الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوق السمك.. 10 دقائق من المفاصلة لتحصل على«صيدك»

سوق السمك.. 10 دقائق من المفاصلة لتحصل على«صيدك»
23 يوليو 2009 21:13
منذ الصباح الباكر يفتتح سوق السمك أبوابه ليستقبل زبائنه بصدر رحب، وفي إحدى زوايا السوق تتهادى أصوات البائعين مرددين «مين يشتري عندنا هامور، كنعد، وقباب» ليتهافت الجمهور على المعروض. وفي الجانب الآخر يجلس بعض العمال الآسيويين على كراسي، وكأنهم في حلبة سباق لتقطيع السمك إلى أجزاء، فيما أصوات السواطير تتعالى مثل الأنغام الموسيقية، ومع انتهاء التقطيع تتوزع القطع في أكياس وتقدم للزبون، أما «حمالو السمك» فنراهم يتهافتون بسرعة البرق نحو الزبائن، أو يستقبلونهم عند أبواب السيارات، فقط من أجل وضع أكياس السمك في كرتونة صغيرة مقابل الحصول على حفنة من الدراهم، تسد قوتهم. زبائن سوق السمك هم غالباً من الرجال، من مختلف الجنسيات والأعمار، وثمة من يأتي مع أبنائه. وهناك أيضاً نساء كبيرات في السن يصطحبن الخادمة أو السائق معهن، ويستهلكن الكثير من الوقت في اختيار وتفحص السمك، وخاصة الكنعد أوالروبيان. أمزجة الزبائن يقول شريف قادر، أحد مرتادي السوق، إنَّ طريقة العرض والطلب تروقه، فعبرها، على حد قوله، تتكشف مصداقية البائعين الذين ينتمي أغلبهم إلى الجنسية الآسيوية، حيث يعرضون ما جاد به عليهم البحر من خيراته فوق منضدة واسعة، كلُّ ذلك بهدف إغراء الزبائن لشراء الأنواع المختلفة والمعروضة من الأسماك الطازجة. في المقابل يقبل أحمد إسماعيل على البائع، الذي يمسك السمك بيده، ويقول: معظم الأسماك التي يعرضها البائع تكون في الغالب طازجة وغالية الثمن، وهذا هو سبب إقبال وتهافت الناس على هؤلاء الباعة. ويضيف: بعد المفاصلة التي تدوم لفترة تقارب العشر دقائق بيني وبين البائع أحاول أن أحصل على المعروض من السمك سواء كان كبيراً أو صغيراً، المهم في نهاية الأمر أن يكون طازجاً، والسعر ليس مهماً. أما كارمن جنيف فتشعر بالسعادة والتفاؤل لوجودها في السوق، وتقول: تعجبني أجواء البيع والشراء، وطريقة عرض الكثير من الأسماك أمام الزبائن على المنضدة التي تفوح منها رائحة السمك. وتضيف: منذ بداية دخولي السوق أدور وأتفحص كل المعروض من الأسماك، وبعد ذلك أقرر ما أريد شراءه، وأنا بطبيعة الحال أحب هذه الطريقة فهي تعطيني خلفية كبيرة عن الموجود في السوق، وتمنحني من ثم فرصة الاختيار. بدورها تقول أم غازي إنها من زوار سوق السمك خلال عطلة الأسبوع، وتضيف: هذا الوقت هو المناسب لي لأقوم بعملية الشراء، ورغم زحمة المكان، إلا انني اعتدت أن يصطحبني زوجي نهار كل خميس أو جمعة لشراء السمك الطازج، وإعداده في نفس اليوم على المائدة. لكنَّ أم راشد تفضل أن تذهب إلى السوق بنفسها، وتقول أفضل أوقات شراء السمك هو «الصباح الباكر»، لأنَّ الناس يكونون قليلي العدد حينها، والمعروض من الأسماك كثير، مما يسمح لي بأن أختار ما تشتهيه أسرتي أسبوعياً على المائدة. وتؤكد: أنا أخطط لطبخاتي الأسبوعية، وأشتري السمك على أساس ذلك التخطيط، فكل نوع يصلح لطبخة معينة، الزبيدي للطهو، والهامور للشوي في الفرن. أما نجود عفيفي، وهي ربة بيت التقيناها برفقة والدها في السوق، فتقول: أتردد على السوق صباح كل جمعة أنا وابني، حتى أننا في بعض المرات، ننتظر شروق شمس الجمعة حتى لا تفوتنا هذه الرحلة المثيرة، حيث نتمتع باستنشاق نسمة الهواء العليل، ونختار أشهى أنواع السمك الطازج القادم مباشرة من قوارب الصيد وبأسعار مناسبة، كما أنني آخذ السمك إلى البيت وأنظفه بنفسي. فائض السمك عن الفائض من السمك، الذي لا يجد طريقه للبيع، يقول حمزة محمد، وهو بائع يمارس المهنة منذ فترة طويلة، «بفضل الله لا نعاني أبداً من وجود فائض، وعادة لا يبقى من السمك شيء يذكر، خاصة يومي الخميس والجمعة، لأنَّ البائعين أصبحوا على معرفة وخبرة بنوعية الأسماك الأكثر طلباً بين المشترين، حيث يأتي الهامور والكنعد في المقدمة لقلة شوكه، ولسهولة أكله حتى من الأطفال، أما سمك الصافي والزبيدي فيحبه الشباب لتميز مذاقه، وهو يعتبر الأغلى بين أنواع السمك الأخرى. وعن مؤشر البيع، يقول سليم فضل، وهو بائع متمرس، «تعتبر حالة البحر المؤشر الوحيد لارتفاع وانخفاض أسعار السمك، فإذا كان البحر هادئاً مستقراً يتناقص السعر، وبالمقابل يزيد أعداد زبائنه ومشتريه في هذه الفترة. والعكس صحيح فلو كان البحر هائجاً وخاصة في الشتاء، يرتفع سعر السمك نظراً لصعوبة صيده في تلك الفترة، أما بالنسبة لمواسم تكاثر وزيادة السمك داخل البحر فإنه يخضع لحالة الجو، فإذا كان الجو هادئاً ساكناً يقل السمك، والعكس تماماً فحين يتحرك البحر يتحسن موسم إنتاج السمك ويزداد الطلب عليه. بيتي الثاني رشيد جبار من البائعين الموجودين بشكل شبه دائم في السوق، يقول عن هذه المهنة: أشعر بالانتماء لهذا المكان، فهو بيتي الثاني، وفيه أقضي جل وقتي في بيع السمك، ولدي زبائن قدامى كثيرون، يشترون غالباً من عندي نظراً لكون أسعاري متهاودة، وفي متناول الجميع، ولا أتخيل أنني سأترك هذا المكان أبداً. أما صديقه كريم إسماعيل الذي يبيع بجانبه، فيقول: أحب مهنة بيع السمك، ولم أتعلم أي مهنة غيرها، ففيها رزق والحمد لله، وأنا هنا منذ 10سنوات، الجميع صاروا يعرفون رخص أسعار السمك الذي أبيعه، ودرجة جودته.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©