افتتاح معرض «الإسلام .. عقيدة وعبادة» في أبوظبي

أكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الإمارات قد حققت على مدى العقود الماضية منجزات حضارية شاملة وضعتها في مصاف الريادة بين الدول العصرية المتقدمة، بفضل حكمة وصبر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «رحمه الله». جاء ذلك خلال افتتاحه مساء أمس في جاليري وان بقصر الإمارات في أبوظبي معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة» الذي تقيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة التركية ويستمر المعرض حتى 10 أكتوبر المقبل، بحضور سلمى علّية كواف وزيرة الدولة في الجمهورية التركية ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وحقي عقيل سفير تركيا المعتمد لدى الدولة وأورهان دوزغون المدير العام للمتاحف الوطنية والتراث في وزارة الثقافة والسياحة التركية كما شهد الافتتاح شخصيات دبلوماسية واجتماعية وصحفيون ومهتمون بالفن الإسلامي. وقال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان في تصريح له بهذه المناسبة وزعته الهيئة أمس: إن المعرض يأتي استكمالا لتنفيذ خطة القيادة الرشيدة ورؤيتها السديدة في وضع مسار ومسيرة التطور الشامل اللذين تشهدهما الدولة، حيث تضطلع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث اليوم بدور أساسي في التنشئة والتوعية الثقافية والفكرية المتكاملة، وفي فتح آفاق الإبداع، والعمل على تشجيع حوار الثقافات، بالتوازي مع تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، والمرتبطة بثقافة الآباء والأجداد وقيمهم وأخلاقهم وعقيدتهم وانتمائهم العربي. واشاد معاليه بالعلاقات التاريخية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بالجمهورية التركية باعتبارها أكبر وأكثر شمولاً من أن توصف. وقال: نحن إذ نشيد بهذه العلاقات المتميزة فإننا نشدد على أهمية التواصل بين الشعوب بكافة أشكاله، وعلى ما تلعبه الفنون والإبداعات في هذا الصدد من دور رئيسي في التقريب بين الثقافات المختلفة، في وقت يجد العالم نفسه فيه في أشد الحاجة إلى جهود مخلصة لجسر الهوة بين الشعوب المختلفة. ولفت الى ان معرض «فنون من البلاط العثماني» الذي استضافته الهيئة مع بداية تأسيسها، وتحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شكل باكورة التعاون الثقافي المثمر، حيث ضمّ المعرض مجموعة نادرة من مقتنيات متحف دولماباتشي تمّ عرضها لأول مرة خارج تركيا، من أعمال لمستشرقين عالميين، وذلك بمناسبة مرور 150 عاماً على تشييد قصر دولماباتشي. وقال: إننا اليوم نعرب عن فخرنا في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث باستضافة وتنظيم معرض «الإسلام.. عقيدة وعبادة»، والذي يضم تحفاً مختارة بعناية تعبر عن الموروث الثقافي والديني، ويتميز المعرض بأنه يضع هذه التحف في سياقاتها التاريخية ليزودنا بالمزيد من المعلومات التراثية ذات الصلة بحقبة زمنية مميزة في تاريخ أمتنا الإسلامية وحضارتها العريقة. واختتم تصريحه بالقول: إننا نعقد آمالاً عالية على مذكرة التفاهم التي وقعناها مؤخراً مع الجانب التركي الصديق، في تفعيل الحوار بين الثقافات والشعوب، بفضل الجهود المشتركة ما بين أبوظبي المركز الثقافي الصاعد عالمياً، واسطنبول التي تربط العالم العربي بالقارة الأوروبية. ثم تجول معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان والضيوف في أقسام المعرض السبعة التي ضمت 161 قطعة أثرية وعملاً فنياً أظهرت مجموعة من الشواهد الأثرية والتاريخية القادمة من 7 متاحف مهمة في تركيا، حيث يعد هذا المعرض الأول من نوعه من حيث التصور والتميز في أسلوب العرض الذي يرتكز على جوهر العقيدة من خلال قطع أثرية يمتد تاريخها على مدى 8 قرون. واطلع معاليه على المعروضات التي تم جمعها من متاحف ومكتبات وطنية في تركيا خصيصاً للمعرض ومن بينها متحف قصر توبقابي الذي ساهم بـ 103 تحف ومتحف الفنون التركية والإسلامية بـ 36 تحفة ومجموعة غالتا المولوية ومكتبة بيازيت (بايزيد) ومكتبة ميليت «الملة» بـ 5 أعمال فنية ومتحف أنقرة الاثنوغرافي بـ 3 أعمال ومتحف قونيا مولانا بـ 12 عملاً. وتنقل معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان والضيوف في أرجاء المعرض وتوقف عند أهم المعروضات التي جسدت سيرة حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بالإضافة إلى المنمنمات والمخطوطات والأعمال التشكيلية. وشاهد معاليه عدداً كبيراً من النسخ عن أعمال تروي قصة تطور الخط العربي على مدى القرون، كما اطلع على نماذج معدنية وخشبية ومنسوجات مزخرفة بالخط العربي. وسبق الافتتاح أن عزفت مقطوعة موسيقية عسكرية عثمانية للجوق العسكري «مهتز» تجاوب معها الحضور كثيرا كونها تمثل جانبا من التراث التركي الذي يحمل طابعا شرقيا احتضن الاسلام وتعاليمه السمحة طوال كل هذه القرون.