«فرقة أطفال أفريقيا».. أصوات تئن وموسيقى تحاكي «سُمرة» القارة

بعد أن طافت أنحاء العالم وحازت على إعجاب الملايين من الناس، حطت فرقة «أطفال أفريقيا» ضيفة على مدينة دبي، حيث قدمت عروضها الخيرية في عدد من المراكز التجارية، وذلك ضمن عروض ومفاجآت صيف دبي لهذا العام. وقد تمكن الأطفال ببراءتهم وحضورهم اللافت وأدائهم الغنائي الرائع من اختطاف إعجاب الجماهير التي صفقت لهم بإعجاب وحماس. وتعد فرقة أطفال أفريقيا سفيرة للأطفال الأفارقة الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة للغاية، حيث تظهر للعالم بأن أعضاءها من الأطفال، شأنهم شأن الملايين من الأطفال المنكوبين في القارة السمراء، لديهم درجات عالية القدرات والمهارات غير المحدودة، إلى جانب ما يتمتعون به من كرامة وعزة نفس. وبدأت قصة الفرقة في عام 1984 وسط الحرب الأهلية الدامية في أوغندا، حيث طُلب من ناشط حقوق الإنسان راي بارنت مساعدة مئات الألوف من الأطفال اليتامى والذين يعيشون في فقر مدقع وجوع مؤلم لا يستطيعون معه إطعام أو حماية أنفسهم. وكان بارنت مدركا لحجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقه، فقرر هو والفريق المصاحب له إيجاد طريقة فريدة من نوعها لعلاج مشكلة هؤلاء الأطفال. وكان اعتقاده يتمثل في أن السبيل الوحيد لإحداث فارق له قيمة في حياة هؤلاء هو أن يجري الـتأثير بشكل مباشر في طريقة حياتهم. يقول راي: «لقد كان غناء أحد الأطفال أمامنا مصدر وحي وإلهام لنا، قررنا بسببه تشكيل فرقة أطفال أفريقية نقول من خلالها للعالم إن أطفال القارة الأفريقية لديهم القدرة على تحدي الظروف والاعتناء بأنفسهم من خلال مواهبهم المتميزة.» واليوم يبلغ عدد الأطفال الذين انضموا إلى الفرقة 700 طفل أفريقي، وقد ساعدت الأموال التي جمعوها من خلال عروضهم في توفير فرص تعليم وأمل لألوف آخرين من أمثالهم في بعض مناطق القارة السمراء الفقيرة. من جانبها قالت ليلى سهيل، المدير التنفيذي لمكتب مهرجان دبي للتسوق، إن فعالية «العروض الخيرية لفرقة أطفال أفريقيا» تمثل واحدة من أهم الفعاليات التي تحتضنها مفاجآت صيف دبي لهذا العام، وقد حرص مكتب المهرجان على استقطابها لما تعكسه من قيم إنسانية تتوافق بشكل كبير مع جوهر القيم التي يروج لها حدث مفاجآت الصيف بين الزوار من مختلف الجنسيات. لاسيما وأن قصة هذه الفرقة من الأطفال تمثل قصة نموذجية للكفاح والتعلق بالأمل رغم كافة الظروف الصعبة المحيطة بهم.