الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد خان: أنا مصري بالدم لا بالأوراق

محمد خان: أنا مصري بالدم لا بالأوراق
1 يونيو 2008 01:56
أصر المخرج محمد خان على أن يعمل ما يحب فأصبح ''حريف'' السينما المصرية عندما وضع القاهرة على شريط السينما وكأننا لم نرها من قبل في أي فيلم· عينه ترى زوايا وأماكن قد لا تستوقفنا وأبطاله المفضلون من سكان الأزقة والحواري والريف فهو المخرج المغامر الذي يعشق تصوير الأماكن ولكنه يؤكد انتماءه وانحيازه للبشر· ملامح محمد خان لا تنعكس على ''المرآة'' بل على شريط سينمائي أو مسلسل تليفزيوني أو عبر فيلم ''ديجيتال'' أو حتى من خلال إعلان تجاري يعتبره جزءاً من ابداعه ولا يخجل منه· هذه الثقة والاعتزاز بالنفس جزء من ملامحه ولا تتناقض مع شعوره بعدم الأمان الذي يلازمه في أغلب فترات حياته· ويبرر ذلك قائلا: قد يكون انحداري من ''خليط'' هو الذي خلق لدي هذا الإحساس، ولا أعتقد ان الانتماء يكون للأرض وإنما للبشر، فحتى لو كان هناك مصري مئة بالمئة ولا يريده البشر من حوله فإنه لن يشعر بالانتماء للأرض· أنتمي تماما للناس من حولي لكنني لا استطيع أن أقاوم هذا الشعور الخفي بعدم الأمان· ولد محمد خان في حي السكاكيني بالقاهرة لأب باكستاني يعمل تاجرا ترك بلده وعمره 21 عاما وأم ايطالية مولودة بمصر، ونشأ كطفل وحيد، وتعلم في المدارس المصرية الحكومية· وعن هذه المرحلة يقول: ''أنا مصري جدا'' و''كنت اركب الترام والعب بالصناديق ذات العجل من اغطية الكازوزة''· وعندما كبرت قليلا ذهبت للمرة الأولى بمفردي الى السينما ''سينما مصر'' بشارع الجيش وسُرقت مني الساعة· كنت على احتكاك بأهل المدينة التي اعيش فيها، وهذه الشخصيات التي تضمها افلامي جزء من المدينة التي أعبر عنها، ويرجع الفضل لوالدي في نشأتي المصرية فلم يحاول ان يربطني بجذوري الباكستانية· قبل ان يتم المرحلة الثانوية سافر خان الى لندن، وهناك حصل على شهادة الثانوية الانجليزية ثم التحق بمعهد لتعليم تكنيك الافلام، وعاد بعد أن أرسل له صديق صباه وجاره ''سعيد شيمي'' الذي عاش معه أحلامه السينمائية يبلغه بفرصة عمل في احدى شركات الانتاج، وخلال تلك الفترة قام بعدة تجارب فنية مع سعيد شيمي لتصوير افلام قصيرة بكاميرا 8 ملليمترات· ويعترف خان بأن افلامه تحمل جزءا من ملامحه ويقول: قدمت أول افلامي الطويلة كمخرج وعمري 31 عاما، أي ان تجربتي في الحياة تعكس حوالي 25 سنة الى جانب الحرفة والخبرة التي اكتسبتها من مشاهدتي لأكثر من 5 آلاف فيلم اثناء وجودي في لندن في فترة الستينيات من القرن الماضي، ولذلك عندما اخرج فيلما تظهر بشكل عفوي أشياء من حياتي وتجاربي الخاصة· رصيده الفني 22 فيلما روائيا قدم خلالها نماذج غير مسبوقه لأبطال لم تلتفت اليهم السينما من قبل منها ''ضربة شمس'' لمصور فوتوغرافي، و''طائر على الطريق'' لسائق سيارة بين المحافظات، و''موعد على العشاء'' لعامل في محل كوافير للسيدات، و''مستر كاراتيه'' لعامل في جراج، و''أحلام هند وكاميليا'' لخادمات· وبنفس المهارة قدم ''السادات'' الفلاح المصري الذي أصبح رئيس جمهورية وأخيرا ''في شقة مصر الجديدة''· واقتحم خان مجال ''الديجيتال'' بفيلمه ''كليفتي'' أول فيلم مصري يتم تصويره عن طريق التقنية الرقمية ''الديجيتال'' عام ·2003 وبسبب ولعه بالمغامرة قدم عدة تجارب مهمة في مجال الأفلام القصيرة بلغت 11 فيلما بدأها عام 1963 بفيلم ''ضائع'' ثم ''الهرم'' و''البطيخة'' والذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية، وآخرها ''البيت الكبير'' عام 2000 الى جانب بعض الأعمال التليفزيونية منها: ''المخرج عاوز كدة'' و''وجه القمر'' وفوازير ''فرح فرح''· لا يحب خان الحديث عن حياته الخاصة كثيرا لكنه يقول: السينما هي حياتي، ومتعتي في الحياة· وأحب أن اقدم سينما عن اشخاص حقيقيين معظمهم صادقتهم في حياتي وسكنت ملامحهم بداخلي، ولذلك تجد كثيرا من المشاهد عشتها وشاهدتها· تزوج خان ثلاث مرات آخرها زواجه الحالي من السيناريست الشابة وسام سليمان التي كتبت سيناريو فيلميه الأخيرين ''بنات وسط البلد'' و''شقة مصر الجديدة'' لتصبح شريكته في العمل والحياة· وهو يحترم المرأة بصورة كبيرة وينعكس ذلك في معظم أفلامه حيث ينتصر لها ويصور مدى كفاحها وتحملها، وهي غالبا امرأة قوية حتى لو قهرتها الظروف· وعن احلامه ومشاريعه المقبلة يقول: ''ستانلي'' هو الفيلم الذي اسعى حاليا لتنفيذه، وبطل الفيلم سكندري ترك المدينة وهو في السابعة عشرة من عمره، يركب سفينة وينتهي به الترحال ليصبح قاتلا مأجورا في منظمة مجهولة ثم يعود الى الاسكندرية ليرى اسرته ويسترجع علاقاته القديمة، وقد رشحت الفنان محمود عبد العزيز لبطولته· وعن شعوره تجاه عدم حصوله على الجنسية المصرية حتى الآن قال: لم يحدث رفض رسمي لمنحي الجنسية المصرية· أشعر بأنني مصري لانتمائي للمكان الذي ولدت وكبرت وعشت فيه ولانتمائي للبشر من حولي، وآخر مرة جددت رغبتي في الحصول على الجنسية كانت عند تسلمي وسام الفنون من الرئيس حسني مبارك بعد فيلم ''السادات''، وحاليا بعد هذه السن أشعر بانها اذا جاءت تكون ''خير وبركة'' واذا لم تأت فيكفي شعوري بالانتماء لهذا البلد وناسه·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©