أبوظبي (الاتحاد)
تبدأ شركة كوريا للطاقة المائية والطاقة النووية التابعة لـ «كيبكو»، إجراء الاختبارات والتشغيل التجريبي لجميع أنظمة المحطة الأولى، «براكة 1» استعداداً لعمليات نووية آمنة وتوليد أول ميجاواط طاقة كهربائية خالية من انبعاثات الكربون إسهاماً في تطور الإمارات وازدهارها»، بحسب المجلس الاستشاري الدولي.
وتنفرد «الاتحاد» بنشر التقرير النهائي والأخير للمجلس الاستشاري الدولي الذي أمضى 10 سنوات من الإشراف والتأسيس الناجح لبرنامج الطاقة النووية السلمية المأمونة في الإمارات.
وقال المجلس في تقريره: «ما يزال كل من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والهيئة الاتحادية للرقابة النووية ملتزمتين بضوابط الشفافية ومدركتين لأهمية إطلاع الجمهور، وخلال السنوات العشر الماضية، كان هناك العديد من المحاضرات والورشات العملية التي نظمت في مدن الإمارات الرئيسة»، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات عبرت عن الدعم القوي والدائم من شعب الإمارات للمشروع.
وكجزء من التزام دولة الإمارات بالشفافية، ألزمت الحكومة المجلس بإصدار تقارير مراجعة نصف سنوية لاطلاع الجمهور على تقدم سير المشروع ولضمان تأكد المراقبين المحليين والدوليين من أن عمل البرنامج يتم وفق أعلى المعايير الدولية.
ويعد تأسيس هيئة خارجية من خبراء دوليين للإشراف على برنامج الإمارات النووي للطاقة السلمية كان خطوة جديدة وفريدة من نوعها على مدى 30 عاماً ومقاربة فريدة لتنفيذ رؤية حكومة الإمارات العربية المتحدة.
ويؤمن أعضاء المجلس الاستشاري أن البرنامج الإماراتي، سيولد مقداراً هائلاً من الطاقة الكهربائية للمنازل والصناعة والنقل من دون انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وسيقدم آلاف الوظائف للمقيمين في الإمارات أو خارجها مع التركيز على إتاحة الفرصة للمرأة وللإماراتيين لبناء مهن ذات مهارات عالية وأهمية ذلك لمستقبل البلاد.
كما سيضع البرنامج معياراً ذهبياً لمشاريع الطاقة النووية المستقبلية عالمياً، وسيقدم للعالم مثالاً غير مسبوق حول كيفية تنفيذ برنامج طاقة نووية جديد وناجح، وسينظر إليه في المستقبل على أنه نقطة تحوُّل مهمة بإضافة مورد طاقة عالمي وأثره وقدرته على احتواء تهديد التغير المناخي.
العمليات التجارية
وقال تقرير المجلس: «يخضع بدء العمليات التجارية لبراكة 1 لمراجعة واستلام رخصة التشغيل لمحطتي براكة 1 وبراكة 2 من الجهة التنظيمية المستقلة لدولة الإمارات، وهي الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، وتم استلام مجمعات الوقود النووي الأولى في محطة براكة في العام 2017، وتم تخزينها بشكل آمن لحين موافقة الهيئة على رخصة التشغيل»، ومن المتوقع إصدار رخصة التشغيل لكل مفاعل فور انتهاء كافة المتطلبات التنظيمية.
واختتم المجلس الاستشاري الدولي المكوّن من شخصيات ذات سمعة عالمية في قطاع الطاقة، اجتماعه النهائي مؤخراً وأعد تقريره وواجباته فيما يتعلق بالإشراف على التأسيس الناجح لبرنامج الطاقة النووية المأمونة في الإمارات.
وعقد المجلس اجتماعه الأخير في نوفمبر عام 2017، ويعتقد المجلس أن المشروع حقَّق حتى اليوم نجاحاً كبيراً لن يؤدي فقط لتوليد طاقة نظيفة للسنوات المقبلة، ولكن المشروع بحد ذاته سيصبح معياراً عالمياً للصناعة ومثالاً للتعاون الدولي.
ومن المتوقع أن يتم تشغيل المفاعلات الأربعة بحلول عام 2021 ، بما يتماشى مع الجدول الزمني الأصلي للمشروع والتفويض المعطى للمجلس، كما يقدر أن تتمكن المحطة، عند اكتمال المفاعلات الأربعة، من منع انبعاث حوالي 21 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة تقليدية من الطرق.
