الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ترامب» في بريطانيا.. زيارة الإحراج والإزعاج

17 أكتوبر 2016 09:26
شهد البرلمان البريطاني منذ فترة نقاشاً لمنع دونالد ترامب من زيارة البلاد، فيما وصف رئيس الوزراء تعليقاته بأنها «حمقاء»، ووعد بأن تتحد البلاد ضده. ومن ناحية أخرى، قالت شرطة سكوتلاند يارد، إنه «من غير الممكن أن يكون أكثر خطأ من ذلك». ولكن على رغم هذا العداء الذي لا هوادة فيه تجاهه في بريطانيا، فإن دونالد ترامب سيزور البلاد في وقت لاحق من هذا الشهر في أول رحلة له خارج البلاد منذ أن أصبح المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض. وتأتي هذه الزيارة في 24 يونيو، وستكون في ظاهرها زيارة عمل وليست زيارة سياسية. ومن المقرر أن يحضر ترامب الافتتاح الرسمي لواحد من ملاعب الجولف الاسكتلندية الخاصة به في ذلك اليوم، وفقاً لبيان أصدره منتجع «تيرنبيري» يوم الأربعاء الماضي. ونقل المنتجع عن ترامب قوله في بيان صحفي إنه «من المثير للغاية أن يتم افتتاح واحد من أكبر المنتجعات في العالم، تيرنبيري، بعد ضخ استثمارات هائلة تبلغ 200 مليون جنيه إسترليني». ولكن إذا نحينا تفاصيل رحلة العمل هذه جانباً، فمن المرجح أن تسبب الزيارة حرجاً سياسياً للمضيفين البريطانيين، حيث تأتي في أكثر اللحظات حساسية بالنسبة لبريطانيا. فالمملكة المتحدة ستجري في اليوم السابق للزيارة الاستفتاء المقرر في 23 يونيو حول ما إذا كانت ستبقى في الاتحاد الأوروبي أم لا. وقد لا تكون النتيجة معروفة حتى الصباح التالي، عندما يكون ترامب في طريقه لزيارة البلاد. وقد أيد ترامب علناً فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وهذا الموقف يضعه في خلاف حاد مع كل زعماء العالم الرئيسيين تقريباً، باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يحدد موقفه. ويؤيد الرئيس أوباما وحلفاء بريطانيا الأوروبيون بقوة بقاءها في الاتحاد الأوروبي. وكذلك الحال مع رئيس الوزراء البريطاني نفسه ديفيد كاميرون، الذي قد يخاطر بمنصبه في هذا التصويت المصيري. وليس من الواضح بعد ما إذا كان ترامب سيزور لندن أثناء رحلته، أو ما إن كان كاميرون سيلتقي بالمرشح الجمهوري. وقد كان رئيس الوزراء غامضاً عند سؤاله عن إمكانية حدوث هذا في أواخر الشهر الماضي. وقال في رد على سؤال طرح عليه أثناء اجتماع لمجموعة السبع: «في كثير من الأحيان يأتي المرشحون إلى لندن. لقد قابلتهم من قبل. لكن ليست لدينا مواعيد مؤكدة في أجندتنا». وكذلك قال متحدث باسم الحكومة الاسكتلندية إن نيكولا ستورجيون رئيسة وزراء اسكتلندا: «ليست لديها خطط للقاء ترامب». يذكر أن المترشح الجمهوري ترامب لاقى توبيخاً من السياسيين البريطانيين من مختلف الأطياف السياسية، وليس لديه سوى القليل من المؤيدين البارزين في البلاد، إن وجدوا أصلاً. وبعد أن اقترح ترامب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة في أواخر العام الماضي، ذهب كاميرون، وهو من المحافظين، إلى مجلس العموم ليصف تصريحات ترامب بأنها «حمقاء وخاطئة ومثيرة للانقسام». وقال أيضاً إن زيارة ترامب إلى المملكة المتحدة «من شأنها أن توحدنا جميعاً ضده». وبسؤاله عن رأيه في هذه التعليقات، ذكر ترامب للتلفزيون المستقل البريطاني «أي تي في» أنه وكاميرون «لن تكون بينهما علاقة جيدة جداً». وفي العام الماضي أيضاً، لاقت تصريحات ترامب، التي زعم فيها أن لندن مليئة بالأماكن المحظورة بسبب أنشطة المتطرفين الإسلاميين، انتقادات غير معتادة من شرطة اسكتلند يارد في لندن، المعروفة أيضاً باسم شرطة العاصمة. وفي شهر يناير، عقد البرلمان جلسة استمرت ساعات لمناقشة ما إذا كان سيمنع ترامب من دخول بريطانيا بموجب القوانين التي تسمح بمنع أولئك الذين يروجون لخطاب الكراهية. وكان هذا الموقف هو الأول من نوعه بالنسبة لدولة طالما افتخرت بأنها هي أقرب حلفاء واشنطن. وعادة ما يعزف السياسيون البريطانيون عن التدخل في تجاذبات السياسة الداخلية الأميركية، ولكنهم سجلوا استثناء فيما يتعلق بترامب. وعلى مدار ثلاث ساعات، تناوب أعضاء البرلمان في توجيه الإهانات لترامب. ولم يبرز أي نائب للدفاع عنه. ولكن الأعضاء اختاروا في نهاية المطاف ألا يوصوا بمنعه، وأن الأفضل هو إثبات أنه مخطئ فقط. * مدير مكتب «واشنطن بوست» في لندن ** مراسلة «واشنطن بوست» في لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©