جلاوجي يصدر «الأعمال المسرحية غير الكاملة»

صدر للأديب الجزائري عز الدين جلاوجي، مؤخراً كتاب جديد بعنوان «الأعمال المسرحية غير الكاملة» ويقع في 468 صفحة من الحجم الكبير. ويضم الكتابُ الصادر عن دار «الأمير خالد» في الجزائر وبدعم من وزارة الثقافة الجزائرية، ثلاث عشرة مسرحية اختلفت في أحجامها وموضوعاتها ولكنها اتفقت جميعاً في حملها للهمِّ الإنساني عموماً والجزائري والعربي على الخصوص، كما اتفقت في ظهور التجريب على كثير من المستويات خاصة اللغة وهندسة النص وبناء الشخصية، وقد كتبها جلاوجي بين سنوات 1985 و2006. وتناول جلاوجي في مسرحياته الـ 13 مواضيعَ مختلفةً لها علاقة بالقيم الاجتماعية والتاريخ العربي الإسلامي والتراث والهوية، إلا أن حصة الأسد كانت للمسرحية السياسية، وذلك بثلاثة نصوص كاملة وهي «التاعس والناعس» و»أحلام الغول الكبير» و»النخلة والسلطان» علماً أن البُعد السياسي موجود في كل مسرحيات جلاوجي تقريباً، بل في كل كتاباته، وفيها يتطرق جلاوجي إلى الأوضاع السياسية في الوطن العربي وينتقد الاستبداد وتهميش المثقفين وأهل الفكر والإبداع وتقريب الانتهازيين الباحثين عن المكاسب و»الغنائم». ويلاحظ على كل نصوص جلاوجي المسرحية معانقة لغتها للشعر، فهو من أنصار الفصحى في المسرح ومن المدافعين عن اللغة الشعرية الراقية على اعتبار النص هو العتبة الأولى للمسرحية. وضمن نصوصه ورد نصٌّ واحد بالعامية هو «غنائية أولاد عامر» ولكنها عامِّيةٌ متفاصحة، كتبها صاحبُها على شكل الشعر المنثور لحرصه على الإيقاع. ومن حيث الشكل، تنوعت النصوصُ، حيث ظهرت النصوص الأولى قصيرة جدا، كأن صاحبها يؤسس لـ»المسرحية القصيرة جدا» على غرار «القصة القصيرة جدا»، وهي «سمفونية قابيل» و»من بلدها» و»نقمة الأرض» و»هي هن» وفي كل منها صفحتان لا غير، مسرحية «البحث عن الشمس» وردت في فصل واحد رغم أنهما من ستين صفحة، بقية النصوص قسَّمها صاحبُها إلى فصول ومشاهد ولوحات وملاحق، واعتمد الراوي أحياناً، بل وأدخل تقنية السرد حتى يعتقد القارئ أحياناً أنه يقرأ نصاً روائياً، كما يكتشف القارئ ببساطة أيضا أن الكاتب يعتمد الرمز في كثير من نصوصه المسرحية وبخاصة في المسرحيات السياسية. وكان الكاتب قد أصدر مؤخراً، وبدعم من وزارة الثقافة، كتاباً بعنوان «أربعون مسرحية للأطفال»، كما أن له كتابين نقديين في المسرح، وهما «النص المسرحي في الأدب الجزائري» و»شطحات في عرس عازف الناي» تناول فيه بالنقد مسرحية لعلي عقلة عرسان. وله كذلك مجموعاتٍ قصصية وروايات