السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انفلونزا الخنازير تظهر مجدداً وتصيب 50 جزائرياً

انفلونزا الخنازير تظهر مجدداً وتصيب 50 جزائرياً
13 مارس 2011 20:52
بعد نحو عام كامل من اختفاء انفلونزا الخنازير ونسيان أمرها، عاد هذا المرض للظهور مؤخراً في الجزائر بشكل مفاجئ، حيث تم تسجيل 50 حالة جديدة أفضى بعضُها إلى الوفاة، وتعافى آخرون، بينما لا تزال حالاتٌ أخرى تحت العلاج إلى حد الساعة، وأدى عودة ظهور المرض الذي كان الكثيرون يعتقدون أنه “انقرض” إلى غير رجعة، إلى عودة مظاهر التوجس والقلق لدى الجزائريين وإن كان بدرجة أقل عن العام الماضي. حصيلة لا تُنسى لم يكد الجزائريون ينسون حالة الرعب التي سبَّبها لهم ظهور فيروس “اتش1 إن 1” العام الماضي، حتى استيقظوا مجددا على وقع عودة الفيروس ثانية وقتله 40 شخاصا على الأقل إلى حد الساعة. وكان هذا الوباء قد ظهر في 20 يونيو 2009، اي بعد نحو شهرين من ظهور أولى حالاته في المكسيك، حيث أعلنت السلطات ان سيدة جزائرية وابنتها القادمتين من ولاية ميامي بالولايات المتحدة الأميركية، مصابتان بداء انفلونزا الخنازير، وتوقعت السلطات اكتشاف المزيد من الحالات بالنظر إلى عودة عدد هائل من المغتربين الجزائريين إلى بلدهم في كل صيف لقضاء عطلتهم، وأعلنت آنذاك حالة طوارئ في المطارات والموانئ والنقاط الحدودية البرية، حيث يتم اخضاعُ كافة المسافرين الذين يزورون الجزائر، سواء كانوا مغتربين أو رعايا أجانب، للفحص الطبي قبل السماح لهم بدخول البلد، وهذا قصد محاصرة الوباء وتحجيم انتشاره. ومع ذلك، تم تسجيل قرابة الف اصابة بالمرض، منها 54 اصابة قاتلة طيلة عام 2009 بحسب أرقام لوزارة الصحة، وكانت الوزارة تتوقع تسجيل أعداد كبيرة من المصابين بحلول شتاء العام الماضي، واقتنت نحو 8 ملايين جرعة لقاح مضاد له، إلا أن المفارقة ان هذا الوباء الذي ظهر في الصيف، اختفى تماماً وبشكل فجائي في فصل الشتاء بالرغم من البرودة الشديدة لهذا الفصل في الجزائر، إلى درجة أن ما بين 8 إلى 10 ولايات تسجل ما بين ناقص 2 إلى ناقص أربع درجات تحت الصفر ليلاً، ما يُعدُّ ارضية خصبة لانتشار مختلف أشكال الانفلونزا على نطاق واسع، ومنها انفلونزا الخنازير. اختفاءٌ تلقائي كان اختفاء المرض من تلقاء نفسه نعمة إلهية كبيرة جنبت الجزائر وباءً خطيراً كان سيُحدث كارثة، حيث رفض الجزائريون الخضوع للقاح المضاد لـ”إتش 1 أن 1” بسبب ما نشرته صحفٌ محلية مستقلة، عن الآثار الجانبية الخطيرة للمرض، وقد ذهبت إحداها إلى نشر صورة فأرين ميتين والدم ينزف من فميهما بغزارة وقالت إن ذلك حدث بعد تلقيهما اللقاح، وأحدث ذلك رعباً لدى الجزائريين اكثر من رعب الفيروس نفسه فأحجموا عن الخضوع له، ووجد معهد باستور في الجزائر نفسه يقوم باتلاف 4.5 مليون جرعة لقاح بسبب انتهاء مدة صلاحيتها. وتدفع عودة المرض إلى الظهور مجدداً إلى طرح تساؤلات عن كيفية التصدي له في ظل ميل السلطات العمومية إلى التهوين من شأنه؛ إذ لم تعترف وزارة الصحة به إلا بعد تسرب أنباء عن وقوع عشرات الحالات وإصابة طبيبين ومختص في التخدير والانعاش بمستشفى الرويبة (25 كلم شرق الجزائر) بهذا الفيروس ونقلهما إلى مستشفيات اخرى للعلاج. وأعلن مدير معهد باستور للتحاليل المخبرية محمد تازير إصابة 50 جزائرياً بفيروس “اتش 1 أن 1” منذ بداية عام 2011 إلا أنه أكد أن “معظم الحالات تماثل أصحابُها للشفاء”. ومن جهته، كشف فوزي درّار، مسؤول بالمعهد، عن خريطة انتشار المرض فقال إنها تشمل إلى حدّ الآن 3 ولايات بوسط الجزائر وغربها، وعقدت وزارة الصحة مؤتمراً صُحفياً أكد فيه إسماعيل مصباح، مدير الوقاية، وفاة اربعة اشخاص بالفيروس، وقال إنهم “مسنون مصابون بأمراض مزمنة”، وأضاف مصباح ان الاصابات المسجلة “كانت في معظمها فردية باستثناء 10 حالات جماعية بولاية عين الدفلى”، 140 كلم غرب الجزائر، وقد “تمّت معالجة أغلبهم لعدم خطورة الأعراض، بينما بقي عددٌ قليل في المستشفى”. قابل للعلاج ومع أن الاعلان عن عودة المرض قد أثارت المخاوف من جديد، إلا أنها ليست بنفس القدر الذي كان عليه في عام 2009، حيث لم تظهر اهتمامات بارتداء الكمامات أو اقتناء مواد التنظيف والتعقيم الخاصة بالوقاية من الفيروس أو حذر كبير في التعاملات الاجتماعية للتقليل من احتمالات انتقال العدوى، وبدا ان الكثيرين يأملون بانحساره مجدداً وتلقائياً مثلما حدث في 2009، تقول نزيهة منصوري، طالبة جامعية “صحيح أنه أخطر أنواع الانفلونزا ويمكن ان يكون قاتلاً، ولكنه مرض قابل للعلاج عكس التهويل الذي رافق المرض العام الماضي” ويوعز علي حملاي، باحث جامعي، تراجع حجم الخوف من المرض مقارنة بالعام الماضي إلى “اختفاء الحملة الإعلامية التهويلية التي شهدتها الجزائر في 2009، حيث كانت حديثة العهد بالوباء، لاسيما وأن تركيز وسائل الاعلام العالمية آنذاك على الفيروس تحت تأثير شركات الأدوية التي كانت تريد تسويق لقاحاتها، غذى موجة الرعب من المرض في العالم كله وليس في الجزائر فحسب”.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©