السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إخلاء الغوطة الشرقية مستمر.. وعقدة «دوما» تتفكك

إخلاء الغوطة الشرقية مستمر.. وعقدة «دوما» تتفكك
31 مارس 2018 10:10
عواصم (الاتحاد، وكالات) تواصلت عمليات إجلاء المدنيين والمسلحين من الغوطة الشرقية قرب دمشق، أمس، وسط تضارب في المعلومات حول إخلاء دوما بين الجيش الروسي الذي أعلن التوصل لاتفاق بهذا الشأن، و«جيش الإسلام» المعارض الذي نفى التوصل إلى أي اتفاق حول المدينة، مع تأكيده في الوقت نفسه أن المفاوضات مستمرة مع الجانب الروسي. وكانت روسيا توصلت تباعاً إلى اتفاقين مع فصيلي حركة «أحرار الشام» في حرستا، و«فيلق الرحمن» جنوب الغوطة الشرقية، تم بموجبهما إجلاء أكثر من 36 ألف شخص إلى منطقة إدلب (شمال غرب سوريا). ودخلت أمس لليوم السابع على التوالي حافلات إلى مدينة عربين (جنوب الغوطة) لاستكمال عملية الإجلاء من عربين وزملكا وعين ترما، بالإضافة إلى حي جوبر. وأفادت «وكالة الأنباء السورية» بتجهيز 75 حافلة تقل 3614 شخصاً، بينهم 999 مسلحاً لنقلهم إلى إدلب. وتمهد عمليات الإجلاء، الطريق أمام قوات الأسد لاستكمال انتشارها في الغوطة الشرقية، حيث باتت تسيطر على أكثر من تسعين في المئة منها، إثر هجوم عنيف بدأته 18 فبراير الماضي. لكن مصير دوما كبرى مدن الغوطة لم يحسم بعد. وأعلن المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي، خلال مؤتمر صحفي، التوصل إلى اتفاق مع قادة الفصائل المسلحة لخروج مقاتليها وأفراد عائلاتهم من المدينة في مستقبل قريب. وأكدت وزارة الدفاع الروسية خروج أكثر من 143 ألف شخص من الغوطة الشرقية منذ بدء عمل الممر الإنساني. وقالت إن مركز المصالحة يجري مفاوضات مع مسلحي «جيش الإسلام» لخروجهم مع عائلاتهم. وأوردت وكالة «سانا» معلومات عن قرب التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج مسلحي «جيش الإسلام» من دوما إلى إدلب. وأفادت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بأن الحكومة أمهلت مقاتلي «جيش الإسلام» 72 ساعة لمغادرة المنطقة. لكن الناطق العسكري باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار، قال «إن المفاوضات جارية للبقاء في المنطقة.. ولم نصل لاتفاق بعد»، وأضاف «نرفض الخروج والتهجير جملة وتفصيلاً، وهذا مطلب أساسي في المفاوضات». فيما قال محمد علوش المسؤول السياسي بالحركة، «إن المحادثات بشأن دوماً تسير في الاتجاه الصحيح، وإن الفرص للاتفاق تصبح أقوى يوماً بعد آخر». ونفى المرصد السوري لحقوق الإنسان ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية عن التوصل لاتفاق نهائي مع الجماعات المعارضة السورية في دوما، لكنه أشار إلى أن المفاوضات وصلت لمراحل متقدمة. ونقل عن مصادر وصفها بالموثوقة، «إن متفاوضين من جيش الإسلام والجانب الروسي، واصلوا التباحث والتفاوض حول الأسلحة الثقيلة، والتي تعد نقطة عالقة». من جهة ثانية، حذرت هيئة الأركان الروسية من أن قصف التحالف الدولي للرقة شمال سوريا، أدى إلى تدمير بناها التحتية بالكامل. وذكرت أنه عاد إلى المدينة المنكوبة نحو 100 ألف شخص حتى الآن، لكن وفقاً لبيانات دائرة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يبقى الوضع الإنساني هناك كارثياً، إذ إن المدنيين الموجودين لا يمكنهم الحصول على الخدمات الاجتماعية والبلدية. وأضافت أنه لا يعمل في المدينة سوى مستشفى واحد ودار توليد واحدة، في ظل تعطل شبكات المياه، ناهيك عن النقص الحاد في مياه الشرب، ما يضطر السكان لأخذ المياه من نهر الفرات، وهو ما يزيد احتمال انتشار الأمراض السارية والأوبئة. وذكّرت أنه لم يتم حتى الآن تطهير المدينة من المواد المتفجرة والقنابل وأنه يتم يومياً تسجيل 25 حالة لتعرض المدنيين لانفجار القنابل والألغام والعبوات الناسفة. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إلى أن الجانب الأميركي لا يقوم بأي إجراءات فعالة من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وتطبيع الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرته التي تم تحريرها من «داعش»، بما فيها الرقة والتنف وغيرها. وعلى مسار آخر، رفضت تركيا أمس أي وساطة فرنسية بينها وبين «قوات سوريا الديمقراطية» (التحالف الذي تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية) التي استهدفتها بحملة مشتركة للقوات التركية، و«الجيش السوري الحر» في عفرين بريف حلب، وهددت بمطاردتها وأي قوات كردية أخرى مصنفة بأنها «إرهابية» في منبج ومناطق أخرى في سوريا، وفي سنجار داخل أراضي العراق. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أعرب خلال لقائه وفداً من «قوات سوريا الديموقراطية» في باريس عن أمله في إقامة حوار بين قوات سوريا الديموقراطية وتركيا، بمساعدة فرنسا والمجتمع الدولي، إلا أن تركيا رفضت ذلك بشكل مطلق، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان «إنه حزين جداً لموقف فرنسا الخاطئ تماماً». وأضاف في خطاب حاد اللهجة «من أنتم لي تتحدثوا عن وساطة بين تركيا ومنظمة إرهابية؟..