها بطاقات التصويت بالطائرة الى بغداد لفرزها. ويتوقع أن يستغرق الفرز الرسمي بين يومين وثلاثة أيام إذا لم تحدث عقبات. ويخوض الانتخابات تحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني وهما أقوى حزبين في الاقليم بقائمة مشتركة ضد 23 من الأحزاب الأصغر. وينتخب الاكراد في الجيب الهادئ نسبيا الرئيس بالتصويت المباشر هذه المرة على عكس انتخابات عام 2005 التي شهدت اختيار أعضاء البرلمان فقط وفي حكم المؤكد أن يهزم بارزاني منافسيه الأربعة الآخرين، وهم هلو إبراهيم أحمد، وأحمد محمد رسول نبي المعروف باسم (سفين حاجي شيخ محمد)، وحسين كرمياني والدكتور كمال ميراوده لي. وقال نيجيرفان بارزاني للصحفيين إن الأكراد مستعدون للتحلي بالمرونة من أجل إيجاد حل لمختلف القضايا مع بغداد. وتابع «ندرك أنه يتعين على الجميع إبداء قدر من المرونة حتى نتمكن من التوصل إلى حل لتسوية كل القضايا إذا أردنا عراقا مستقرا ومزدهرا، نحن الأكراد من جانبنا نرغب في التحلي بالمرونة». ويبدي الكثير من الاكراد قلقهم الان بشأن مشاكل أقرب الى ديارهم مثل الفساد والكسب غير المشروع. وتتنافس 24 قائمة بينها 5 تحالفات لشغل 111 مقعدا من مقاعد برلمان كردستان توزعت بواقع 100 مقعد عام، و5 مقاعد للكلدان والسريان والآشوريين ومثلها للتركمان، ومقعد واحد للأرمن. وقال مواطنون من قضاء حلبجة بمحافظة السليمانية إن نحو 1000 مواطن من القضاء وناحية سيروان حرموا من حق المشاركة في الانتخابات. وأوضح لطيف عثمان مسؤول المفوضية العليا للانتخابات في حلبجة وسيروان أنه اتصل بالجهات الأعلى في المفوضية لحل هذه المشكلة. وألقى باللوم على المواطنين لعدم تأكدهم من أسمائهم قبل يوم الانتخابات. وذكر أن القضية إذا لم تحل قبل الساعة 8 مساء فسيحرمون من حق التصويت، منوها بأن الانتخابات في حلبجة تسير بشكل مستقر وفي جو من الأمان ولا توجد أية خروقات. ويرى دبلوماسيون ان النزاع بشأن مدينة كركوك المنتجة للنفط والمناطق الاخرى المتنازع عليها يمثل تهديدا رئيسيا لاستقرار العراق على المدى البعيد مع تراجع العنف الطائفي. ويتهم منتقدون الحكومة الاقليمية الكردية بأنها تعاني من تفشي فساد رسمي على نطاق واسع وانتهاكات من جانب قوات الأمن وترهيب وسائل الإعلام وخلق مناخ خانق للمعارضة. والتحالف الذي يأمل في الاستفادة من الاستياء هو قائمة التغيير التي يديرها المرشح المستقل نوشوان مصطفى. وبينما من غير المتوقع ان تطيح الانتخابات بهيمنة الحزبين في الاقليم الا ان مسؤولي قائمة التغيير يأملون في الفوز بما يصل الى ثلث مقاعد برلمان كردستان المؤلف من 111 مقعدا رغم مزاعم القائمة أن الحزبين يستغلان أموال الحزب للإنفاق على الحملات الانتخابية.