افتتح ملك إسبانيا خوان كارلوس رسمياً أمس «تلسكوب الكناري العظيم» في جزيرة لابالما في ارخبيل الكناري. والذي يعتبر أكبر مرصد في العالم يعمل بالأشعة العادية والأشعة تحت الحمراء. ويتوقع أن يشكل أداة حيوية لعلماء الفلك في رسم خريطة للكون بأسره.
وقال علماء من «معهد الفيزياء الفلكية في الكناري» الذي روج لمشروع «تلسكوب كناري العظيم» إنه أكبر جهاز من نوعه في العالم «ويتمتع بقدرة بصرية لا مثيل لها توازي 4 ملايين عين بشرية مجتمعة»، ما سيسمح للباحثين بالنظر في أبعد زوايا الفضاء وأشدها ظلمة. وقال خوان كارلوس لدى افتتاح التلسكوب إن الحدث «دليل واضح على القدرة التكنولوجية والعلمية لإسبانيا». وقال مدير المشروع بيدرو الفاريس إن التلسكوب بدأ العمل بشكل جزئي في مارس الماضي بمشاركة 50 عالم فلك وسيكون الأفضل في مجاله في هذا العقد، إلى حين إنتاج الجيل المقبل من التلسكوبات العملاقة التي سيبلغ قطرها بين 30 و40 متراً. وأكدت وزيرة العلوم والابتكار كريتينا جارمينديا أن هذا التلسكوب هو «أكبر بنية تحتية علمية تم تشييدها في إسبانيا على الإطلاق»، وأصبح «تاسع قوة علمية عالمية والثامن في المجال الفلكي». وسيساعد هذا المرصد الذي يقع على جبل في جزيرة لابالما علماء الفلك في اكتشاف كواكب ومجرات جديدة وتحليل الثقوب السوداء وغيرها من الظواهر الفلكية مثل ولادة النجوم وأفولها. ويقع المرصد في روك في لاس موشاشوس على ارتفاع 2400 متر، ومزود بمرآة دائرية محيطها 10,4 متر. وتكلف بناء المرصد 104 ملايين يورو سددت الحكومة الإسبانية 90% منها، وتكفلت بالباقي المكسيك وجامعة فلوريدا في الولايات المتحدة التي بنت كاميرا التلسكوب «كناريكام». وهذه الكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء وترصد الأشياء غير المرئية بالعين المجردة وتسمح لعلماء الفلك بمشاهدة أبعد النجوم والمجرات وأقلها إشعاعاً. ويقول معهد الفيزياء الفلكية في جزر الكناري (آي ايه سي) إن هذا الجهاز الجديد هو الأكبر من نوعه في العالم، ويفوق حجماً وقوة المرصد الاميركي «كيك» في هاواي والمراصد الأوروبية الأربعة «يو ال تي» في تشيلي. ويعتقد العلماء المشاركون في المشروع أن هذا التلكسوب سوف يساعد على «اكتشاف أشياء لم يتم اكتشافها بعد».
عدد اليوم
