إطلاق خطة استيطانية عشية لقاء عباس - أولمرت

أطلقت إسرائيل مجددا امس، حركة الاستيطان في القدس الشرقية التي احتلتها وأعلنت ضمها في1967 كـ''عاصمة أبدية'' لها،وقررت بناء 820 وحدة استيطانية في جبل أبوغنيم ومناطق شعفاط وبيت حنينا في القدس· وجاءت هذه الخطوة قبل 24 ساعة على لقاء جديد اليوم،بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس· وقالت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' العبرية امس ،إن مصادر في مكتب عباس شددت على أن ''اولمرت طلب اللقاء وهو يُعقد بمبادرته''· وقالت إن ''هدف اللقاء هو إقناع عباس بأن استئناف المباحثات مع السوريين، والعاصفة السياسية في اسرائيل ،لن يمس بالمفاوضات مع الفلسطينيين''· واعلن المتحدث باسم وزارة الإسكان الاسرائيلية إيران سيديس لوكالة ''سنبني 121 مسكنا في مستوطنة جبل ابوغنيم و763 آخرين في بيسغات زئيف'' وهما حيان استيطانيان مبنيان في القدس الشرقية المحتلة منذ عام 67 واضاف ''إن وزير الاسكان زئيف بويم اعلن للحكومة عن نشر استدراج عروض في هذا الصدد الاسبوع المقبل''· وقال إن هذا الاعلان تم في مناسبة ''يوم القدس'' المصادف اليوم الاثنين الذي يسجل ''الذكرى الحادية والاربعين لاعادة توحيد المدينة'' في اشارة الى احتلال اسرائيل للقسم الشرقي من المدينة المقدسة إبان حرب يونيو1967 ودانت السلطة الفلسطينية ''بشدة'' القرار الاسرائيلي،وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان صحفي بثته وكالة الأنباء الرسمية ''وفا'' ''إن هذا القرار يشكل اعتداء صارخا على الأرض الفلسطينية المحتلة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك فتوى محكمة العدل العليا''· وتابع إن أي بناء أو نقل للسكان فيها واليها يعد خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني ولمواثيق الأمم المتحدة وكذلك لاتفاقية أوسلو· وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات :''ندين بشدة هذا القرار الذي يأتي استمرارا لقرارات اسرائيلية متواصلة لم تنقطع وتستعر في ظل الحديث عن قرب إجراء انتخابات مبكرة داخل اسرائيل''· واضاف إن هذه الخطوة ''تقوض جهود اي عملية سلام'' موضحا أن هذا القرار ''سيكون على جدول اعمال اللقاء الذي سيعقد الاثنين (اليوم) بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي في مقر الاخير''· وشجبت مصر ايضا القرار الاسرائيلي، وقال الناطق باسم الخارجية المصرية إن استدراج العروض يشكل ضربة فعلية للآمال بحصول تسوية قريبة للقضية الفلسطينية· ودعا الادارة الاميركية واللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) الى تحمل مسؤوليتها في مواجهة هذه المخططات الهادفة '' الى عزل القدس الشرقية عن بقية اراضي الضفة الغربية''· وعلى الجانب الاسرائيلي، اعتبر مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، أن اعمال البناء هذه ''لا تتعارض بأي شكل كان، مع عملية السلام ،لانها مرتقبة في احياء يهودية في القدس ستكون جزءا لا يتجزأ من اسرائيل في اي اتفاق سلام''· واشاد رئيس بلدية القدس اوري لوبوليانسكي باستئناف اعمال البناء في القدس الشرقية، معتبرا أن عملية البناء ''تلبي احتياجات الشعب اليهودي الملحة للمساكن''· وقبل توجهه مساء اليوم الى واشنطن، سيلتقي اولمرت عباس في مقر اقامته بالقدس في اطار مفاوضات ترمي الى التوصل الى اتفاق حول قيام دولة فلسطينية قبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في يناير 2009 ويعود آخر لقاء بينهما الى الخامس من مايو· وستجري محادثاتهما في وقت تستعد فيه الطبقة السياسية الاسرائيلية الى انتخابات مبكرة محتملة بسبب قضية فساد يرد فيها اسم اولمرت· ويتوقع مختلف المسؤولين السياسيين الاسرائيليين، أن تجري هذه الانتخابات في نوفمبر، في حين تنتهي الولاية التشريعية الحالية مبدئيا في نوفمبر ،2010 وتتناول محادثات السلام الاسرائيلية- الفلسطينية المسائل الاساسية للصراع مثل ترسيم الحدود ووضع القدس ومصير المستوطنات واللاجئين الفلسطينيين، وقد انطلقت المفاوضات في نوفمبر في انابوليس بالولايات المتحدة بعد سبع سنوات من الجمود· لكنها لم تسجل اي اختراق حقيقي حتى الان· وفي اطار اتفاق دائم يتم التوصل اليه عبر التفاوض مع الفلسطينيين، تأمل اسرائيل خصوصا بابقاء سيطرتها على التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية والاحياء اليهودية في القدس من خلال ''تبادل اراض''· وتنص ''خرطة الطريق'' خطة السلام الدولية التي اطلقت في 2003 بشكل خاص، على نبذ العنف وتجميد الاستيطان اليهودي· وكانت اسرائيل قد اعلنت في 21 مايو استدراج عروض لبناء 286 مسكنا في مستوطنة ''بيتار ايليت'' بجنوب القدس· وتعتبر اسرائيل كامل مدينة القدس ''عاصمتها الموحدة والابدية'' لكنها لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي، بينما يعتزم الفلسطينيون جعل القدس الشرقية عاصمة دولتهم المنشودة· وقد اقام اكثر من مئتي الف مستوطن يهودي منذ 1967 في نحو اثني عشر حيا استيطانيا شيد في القدس الشرقية، الى جانب نحو 240 الف فلسطيني