الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وصمة عار

23 يوليو 2009 21:13
وقف شاب في مقتبل العمر يحكي قصته مع متلازمة العوز المناعي المكتسب «الإيدز» أمام حضور ضم إعلاميين ونشطاء في مجال مكافحة وصمة عار متعايشي الإيدز، كان مهتما بلبسه، وهيئته البدنية تشير إلى أنه رياضي. لدقائق مضت كنت أعتقد أن مريض الايدز هزيل الجسم لا يقوى على مقارعة المرض ولا يقوى على الحركة كل هذه الصور كانت عشعشت في مخيلتي منذ سنوات نتيجة الفهم الخاطئ لحالة مصاب الايدز والتي نقلت عن طريق وسائل الإعلام، بيد أن شجاعة أحمد غيرت هذه الفكرة تماما وغيرت لدي قناعات كثيرة خاطئة حول المرض. كان أحمد يتمتع بكامل صحته ولياقته ولم يكن كذلك قبل أن يصاب بـ«الايدز» فقد كان مدمنا على الكحول الذي أوصله بدوره لباب الإدمان على المخدرات بعد رفقة سيئة الخلق دفعته لطرق كل باب منكر والخوض في المحرمات، إلى أن وقع في أيدي الشرطة، وفي هذه اللحظة عرف أن الله حق وأن طريق الفساد انتهى ليبدأ طريقا جديدا فتحه مع الله بإعلانه التوبة التي أتت متأخرة بعض الشيء. أجريت لأحمد فحوصات طبية لاكتشاف نسبة المخدر في جسمه من خلالها اكتشف إصابته بفيروسHIV، فانخرط في موجة حزن تذكر أهله وزوجته التي أهملها وابنته التي تنتظر خروجه لترتمي في أحضانه بعد أن هداه الله واستفاق من غفلته لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتتحطم تلك الأحلام على الصخور القاسية. كان عزاؤه في كل ما حدث تعلمه لأمور كثيرة كان يجهلها سابقا فقد علمه السجن حكما، ليخرج منه شخصا آخر غير الذي دخله، ويتخذ قرار مواجهة المجتمع الرافض له، ففكر في العمل كناشط في مجال مكافحة «الايدز» وتوعية المجتمع بكافة الطرق والسبل للحد من انتشاره والعمل على إزالة وصمة العار عن المتعايشين معه. هذه معاناة أحمد، ولكن يظل السؤال لماذا ينقل لنا الإعلام صورة باهته ومغالطة عن مريض الإيدز؟! بالرغم من أن المرض اكتشف في بداية الثمانينيات من القرن الماضي وهي فترة كافية لتصحيح الصورة البدائية. ريم البريكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©