لا نحتاج إلى وساطة..ومنذ متى تجلس تركيا على طاولة مع منظمة إرهابية؟». وأكد إردوغان أن تركيا بدأت عمليات لتطهير مناطق عين العرب وراس العين وتل أبيض في سوريا من المسلحين حتى الحدود العراقية التي قد تخترقها لطرد المسلحين منها أيضا، وقال، «قد ندخل سنجار في العراق في أي وقت، وعازمون على طرد المسلحين من هناك وإنهاء أنشطتهم بشكل كامل»، لكنه أضاف«إن أنقرة لا تعتزم إيذاء جنود من دول حليفة متمركزة في المنطقة، لكنها لن تسمح للمسلحين بالتحرك بحرية». وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالي: نرفض أي جهد يهدف إلى تشجيع حوار أو اتصالات أو وساطة بين تركيا وهذه المجموعات الإرهابية». وأضاف«إن هذه الجماعات تسعى إلى إضفاء الشرعية على نفسها، وبدلاً من اتخاذ إجراءات من شأنها أن تترجم على أنها إضفاء الشرعية على المنظمات الإرهابية، على الدول التي نعتبرها صديقة وحليفة أن تتخذ موقفا حازما ضد الإرهاب بكل أشكاله». معتبراً أن الأسماء المختلفة والمتنوعة لا يمكن أن تخفي الهوية الحقيقية لمنظمة إرهابية. وتبنى نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ خطا اكثر تشددا وانتقد فرنسا وحذر من أن تركيا ستراقب أي بلد يتعاون مع«الإرهابيين». وقال«إن تطمين فرنسا لمنظمات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية المرأة الكردية، الإرهابية بتقديم الدعم لها هو تعاون وتضامن واضح مع جماعات إرهابية تهاجم تركيا». وقال وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو،«ليس من الممكن القول إن بلداً يستقبل وحدات حماية الشعب الكردية في الإليزيه ليس منحازا..انتم في صف واحد مع الإرهابيين». في المقابل، صرحت المسؤولة الكردية اسيا عبد الله عقب لقائها مع ماكرون أن فرنسا تخطط لإرسال قوات فرنسية جديدة لمنبج التي تهدد تركيا بتوسيع حملتها للوصول إليها، وأضافت«سيتم تعزيز التعاون». وقال عضو آخر في حزب الاتحاد الديمقراطي في باريس إن ماكرون تعهد بإرسال المزيد من القوات إلى شمال سوريا وتقديم مساعدات إنسانية والسعي لحل دبلوماسي. وقال خالد عيسى العضو بوحدات حماية الشعب الكردية الذي يمثل منطقة شمال سوريا في باريس، إن ماكرون تعهد بإرسال مزيد من القوات إلى المنطقة وتقديم المساعدات الإنسانية والضغط من أجل التوصل لحل دبلوماسي للصراع. وأضاف«ستكون هناك تعزيزات للمساعدة في تأمين المنطقة من هجمات داعش أو منع عدوان خارجي... إنها رسالة مفادها أن على المتشددين في أنقرة التوقف عن هذا التحرك غير المسؤول». إلا أن مكتب ماكرون ذكر أن فرنسا لا تخطط لعملية عسكرية جديدة شمال سوريا خارج إطار التحالف الدولي ضد «داعش». وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية، إن بلاده تشارك الولايات المتحدة رأيها في أن الهجوم العسكري التركي على منبج غير مقبول، وأضاف«على الصعيد العسكري، ستواصل فرنسا محاربة داعش مع قوات سوريا الديمقراطية، وباريس تلمس خطر عودة تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، لكن لا تتوقع فرنسا أي عملية عسكرية جديدة على الأرض خارج عمليات التحالف». فيما حذر بوزداغ من أن من يعملون مع الجماعات الإرهابية يصبحون هدفا لتركيا، وقال انه يأمل في ألا تقوم فرنسا بمثل هذه«الخطوة الطائشة». وقالت«قوات سوريا الديمقراطية» أيضا إنها لم تُبلغ بأي خطة لانسحاب القوات الأميركية التي تعمل في سوريا ضمن التحالف الدولي ضد«داعش»، وقال المتحدث باسمها كينو جابرييل بعد ساعات من تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا قريبا جدا:«لا يزال عملنا وتنسيقنا مستمرا في إطار برنامج الدعم والعمليات المشتركة في جميع المناطق». وعندما سئلت إن كانت الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت إنها ليست على علم بأي خطة من هذا النوع. وسئل المتحدث باسم التحالف إن كانت القوات الأميركية تلقت إخطارا بقرار للانسحاب أو تستعد لتنفيذ ذلك فأجاب بأنه لن يعقب على أي عمليات مستقبلية. وقال الكولونيل رايان ديلون«إن تنظيم داعش لا يزال يسيطر على أراض في منطقتين بسوريا قرب هجين على نهر الفرات وفي دشيشة قرب الحدود مع العراق. وذكر أنه جرى تقليص عمليات التحالف الهجومية بسبب الأحداث شمال غرب سوريا، حيث تتصدى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب لتوغل تركي يستهدف الوحدات في عفرين. وقال، «التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يواصلان البحث عن فرص لاستغلال نقاط داعش وتنفيذ ضربات ضد من تبقوا من الإرهابيين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©