الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشباب والصيف ثرثرة على المقاهي

الشباب والصيف ثرثرة على المقاهي
1 يونيو 2008 01:53
انقضت السنة الدراسية والعطلة الصيفية على الأبواب، أي أننا أمام أكثر من ستين يوما من الفراغ والوقت الضائع، فماذا يفعل الشباب في أوقات فراغهم وكيف يقضونها خلال العطلة؟ بعض الشباب يستغلها لقضاء أوقات سعيدة مميزة بين أهاليهم وأصدقائهم فتنقضي سريعا، وبعضهم الآخر لا يشبع منها، بل لا يشعر ولا يستمتع بها لأنه لا يستغلها في شيء على الإطلاق سوى لعب الورق وتدخين النارجيلة مع صحبة لا تقيم وزناً للوقت· وبين هذا وذاك ثمة شبان يسافرون لقضاء الإجازة خارج الدولة ويستمتعون بأوقاتهم في مشاهدة الثقافات المختلفة، وعيش مغامرات فريدة· على أية حال، هذه هي الدنيا، والناس ليسوا على حال واحد، وهو ما نلمسه فيما جاء على ألسنة عدد من الشباب الذين التقيناهم فعبّروا عن نظرتهم للإجازة كلٌ على طريقته· ماذا نفعل؟ يقول سعيد محمود، 16 عاما: ''ماذا نفعل في العطلة الصيفية، الجوّ في الخارج شديد الحرارة، ولا توجد أندية للترفيه والتسلية المفيدة، فأين نذهب؟ نحن مضطرون لارتياد المراكز التجارية رغم معارضة الأهل، فهي المكان الوحيد لمقابلة الأصدقاء وقضاء الوقت وتبادل الأحاديث''· ويتكرر السؤال نفسه على لسان الشاب عبد الرحمن الزرعوني: ''كيف تريدون أن يقضي الواحد منا وقت فراغه في الصيف؟ وماذا نفعل؟''· ليضيف: ''لا يوجد شيء نفعله سوى النوم في النهار، والانطلاق في الليل إلى المراكز التجارية، أو في السيارات، أو ارتياد البحر، لا توجد لدينا خيارات كثيرة لقضاء الوقت والاستفادة منه''· وفي أحد مقاهي ''الشيشة'' كان يجلس محسن سامي، 21 عاما، وهو طالب في إحدى جامعات الدولة، يقول: ''هنا ألتقي أصدقائي معظم ليالي الصيف ندخن ''النارجيلة'' معا، ونلعب الطاولة أو الورق· ومع أن والدي يشجعني على القراءة وينصحني بها إلا أنني لا أفضلها· لقد مللت الكتب والمقررات، كما أنني كلما بدأت القراءة شعرت بالنعاس الشديد''· أما راشد محمد فلديه الكثير مما يفعله في الإجازة، يقول: ''أنا أقضي جزءا من العطلة الصيفية في السفر، واكتشاف أماكن جديدة من العالم برفقة بعض الأصدقاء، وكذلك في ممارسة بعض الهوايات الرياضية مثل الفروسية ورحلات الصيد في البحر، بالإضافة إلى القراءة، وهي عادات جيدة تحقق لي الراحة النفسية وتجدد حياتي وتعيد إلي صفاء عقلي وروحي''· أمام التلفزيون أما حنين عيّاد فتحب أن تقضي ''الكثير من الوقت في مشاهدة التلفاز، وسماع الأغاني الخفيفة، بالإضافة إلى الحديث مع الصديقات على الهاتف، فنحن البنات مولعات بالثرثرة''· بينما تقضي صديقتها سراب يومها بين القراءة ومشاهدة التلفاز، تقول: ''اقضي نصف النهار في القراءة والمطالعة، لا سيما الروايات البوليسية والروايات الرومانسية التي تنمي الخيال والعاطفة فأنا أحبها كثيرا، أما بالنسبة للزيارات والمراكز التجارية فأنا لا أحبذها لأنها تضييع للوقت بلا فائدة، كذلك أحب مشاهدة التلفزيون وخاصة البرامج الثقافية والعلمية فهي تشبع رغبتي وفضولي في معرفة ما يجري في العالم''· أما برامج ندى ياسين في العطلة الصيفية فهي مختلفة: ''لقد سجلت في مركز لتعليم اللغات، أواظب فيه على التواجد لمدة ساعتين يوميا أطوّر فيها لغتي الانجليزية، بالإضافة إلى مساعدة والدتي في الأعمال المنزلية وتعلّم طهو الطعام''· مقاهي الإنترنت في مقهى للإنترنت بأحد الأسواق التجارية، قال عدد من الشباب، بينهم أحمد يوسف، 17 سنة وسمير صدقي، 18 سنة: ''هنا نقضي أوقات فراغنا في الصيف، نقوم بالدردشة ونكتشف مواقع جديدة، ونبحث عن أي شيء يدور في مخيلتنا ونجده· لقد اعتدنا على ذلك ولا توجد لدينا هوايات أخرى فنحن نقضي في ذلك أكثر من أربع ساعات يوميا''· وهذا ما تفعله بعض البنات أيضا ولكن على شاشة الكمبيوتر في المنزل، تقول لينا: ''أقضي وبعض صديقاتي في سوريا الكثير من الوقت في الدردشة والتواصل على ''النت'' في المنزل إذ أنني أشتاق لهم ولا أستطيع السفر سنويا، فأراهم بواسطة الكاميرا ويرونني وكأننا معا، كما أنها فرصة للتعارف والدردشة مع أصدقاء جدد من خلال منتديات الانترنت''· من جانبه يوجه عبد المجيد حوّاس، مرشد اجتماعي في إحدى مدارس الدولة، الشباب إلى بعض الهوايات والبرامج التي يمكنهم ممارستها وتنميتها خلال العطلة الصيفية منها: تلقي دروس معينة، أو قراءة كتب في فنون التعامل مع الآخرين، وفن اكتساب الأصدقاء وغيرها من الفنون التي تنمي الشخصية، وحبذا لو تتوفر للشباب دورات في شتى المجالات العلمية والاجتماعية خاصة في برمجة الوقت، وتطوير الذات تشتمل على موضوع مفتوح للحوار والمناقشة بين المشاركين لأن صيغة الحوار والنقاش الحر تلقى ميلاً لدى الشباب أكثر من التلقين والنصائح المباشرة·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©