السيد سلامة (أبوظبي) - أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن المرحلة المقبلة ستشهد تدشين استراتيجية تعزيز تميز التعليم في إمارة أبوظبي بشقيه العام والخاص.
وأشارت معاليها إلى أن المجلس سيُقيّم خلال الفترة المقبلة المبادرات والمشاريع التي طرحها ويرصد نتائجها في الميدان التربوي، وسيتم تطويرها وفقاً لما حققته في الميدان التربوي.
وأوضحت معاليها أن التربية الإسلامية واللغة العربية والهوية الوطنية ستكون محاور أصيلة في بناء الشخصية الطلابية لجميع مدارس المجلس، مؤكدة أن التعاون مع وزارة التربية والتعليم سيمضي إلى آفاق أوسع، إذ إن هدف المجلس والوزارة واحد ويتمثل في بناء الشخصية الطلابية المعتزة بقيمها وحضارتها العربية الإسلامية والمنفتحة في الوقت ذاته على العصر بكل ما يشهده من تطور.
جاء ذلك عقب زيارتها لجان امتحانات الصف الثاني عشر أمس في مدرستي المواهب وثانوية أبوظبي، بحضور محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية.
واطلعت معالي الدكتورة القبيسي من ظبية القمزي مديرة مدرسة المواهب على سير اللجان لطالبات الصف الثاني عشر بالقسم الأدبي، وناقشت معاليها مع الطالبات مستوى أسئلة علم النفس، كما تابعت جولتها في مدرسة ثانوية أبوظبي، حيث قدّم محمد الحوسني مدير المدرسة ونبيل شعلان وكيل المدرسة صورة شاملة حول أداء الامتحانات لطلبة المدرسة، وكذلك لجان المنازل.
واستمعت معاليها إلى ملاحظات بعض الطلبة بشأن “غموض” بعض الأسئلة، بالإضافة إلى ملاحظات طلبة المنازل حول ضرورة إيجاد آلية تعزز من مواصلتهم الدراسة والتوفيق بين العمل ومتابعة الدراسة، وزارت لجنة خاصة لأحد طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكدت اعتزاز المجلس بدور هذه الفئة الطلابية في خدمة التنمية الوطنية.
مكانة المعلم
وأكدت معالي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم في تصريحات لـ «الاتحاد» أنّ التعليم يتصدّر أجندة أولويات قيادتنا الرشيدة متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، لافتة إلى أن مجلس أبوظبي للتعليم حقق منجزات رائدة بفضل هذه الرعاية ومن خلال قيادة معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس هيئة الصحة لمسيرة المجلس خلال الفترة الماضية، وكذلك فريق العمل الذي يبذل جهداً كبيراً في النهوض بهذا القطاع.
التوطين
وأوضحت الدكتورة القبيسي أن المجلس يعمل وفق رؤية مؤسسية، مؤكدة أن تغيير مدير عام المجلس لا يعني تغيير الاستراتيجية.
وقالت معاليها: “نحن نمضي في نفس الطريق، وإن كنت سأركز في الفترة المقبلة على مجموعة محاور منها: الاهتمام بتدريس التربية الإسلامية واللغة العربية وترسيخ منظومة تربوية للهوية الوطنية، والنهوض بمكانة المعلم في المجتمع، بالإضافة إلى تحسين أوضاع العاملين في الميدان التربوي والالتقاء بهم والاستماع إلى ملاحظاتهم بشأن تطوير التعليم، كما سيتم الاهتمام أيضاً بالتوطين وفتح آفاق وظيفية للمواطنين في مختلف مهام العمل التعليمي”.
وأشارت معاليها إلى أن العاملين في الميدان يقدمون تضحيات كبيرة في سبيل هذه المهنة، وهم موضع تقدير واعتزاز من الوطن والقيادة، و«واجبنا» الاستماع إليهم ورصد التحديات التي تواجه كلاً منهم في الميدان.
وقالت: «من يعمل في سلك التدريس يقدم تضحية عالية وهو محب لوطنه بكل تأكيد».
الدين والقيم
وأكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي أن التعليم شأن مجتمعي، وهو محل اهتمام كل أسرة وبيت، لافتة إلى أن نجاح التعليم يرتبط به نجاح تنفيذ خطط تنموية تواكب اقتصاد المعرفة.
وقالت معاليها: «الطالب سيظل محوراً للعملية التعليمية وعلينا ترسيخ قيم الولاء والانتماء لدى الطالب، وأهم شيء في هذا الصدد هو الدين، فالدين هو الذي يغرس لدى الطالب تلك المنظومة القيمية التي تجعل منه مواطناً صالحاً”.
وأكدت أن التعليم لا ينفصل عن التربية، وهما جسد واحد، ولا يمكن إغفال دور التربية في بناء شخصية الطالب، ومن هنا سنركز خلال الفترة المقبلة على الأنشطة اللا صفية من فنون ورياضة وموسيقى وخدمة مجتمع، مشيرة إلى أنه سيتم الاهتمام بعلاقة المدرسة مع أولياء الأمور وتفعيل دور مجالس الآباء في المدارس، وإتاحة الفرصة للأسرة لمشاركة المدرسة الدور في بناء الشخصية الطلابية. وقالت معاليها: «أهم ما نملكه هو هويتنا، ومن هنا فإن التركيز على تدريس اللغة الإنجليزية سيقابله تركيز على تدريس اللغة العربية، وأن يفخر الطالب بهويته، ويرتبط بهذا الأمر التوطين».
وأضافت معاليها: «كنا في مرحلة معينة نستعين بمعلمين وخبرات خارجية لدعم الميدان التربوي ليس لأن تكون هذه الخبرات هي الميدان التربوي».
التجربة الناجحة ملك الميدان التربوي
أكدت معالي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن كل تجربة ناجحة في المجلس هي ملك الميدان التربوي على مستوى الدولة، ومن هنا فإن التعاون مع وزارة التربية والتعليم سيكون شاملاً في جميع المجالات، وخاصة المناهج الدراسية.
وقالت: «نحن شعب واحد ولا يمكن أن نخاطب الطلبة أبناءنا بمحتوى مختلف في المناهج الدراسية».
واختتمت د. أمل القبيسي اللقاء بالتأكيد على دور القطاع الخاص في النهوض بالتعليم، والتزام المجلس بتوفير تعليم مناسب لكل طالب مواطناً أم مقيماًَ على أرض إمارة أبوظبي، فالهدف هو تأهيل مخرجات تعليمية متميزة تلبي احتياجات سوق العمل واقتصاد المعرفة.
عدد اليوم
