الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكومة الليبية: شكل الحكم يقرره الدستور

الحكومة الليبية: شكل الحكم يقرره الدستور
9 مارس 2012
طرابلس (وكالات) - أصدرت الحكومة الليبية الانتقالية مساء أمس الأول بيانا صحفيا حول إعلان إقامة نظام فيدرالي تحت مسمى “مجلس برقة”، أعلنت فيه رفضها للمحاولات الفردية لفرض أي نوع من الوصاية على الشعب الليبي. وأكدت الحكومة في البيان أن شكل نظام الحكم “سوف يقرره الليبيون من خلال الدستور” كما أكدت رفضها المساس بوحدة الوطن وفاء لدماء الشهداء ، وأنها ستعمل على ترسيخ اللامركزية وتوفير الخدمات لكل المواطنين ، “في جميع ربوع ليبيا من خلال المجالس المحلية المؤقتة”. ووصفت الحكومة إعلان برقة بأنه يعد تسلطاٌ وتعسفاٌ في حق الشعب “مهما كانت أهدافه ودوافعه”. ودعت الليبيين إلى التريث والانطلاق نحو البناء وإزاحة كل عوائق التقدم والنهضة، ريثما يتم وضع الدستور والتصديق عليه من قبل الشعب بأكمله وتحديد شكل الدولة الذي يتوافق عليه الشعب. من جهته حذر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني من أن إعلان منطقة برقة “إقليما فيدراليا اتحاديا” هو “بداية لتقسيم ليبيا” و”ابتعاد عن شرع الله”، محملاً الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات. وقال الغرياني في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء أمس الأول إن “الفيدرالية هي بداية التقسيم، والتقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف، ويفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها: مصادر الثروات، وهذا هو الذي يريده أعداء الإسلام لنا (فرق تسد)”. وأضاف المفتي “إذا استمر الفساد ضارباً أطنابه فـ(الفيدرالية) لن تحل المشكلة، والشعور بالتهميش سيستمر، والمطالبة بمزيد من الإقليمية لن يتوقف”، مؤكداً أنه “كلما انقسمنا أحسسنا أننا بحاجة إلى مزيد من الانقسام، لأن الفساد لا يمكن أن يتحقق معه عدل في تقسيم الثروات”، داعيا الجميع إلى “الاعتصام بحبل الله”. واعتبر الغرياني أن “الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء هو القضاء على الفساد الإداري المتفشي، وبفرض القانون، وإدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصر في عمله وتعاقبه”. وأشار المفتي إلى أن قياس ليبيا على فيدرالية الولايات المتحدة هو “مغالطة كبيرة، وخطأ فادح” لأنهما “ليسا سواء لا من حيث الجغرافيا ولا تعداد السكان، فالمسافة بين بعض مدن الولايات المتحدة تصل إلى ست ساعات طيران، وتعداد سكانها يقرب من تعداد سكان العالم العربي”. وقال “لو طلبنا ولايات فيدرالية تحت حكومة مركزية واحدة للوطن العربي من المغرب إلى الخليج حينها يكون القياس صحيحاً، لكن ذلك حلم أنى لنا به”. وناشد الغرياني الليبيين الحفاظ على وطنهم، وقال “يا أبناء ليبيا ارحموها، ولا تضيعوها بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب”. بدورها حذرت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا من أن “الفيدرالية ستكون خطوة في اتجاه تمزيق ليبيا”، داعية إلى التمسك بـ”الوحدة الوطنية” لقيام “دولة مدنية”. وقالت الجماعة في بيان إنها تعتبر “الوحدة الوطنية لليبيا هدفا أساسيا ورافدا حيويا من ثوابت ثورة 