الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي واحة الثقافة وقبلة الإبداع

أبوظبي واحة الثقافة وقبلة الإبداع
1 يونيو 2008 02:53
عندما نرصد الحراك الثقافي في أبوظبي لابد لنا أن نتمثل مشهداً تعانقت فيه الحضارات فقدمت كل تجلياتها في أنماط الفنون المختلفة، حيث أطلقت الجوائز الكبرى التي تحتفي بالإبداع العربي والعالمي وأقيمت المهرجانات الكبرى والمعارض العالمية والأماسي الشعرية في إطار من الإبداع قل نظيره· أولها كان في 11 مارس الماضي، حيث انطلقت الدورة 18 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب والتي استمرت لستة أيام بمشاركة 430 دار نشر من 41 دولة، منها 150 دار نشر أجنبية، وبمشاركة 86 دار نشر من الإمارات· وعلى أرض المعارض بأبوظبي شهد المعرض أحداثاً مهمة ترسخ الثقافة واهتمام قيادة الدولة، حيث كان توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثانية أهم حدث شهده عشرات المبدعين في مجالات الأدب والفكر، وعلى فروعها التسعة تتوزع قيمة الجائزة التي بلغت 7 ملايين درهم إجمالاً، حيث يمنح الفائز في كل فرع جائزة مالية قدرها 750 ألف درهم وميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة، في حين تبلغ القيمة المادية لجائزة شخصية العام الثقافية مليون درهم· كما أطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مبادرة جديدة تكريساً لأهمية الثقافة المحلية وتبنيها وتطوير علاقة الأدباء الإماراتيين بالمؤسسات الثقافية، وهي مشروع قلم الذي يتجه نحو الإبداعات المحلية وتبنيها طباعة ونشراً وترجمة، وذلك لفتح نافذة على الإبداع المحلي ليتماشى مع ما ينتج من أعمال إبداعية في العالم وليطل القارئ في مختلف دول العالم على المشهد الثقافي في الإمارات· وكان لإعلان جائزة البوكر للرواية العربية الأثر الكبير على الساحة العربية حيث فازت 6 روايات مرشحة اختير لجائزتها الأولى رواية ''واحة الغروب'' للروائي المصري بهاء طاهر· والأسبوع الفرانكفوني الذي انطلق من أرض المعارض كان له حضور للمسة الفرنسية في نشر المعرفة والفن المعاصر وجمالياته، كما كان لمهرجان الموسيقى والفنون الخامس في أبوظبي- الذي أقامته مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ولمدة 11 يوماً في قصر الإمارات بأبوظبي في 22 مارس الماضي والذي استمر حتى 2 أبريل- أثر كبير في تفعيل دور الثقافة العالمية وتمازجها مع الثقافة العربية· وشهد قصر الإمارات بأبوظبي عروض اوركسترا فيلهارمونيك لندن التي قدمت إنجاز العالم في ميدان الموسيقى الكلاسيكية، لموزارت وتشايكوفسكي وجوهانس برامر، كما قدم الإبداع العربي في الغناء الكلاسيكي وليومين متتاليين أيضاً، وكان مسرح البولشوي الروسي واوركسترا الموسيقى الكلاسيكية قد قدم ''بحيرة البجع''، وصدح صوت الأوبرا في حفل قل نظيره لـ''انا نيتريبكو'' و''الينا جارانكا'' و''ايروين سشروت''· أما نصير شمة فكانت له ليلة حالمة، وكذلك لمعزوفة ''الفصول الأربعة'' لفيفالدي التي قدمتها العازفة الكورية سارة شانج· أعلنت في المهرجان الفرانكفوني جائزة سنجور ابن خلدون للترجمة وما صاحبها من محاضرات فكرية وحوارية جادة، حيث كان هذا المهرجان هو الأول من نوعه الذي يعقد في دولة ليست عضواً في الفرانكفونية، وعلى حد تعبير عبدو ضيوف الرئيس السنغالي السابق: إن اختيار أبوظبي تأكيد على أهميتها في تزاوج والتقاء حضارات العالم واحتضانها للفعل الإنساني الخلاق· المهرجان العربي الهندي في ذات الشهر كان الحراك الثقافي في أبوظبي قد تخلل كل مفاصل الحياة بتنوعه، حيث انطلق المهرجان الثقافي العربي الهندي في أبوظبي الذي تضمن أمسيات شعرية وقصصية ومعارض تشكيلية بالتعاون بين اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي ومركز كيرلا الاجتماعي الثقافي الهندي· وشهدت أبوظبي احتفالات ثقافية بالمولد النبوي، وأعلنت جائزة البردة من قبل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في المسرح الوطني بأبوظبي، وتعددت استضافات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للتشكيليين والشعراء والأدباء، فكان عرساً ثقافياً أطلقته الهيئة، مما استدعى ذلك أن تحفز المؤسسات الرسمية الأخرى أن تسهم في تنشيط فاعلية الثقافة مساهمة منها في وضع لمساتها على خارطة المشهد الثقافي النابض بالحياة يوماً بعد آخر· كما استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الشاعر اللبناني محمد توفيق صادق، والشاعر البحريني علي الشرقاوي، والشاعر العالمي الفرانكفوني صلاح ستيتيه في أماس شعرية، واحتفت في 14 يناير أيضاً بمعرض الحرف اليدوية اليابانية، وفي الخامس عشر من يناير أطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مسابقة السيناريو ضمن مسابقة أفلام من الإمارات، وفي الـ20 منه وبالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وجامعة زايد أقيم معرض التصوير الصحفي الذي قدمته طالبات جامعة زايد حيث عرض 90 عملاً فوتوغرافياً· وفي الـ27 من يناير انطلقت مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، وهي مسابقة تنظمها سنوياً هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حيث أسهم في دورة عام 2008 حوالي 461 مصوراً فوتوغرافياً إماراتياً وخليجياً· مسابقة الأفلام كان لمسابقة أفلام من الإمارات التي تقيمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث فعلها في إبراز طاقات الشباب الإماراتي والخليجي في ميدان السينما، إذ أطلقت الجوائز ووزعت على مستحقيها، ومن أجل انفتاح هذه المسابقة على تقنيات سينما العالم قررت الهيئة دمج هذه المسابقة بمهرجان الشرق الأوسط للسينما في أبوظبي في دورتها الجديدة لتتعمق وتعم الفائدة من تلاقح الثقافة السينمائية المحلية والعربية والعالمية· كنوز بيكاسو لا يتوقف الحراك الثقافي في أبوظبي إلا ليتأمل المشهد الإبداعي العربي والعالمي ليستضيفه هنا على أرض تلاقح الحضارات واحترام الموروث الإنساني والعربي، ولذا فإن كنوز بيكاسو لابد أن تأتي لأبوظبي لتحتفي بالإبداع العالمي والذي استضافت فيه العاصمة هذا التاريخ الفني الذي تشكل منذ عام 1901 حتى 1972 فاستضافته أبوظبي في 27 مايو الماضي والذي سيستمر حتى 4 سبتمبر·· في قصر الإمارات· إبداع شامل، ورؤية ثاقبة، وتأمل هادئ، وثقافة موروثية رصينة، وتطلع مستقبلي أكثر انفتاحاً على العالم تشهده أبوظبي في مشهدها الثقافي خلال عام ··2008 والذي سيستمر في وتيرة متصاعدة قل نظيرها في الأيام الثقافية القادمة التي ستشهدها العاصمة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©