الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زنجا: قلة الخبرة وراء خسارة «العميد» أمام سباهان

زنجا: قلة الخبرة وراء خسارة «العميد» أمام سباهان
9 مارس 2012
(أصفهان) – خرج فريق النصر بمكاسب عدة من مباراته الأولى في تاريخه ببطولة دوري أبطال آسيا أمس الأول أمام سباهان الإيراني في أصفهان، وهو ما جعل هناك حالة من الرضا بين أفراد البعثة من لاعبين وجهاز فني وإداريين، رغم الخسارة من أصحاب الأرض بهدف، وإن كان الشعور بالرضا عن الصورة التي ظهر بها “العميد” لم يمنع وجود حالة من الحزن أيضاً لضياع نقطة على الأقل كانت في متناول يد الفريق خلال اللقاء. ومن بين المكاسب التي حققها الفريق امتلاك اللاعبين للثقة في قدراتهم بإمكانية الوقوف نداً للفرق الآسيوية الكبيرة، خاصة أن سباهان يعد الفريق الأقوى في المجموعة الثالثة التي يلعب فيها النصر مع لخويا القطري وأهلي جدة السعودي، وأحد الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب هذا الموسم، كما فعل في الموسم الماضي، وأثبتت المباراة أيضاً القدرة على تحقيق ما هو أفضل في الجولات المقبلة، بعد التخلص من “حمى البداية” باللعب أمام فريق قوي على ملعبه، وبين ما يقرب من 7 آلاف متفرج متحمس لفريقه، وهو أمر جديد على “العميد”. ووجه النصر إنذاراً لكل فرق المجموعة الثالثة، وكتب رسالة واضحة في بداية ظهوره القاري، بأنه لن يكون “حصالة” المجموعة أو “الحلقة الأضعف” بين الفرق الأربعة، وأنه يملك مقومات المنافسة على أحد المركزين الأول أو الثاني للتأهل للدور التالي، وهو أمر لم يتوقعه الكثيرون في ظل قلة خبرة لاعبي الفريق ومشاركتهم لأول مرة في هذه الأجواء القارية. وحرمت قلة خبرة بعض اللاعبين الفريق من الحصول على نقطة على أقل تقدير، وتسبب ذلك في إهزاز شباك الحارس عبد الله موسى بهدف في الدقائق العشر الأخيرة، كما كان هبوط معدل اللياقة البدنية للاعبين سبباً أيضاً في تفوق سباهان في الشوط الثاني وهجومه الكاسح بحثاً عن الفوز، ولا يمكن أيضاً تغافل بعض الأخطاء الفنية التي كانت من بين أسباب الخسارة، وذلك بعد أن أدى الفريق بشكل مميز في أول 45 دقيقة من المباراة، وكان يمكنه خلالها خطف الفوز وتغيير موازين المباراة من خلال الفرصتين اللتين أهدرهما مارك بريشيانو ولوكا توني. وكانت هناك بعض المشاكل الواضحة في طريقة لعب النصر خلال المباراة، التي ظهرت بوضوح في الشوط الثاني، خاصة في الدور الذي يلعبه المهاجم الإيطالي لوكا توني، في ظل وجود “فجوة” كبيرة بين اللاعب وبقية زملائه في الخطوط الخلفية، وعدم قدرة المهاجم الإيطالي الشهير على الاقتراب من زملائه والحصول على التمريرات الأمامية، في ظل تراجع كل اللاعبين للدفاع أمام هجوم سباهان الشرس، وفي غياب اللاعب الذي يقوم بدور حلقة الوصل بعد أن فقد أمارا ديانيه كل طاقته ، واهتم بريشيانو وليما بأداء الواجب الهجومي في المقام الأول. ولعب النصر بطريقة جيدة في الشوط الأول من خلال “الديناميكية” في تغيير طريقة اللعب من 4-4-2 إلى 3-5-2 في بعض الأوقات وإلى 3-4-2-1 