17 فبراير نحو إرساء دعائم دولة مدنية تتمتع بدرجة عالية من التجانس في إطار موحد”. وأكدت أن “المشكلة كانت مع النظام الشمولي، والفوضوية الإدارية لا يمكن أن تحل إلا بالبناء المتدرج لمؤسسات الدولة”، مشددة على أن “الإدارة المحلية بمفهومها الصحيح هي البديل الأمثل للفيدرالية التي ستكون خطوة في اتجاه تمزيق ليبيا كما حدث في السودان”. وأعلنت رفضها “للمصالح الجهوية أو الطموحات الشخصية الضيقة التي تستهدف المراهنة على التوجه الفيدرالي كعامل ضعف للدولة الليبية”. وشددت الجماعة على أن الفيدرالية “تجعل من ليبيا لقمة سائغة للتدخلات والاختراقات الخارجية وخطوة رجعية نحو الانقسام والتشرذم”، داعية “جميع الأطراف للحوار من خلال تشكيل جماعات الضغط والأحزاب السياسية وعرض الأفكار على نطاق واسع يتيح التعرف على الفرق بين النظام السياسي للدولة وشكلها الإداري”. في المقابل، أكد الشيخ أحمد الزبير الشريف السنوسي رئيس ما يعرف بـ”مجلس إقليم برقة” أن القرار الذي اتخذ قبل يومين بإعلان برقة إقليما فيدراليا اتحاديا “هو قرار نهائي لا رجعة فيه”. وشدد السنوسى في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف أن المجلس “لن يتحاور مع أي طرف، إلا في إطار الفيدرالية”. ونفى السنوسي الاتهامات التي وجهها رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل من كون إعلان برقة إقليما فيدراليا هو مؤامراة على ليبيا تهدف إلى تقسيمها وأن هناك بعض الدول العربية دفعها تخوفها من انتقال الثورات إليها لدعم تلك الخطوة، مؤكدا: “نحن لسنا دعاة انفصال ولسنا أتباعا لأي دولة كانت”. وقال: “هذه كلها أكاذيب لا أساس لها من الصحة.. ونحن معروفون في عموم ليبيا بمواقفنا الوطنية.. فقد بذلنا الكثير من أجل ليبيا .. وقاتل أبناء المنطقة الشرقية وضحوا بأرواحهم في طرابلس ومصراته والجبل الغربي وفي جميع المناطق الغربية من أجل تحرير ليبيا، لا من أجل الانفصال”. وأضاف: “لو كنا نريد الانفصال خلال بداية ثورة السابع عشر، لكان هذا ممكنا لأن المنطقة الشرقية تحررت تماما خلال أربعة أيام.. ولكننا لم نرض أن يظل إخواننا بباقي المناطق تحت سيف الطاغية ولذا استمرت مشاركتنا بالقتال ضده في كل المناطق الليبية وهذا شرف لنا نعتز به”. وقلل السنوسي من تهديد عبد الجليل باستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا غداة إعلان برقة إقليما فيدراليا، قائلا “إذا كانت عنده قوة، فليستخدمها”. وقال: “هو أصلا ليس عنده قوة لكي يسيطر على ما يحدث بطرابلس أو على المدن الغربية التي يحدث فيها قتال من حين لآخر بين قبائلها.. بينما المنطقة الشرقية مستقرة وهادئة وليس هناك أي قتال بين قبائلها في كافة حدودها”. كما نفى السنوسي أن تكون قرابته للملك الراحل إدريس السنوسي هي بداية لعودة النظام الملكي لليبيا في ثوب جديد، مشددا بالقول : “نحن لا نتكلم عن الملكية.. نحن نتكلم عن استقرار المنطقة وإحلال الأمن.. المواطن يحتاج للأمن والأمان ولا يحتاج لمملكة وملكية بل لا يحتاج حتى لجمهورية”. وتابع: “نريد توفير الأمن والأمان قبل كل شيء حتى تستقر الأوضاع وتأتي رؤوس الأموال والشركات الكبرى لكي تنهض بالمنطقة التي همشت لأكثر من 42 عاما”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©