الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لميس المرزوقي تعد لإصدار يوميات ميرة الصغيرة

لميس المرزوقي تعد لإصدار يوميات ميرة الصغيرة
14 يناير 2008 23:35
تعمل القاصة لميس المرزوقي حالياً على إصدار مجموعتها القصصية الأولى تحت عنوان ''يوميات ميرة الصغيرة''، وتضم خمساً وعشرين قصة، كتبت جميعها خلال العام الماضي· وتقول القاصة لميس: إن ''يوميات ميرة الصغيرة''، تحكي ذاكرة طفلة حول العادات والتقاليد الاجتماعية في حالة المجتمع خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، حيث ترصد أفكار الأهل، وكيفية تعاملهم مع الحياة في ذلك الوقت· وسوف يصدر الكتاب في معرض أبوظبي الدولي الثامن عشر الذي سيقام خلال العام الجاري· ومن أجواء المجموعة ننشر القصة التالية: سمرة البحر من أجمل ما تختزنه ذاكرتي عن والدي، هي تلك الساعات التي كان يمضيها يصنع ''القراقير'' في غرفة خاصة خلف المنزل، كانت أقرب إلى مشغل أو مصنع صغير تتم فيه صناعة كثير من الأشياء كشباك الصيد بأنواعها، وبعض أعمال النجارة· أحببت دائماً رائحة المشغل الذي امتلأ بعبق لا يشبه أي شيء أعرفه اليوم، كنت أقف عند باب الغرفة أتأمل والدي وهو يفترش الأرض لينسج ''القرقور'' بحرفية عالية ومهارة تنم عنها حركة قدميه ويديه التي غلفتها سمرة البحر· كان يصنع ''المعينات'' بحركة خفيفة تجعلني أتسمر محلقة مع صوته الرخيم، وهو يترنم بـ''شلات'' بديعة أثناء عمله· وكعادتي، حين يذهب والدي إلى البحر، أظلّ أراقب تحضيراته لأرافقه إلى الشاطئ برفقة مجموعتي الصغيرة، لنلعب بالرمال، ونرتقي بعض الزوارق الراسية على الشاطئ·· لكنني وفي ذلك اليوم أثناء لعبي، لمحت اختلافاً حلّ بلون مياه البحر القريبة من الشاطئ، إذ استحالت إلى لون أقرب إلى البني - أعلم الآن أن ذلك كان انعكاساً للون أعشاب البحر وطحالبه - اندفعت حينها الدموع ساخنة إلى عيني لتلامس خدي، وأنا أنظر إلى البحر الواسع الذي أحبه والدي بشدة· صرت أبكي؛ ظناً مني أن والدي غرق في البحر فانتشر لونه ليصبغ المياه، بكيت بحرقة إلا أن بكائي وخوفي على والدي لم يؤثرا في استمرارية اللعب··· واصلت اللعب بالرغم من انهمار دموعي·· واستراقي النظر للبحر بين حين وآخر·· عاد الأطفال إلى بيوتهم حين قاربت الشمس على المغيب، لكنني لم أعد معهم··· بقيت جالسة على رمال الشاطئ أدعو الله أن يعيد لي أبي الذي أحبه· تسارعت ضربات قلبي الصغير، وابتهجت نفسي حين لمحت قارب والدي يقترب من الشاطئ محملاً بالأسماك· أسعدتني رؤية والدي·· وسعدت أكثر؛ لأنه لايزال يرتدي لونه الأسمر الذي كان هبة جميلة منحتها له الشمس·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©