في أوقات أخرى، ونفذ اللاعبون كل المطلوب منهم بشكل رائع، ونجحوا في أغلاق كل المنافذ أمام لاعبي سباهان، خاصة برونو سيزار وحميد إبراهيم وسوكاج، وذلك بعد أن لعب زلاتكو مدرب الفريق الإيراني بطريقة 4-3-3 من أجل الضغط على النصر من البداية وإجباره على التراجع، كما كان الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة فاعلًا في أكثر من محاولة، لكن كل ذلك اختفى في الشوط الثاني بعد أن أخرج اللاعبون كل ما لديهم في 45 دقيقة وتركوا الشوط الثاني لأصحاب الأرض يفعلوا فيه ما يريدون، وكان من الطبيعي أن تهتز الشباك أمام الضغط المتواصل للاعبي سباهان. وعقب المباراة خرج الإيطالي والتر زنجا مدرب الفريق في حالة من الرضا والحزن معاً، حيث أبدى رضاه عن أداء لاعبيه في المباراة، لكنه لم يستطع أن يخفي مشاعر الحزن على ضياع فوز أو تعادل كان في متناول اليد، لولا الارتباك في الدقائق الأخيرة، وقال: لعبنا مباراة جيدة وظهر اللاعبون بمستوى متميز، وتعرض مرمانا لهدف في الدقائق الأخيرة من المباراة، وهذا أمر وارد أمام فريق كبير على ملعبه وبين جماهيره، وتبقى الخسارة أمام فريق بحجم سباهان بهدف في الدقائق الأخيرة نتيجة ليست سيئة. وأضاف: خرجت المباراة في شكل جيد من الفريقين، بعد أن حاول كل فريق بذل أقصى جهده لتحقيق هدفه، وأنا أعرف عن الكرة الإيرانية قوتها وتميز لاعبيها بدنياً، وقدرتهم على تنفيذ المهام الفنية المطلوبة، رافضاً عمل مقارنة بين الكرة في الإمارات والكرة الإيرانية، وقال: لا أملك كل المعلومات عن الكرة في إيران، والتي تجعلني أعقد المقارنة بين الدولتين، كما أن المقارنة بين الدول في كرة القدم أمر غير عملي، لأن لكل مكان طبيعته. ودافع زنجا عن المهاجم الإيطالي لوكا توني أمام انتقادات بعض الصحفيين الإيرانيين، وقال: إذا كان البعض يرى أن لوكا توني لم يقدم المستوى المطلوب، فهذه وجهة نظر أحترمها، لكني أرى أن اللاعب فعل الكثير خلال المباراة، وكان يمكنه تسجيل هدف على الأقل، كما أنه تعرض لبعض العنف من لاعبي سباهان، لكن حكم المباراة لم يمنحه الحماية الكافية، وهو لاعب كبير يحقق الإضافة للفريق منذ انضمامه في فترة الانتقالات الشتوية. وبرر المدرب الإيطالي تراجع مستوى الفريق والاكتفاء بالأدوار الدفاعية في الشوط الثاني، بتعرض اللاعبين لحالة من الإرهاق الشديد، وافتقاد الطاقة اللازمة لمواجهة الهجوم المكثف من لاعبي سباهان، كما تحدث عن نقص خبرة اللاعبين الآسيوية، وقال: كان لاعبو النصر يشاهدون منافسات دوري أبطال آسيا عبر التلفزيون فقط حتى ما قبل مواجهة سباهان، وهم لا يملكون الخبرة الكافية لعمل كل شيء في أول مباراة لهم، كما أننا لا يمكننا اللعب بطريقة مفتوحة تماماً أمام فريق بحجم سباهان على ملعبه، وكان لابد من الالتزام الدفاعي. وأكد زنجا أن مشوار بطولة دوري أبطال آسيا مازال في بدايته، وقال: أمامنا 5 مباريات أخرى تساوي 15 نقطة، ولا يمكن الحكم على كل شيء من جولة واحدة، وسوف نلعب أمام فرق أخرى، ولن تكون كل المباريات أمام سباهان في أصفهان، وستبقى