تاريخ المجلس
وتم تأسيس المجلس عام 2010 لضمان تنفيذ المبادئ الخمسة لبرنامج الطاقة النووية السلمي للإمارات العربية المتحدة، وهي: الأمان والأمن وحظر الانتشار النووي والشفافية والاستدامة.
ويضم المجلس نخبة من أكثر الكفاءات خبرة ومصداقية في قطاع الطاقة النووية والمجالات ذات الصلة من جميع أنحاء العالم برئاسة المدير العام الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور هانز بليكس. وبالعمل جنباً إلى جنب مع الهيئات الرئيسة التي تنظّم البرنامج وتديره، وهي: الهيئة الاتحادية للرقابة النووية (FANR)، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية (ENEC)، وشركة نواة للطاقة، وشركة كوريا للطاقة الكهربائية (KEPCO).
واقتضت المهمة الأصلية للمجلس أن يتولى المساعدة في قيادة البرنامج النووي لدولة الإمارات العربية المتحدة طوال مرحلتي التخطيط والبناء وعند مواجهة أي صعوبات فنية وسياسية في هاتين المرحلتين، وبمجرد بدء المرحلة التشغيلية ينبغي اتخاذ ترتيبات جديدة تماماً.
وانطلاقاً من مبدأ الشفافية، قام المجلس بنشر تقارير نصف سنوية منذ عام 2010، ويمكن متابعة رحلة الوصول إلى هذه المرحلة من خلال التطورات الرئيسة والمسائل المنشورة في هذه الوثائق.
وتقع منشأة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة على بعد حوالي 53 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الرويس، وستعمل محطاتها الأربع على تأمين طاقة كهربائية نظيفة وفعّالة وموثوقة لشبكة الإمارات للطاقة رهناً بالحصول على ملاحظات الجهة التنظيمية والترخيص.
تطوير الكوادر
وأشار التقرير إلى أن شركة «نواة» وظفت 373 شخصاً، ومن التوقع أن يسفر إبرام اتفاقية الإعارة مع شركة كيبكو في نوفمبر عن تعيين 134 موظفا من كوريا، مضيفاً تستمر شركة نواة ببرنامجها التعليمي لمرحلتي ما قبل التوظيف وأثناء التوظيف.
واستعرض التقرير برنامج المنح الدراسية الرئيسة موضحاً أن البرنامج يشمل الطلبة الملتحقين ببرنامج البكالوريوس أو الماجستير لدراسة الهندسة النووية كمادة رئيسة أو مادة فرعية، كما يشمل الطلبة الذين سيلتحقون بالعمل لدى الشركة أو الهيئة أو المؤسسة بعد التخرج، لافتاً إلى أنه تخرج من هذا البرنامج 284 طالبا وما يزال 146 طالبا مستمرين في الدراسة.
وأنشأت كيبكو مؤسسة تعليمية فريدة من نوعها للدراسات العليا أطلق عليها اسم «كلية كيبكو الدولية للدراسات العليا النووية» لتدريب الموظفين المتخصصين من منشأة براكة في موقع محطتي شين كوري 3 و4، ويعمل أكثر من 25 من خريجي الكلية في مشروع براكة ويشغلون مناصب متقدمة.
برنامج التعليم
وأفاد التقرير، أن التدريب المزدوج الذي يمزج بين التدريب على رأس العمل وبين المقررات الجامعية، يجري بما نسبته 51% من التدريب والتعليم في مقر نواة، فيما تتضمن النسبة المتبقية 49% مقررات أكاديمية، والمحصلة النهائية لهذا البرنامج هو الحصول على دبلوم عال في التكنولوجيا النووية، وأكمل 143 طالبا دراستهم ويواصل 90 طالباً دراستهم في هذا البرنامج.
كما يوجد برنامج توجيه وتدريب لجميع الموظفين الجدد ويركز على إرساء ثقافة السلامة والأمان والأمن النووي والتواصل بين الثقافات المختلفة، وفي عام 2016 تلقى 750 موظفاً هذا التدريب، فيما التحق 1000 موظف بهذا البرنامج عام 2017.
ويتواصل التدريب على القيادة النووية في نواة استناداً إلى معايير القطاع النووي، وفي هذا الشأن أكمل 139 موظفا هذا البرنامج وهناك 141 موظفا مستمرين في الدورة.
وصممت دورة معادلة لدورة إدارة تشغيل مفاعل أول من شركة وستنجهاوس لتزويد الكوادر المؤهلة والكفء بالخبرة والمهارات اللازمة لشغل منصب مشغل مفاعل أول وفق معايير وستنجهاوس لأنظمة محطات الطاقة النووية، وأكمل 41 موظفاً هذه الدورة.
عدد اليوم
