السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عندما يكون التفكير في الطهي أفضل من الانشغال بالمتاعب المالية

24 يوليو 2009 01:04
ماذا حدث لأبناء أستراليا.. برنامج واقعي لا يتخطى جدران المطبخ يكسر كل الأرقام القياسية ويرتقي إلى قمة تصنيف البرامج التلفزيونية ويحقق مبيعات غير مسبوقة، ويدفع أيضاً الرجال ليتراصوا في صفوف لشراء الجزر والكسبرة ! البرنامج هو «ماستر شيف»، ذلك البرنامج الذي ألهب روح التنافس بين 7500 متسابق عبر ما يزيد على سبعين ساعة مشاهدة حتى ليلة الأحد عندما وقفت سيدتان أمام نار الموقد في آخر مراحل المسابقة. «إنه يأخذك مرة ثانية لمكان آمن وبسيط.. إنه يأخذك للمطبخ» تلك كانت كلمات الناقد التلفزيوني البارز مايكل أوداتو مفسراً سر تلك اللهفة وذلك الاهتمام غير المسبوق ببرنامج عن الطهي، بعدما هدأت نيران المعركة وانتهى السباق المحموم لصالح جولي جودوين (38 عاماً). وهي أم لثلاثة أطفال تغلبت على غريمتها ماليزية المولد بوه لينج ييو (35 عاماً). واقتنصت جائزة بـ100 ألف دولار أسترالي (80 ألف دولار أميركي) وتم توقيع عقد معها لتأليف كتاب عن الطهي. ويستطرد أوداتو في إيضاحه قائلاً إن معدلات المشاهدة المطردة كانت بمثابة البلسم أو الترياق الذي يلجأ إليه المواطن هرباً من الإرهاب والتغير المناخي والأزمة المالية العالمية. ويقول أوداتو «إنه برنامج لكل أفراد الأسرة.. السر ليس في البرنامج .. بل بطبيعة تلك الصلة التي يخلقها البرنامج بين المشاهدين». وحقق البرنامج نسبة مشاهدة في النهائيات بلغت 2 من بين كل 10 أستراليين. وهي نسبة لم تترك مسابقات مثل الرجبي والكريكيت والتنس في زاوية النسيان المظلمة فحسب، بل قهرت برامج واقعية قوية أخرى أخرجت أسوأ ما لدى المتسابقين والمشاهدين على حد سواء. وقالت ساره ويلسون الناقدة التلفزيونية في صحيفة «صن هيرالد» عن «ماستر شيف» لقد «كان تحولاً عن السلوك البشري النزق والمنحط الذي نحاول جميعاً الفرار منه. فلم يكن في البرنامج ذلك الإلحاح البذيء على إظهار جوانب وسلوكيات مؤسفة لدى المشاهدين والمتسابقين والنقاد.. لم يكن ذلك مطلوباً». وقالت محررة مجلة «ويمينز ويكلي» روبين فويستر إن «وصفة جودوين الشخصية للبطاطس باللحم أذهلت الحضور بنهم أسترالي جديد للطعام المنزلي». وقالت فويستر» لطالما اعتبرنا جولي فائزة.. نحب دفئها وحماسها يمكننا تخيلها دائما كأم تطبخ بكل مشاعرها وحبها لأسرتها». ربما تكون تلك هي المرة الأولى التي تفوز فيها امرأة في أحد البرامج الواقعية التي يعرضها التلفزيون الأسترالي. وهي أيضاً المرة الأولى ولا شك التي لا تظهر إحدى الشقراوات في التصفيات النهائية. وكان من الجديد أيضاً على المشاهد الأسترالي وصول شخص يبدو اسمه غريباً على اللسان الأسترالي إلى التصفية النهائية. الغريب أن تلك الفكرة.. فكرة أن يكسر برنامج ترفيهي غير رياضي كل الأرقام والتوقعات، لم يكن لها ذلك الأثر على الفتى جو ابن الثالثة عشر وابن جودوين. والذي تابع أمه التي اعتاد أن يراها في ملابس منزلية رثة وهي ترتقي لتصبح نموذج الأم الأسترالية. وعندما سئل أمام الكاميرا عما إذا كان فوجئ بأن أمه «أفضل طباخة هاوية» أجاب الفتى بهدوء «في الواقع.. لا». أما جودوين فتمالكت نفسها جيداً عندما غمرها إحساس الشهرة الطاغي الجديد طوال خمس عشرة دقيقة. وغمغمت «إنه تغير مفاجئ ولا شك من القبوع بجوار الأطفال يغلبهم النعاس.. والاهتمام بأشياء منزلية.. والسير داخل المتاجر.. ثم أرى وجهي على صفحات الجرائد وأرى الناس يتقربون مني.. إنه أمر مختلف وعلي أن اعتاده لفترة على الأقل».
المصدر: سيدني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©