كل المباريات مهمة وصعبة على جميع الفرق، لأن هذه هي طبيعة كرة القدم، ولا يمكن التقليل من شأن فريق، أو تضخيم قدرات فريق آخر، ونحن نحترم كل المنافسين، ولابد من تهنئة فريق سباهان على الفوز في الجولة الأولى. من ناحية اخرى أبدى المهاجم الإيطالي لوكا توني دهشته من الفرصة التي أهدرها في الشوط الأول، حيث لعب الكرة برأسه بجوار القائم، وقال: لا أعرف كيف ضاعت هذه الكرة، فقد لعبت ضربة الرأس وأنا أرى المرمى والمكان الذي أضعها فيه، لكن لا أعرف كيف لم تدخل الشباك، مشيداً بأداء لاعبيه في المباراة، مؤكداً القدرة على تحقيق نتائج أفضل في الجولات التالية. على الجانب الآخر أكد المهاجم العراقي الدولي عماد محمد لاعب سباهان الإيراني أن فوز فريقه على النصر يعتبر نقطة انطلاق مهمة له نحو المنافسة على لقب البطولة هذا الموسم لتعويض الإخفاق في تحقيق ذلك خلال النسخة الماضية، وقال: حقننا الفوز بثلاث نقاط مهمة ومؤثرة في بداية المشوار على حساب فريق عنيد، حيث قدم النصر مباراة جيدة رغم أنها الأولى له في دوري أبطال آسيا في تاريخه. وأضاف لوكا: لعبنا بضغط هجومي كبير من أجل تحقيق الفوز، وحاول المدرب الكرواتي تغيير طريقة اللعب، وتحقق له الهدف بعد التبديلات التي أجراها، بمشاركتي مع محرم نافيديكيا، وكان من الطبيعي أن يسفر الهجوم المستمر على مرمى النصر عن هدف رغم كفاح لاعبي المنافس، الذي يملك مقومات جيدة يستطيع من خلالها تحقيق نتائج أفضل في المباريات المقبلة، كما أن مسيرة سباهان لن تكون سهلة في بقية مشوار البطولة. وأبدى عبد الله موسى حارس النصر رضاه عن مستوى فريق في اللقاء الأول بدوري أبطال آسيا، لكنه عبر عن حزنه لضياع نقاط المباراة، وقال: كان يمكننا تحقيق الفوز في الشوط الأول أو الاحتفاظ بالتعادل على الأقل في نهاية اللقاء، لولا بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت نتيجة الضغط الهجومي المكثف من لاعبي سباهان. وأضاف: تعرضت للإصابة في الظهر مع هدف سباهان، بعد تغيير حركة جسمي بشكل مفاجئ، وكانت لدي ثقة في القدرة على منع مهاجمي سباهان من تسجيل الأهداف، لكن ما حدث أمر وارد في كرة القدم، خاصة أننا واجهنا منافساً قوياً على ملعبه وبين جماهيره، وعندما يأتي الفريق عندنا في دبي نستطيع الحكم على المستوى بشكل أفضل، وسوف نرد الدين للإيرانيين بفوز كبير على ملعبنا، ومازال مشوار البطولة طويلا وبه الكثير من الأشياء التي يمكن أن تحدث. واتفق المدافع بدر ياقوت مع عبد الله موسى، مؤكداً أن زملاءه قدموا مباراة جيدة، خاصة في الشوط الأول، وقال: كنت أشعر وأنا خارج الخطوط بأن فريقنا قادر على عمل نتيجة جيدة، وذلك بعد الأداء القوي في الشوط الأول، لكن نقص الخبرة كان سبباً في التعرض لهدف في الدقائق الأخيرة، وأتمنى أن نحقق الاستفادة من الأخطاء التي ظهرت في المباراة الأولى لتعديل الشكل إلى الأفضل في المباريات المقبلة، خاصة أن “العميد” قادر على دخول سباق المنافسة بقوة على التأهل للدور الثاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©