الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دومينيك جزار الديوك

دومينيك جزار الديوك
1 يونيو 2008 01:20
مساء الحادي عشر من يوليو 2004 عاش ريمون دومينيك لحظات لن ينساها في حياته، قرينته الصحفية ايستيل دوني أنجبت له طفلته الاولى ''فيكتوار'' (انتصار)، وتبلغ في الليلة ذاتها خبر تعيينه مدرباً للمنتخب الفرنسي الأول لكرة القدم لينطلق مشواره مع ''الديوك'' خلفاً لجاك سانتيني الذي خيب الآمال في كأس أوروبا 2004 بعد سنتين من النجاح الذي حققه مع منتخب فرنسا بإيصالها الى نهائي مونديال ألمانيا 2006 لم يعد الفرنسيون ينظرون بحذر وارتياب الى المدرب دومينيك، فأصبح الأخير يتحدث من موقع قوة رغم قرارات صاخبة اتخذها في اختياره تشكيلة اللاعبين المشاركة في كأس أوروبا ·2008 لم يتردد دومينيك بعد قدومه عام 2004 في اتخاذ قرارات مدوية خصوصاً إثر مسيرة متذبذبة في تصفيات مونديال 2006 جعلته يعيد استدعاء المعتزلين زين الدين زيدان وليليان تورام وكلود ماكيليلي لإنقاذ فرنسا، فكان له ما أراد وتأهلت فرنسا من دون ان تكون مرشحة للفوز الى النهائيات، حيث حققت مفاجآت كبرى منها إخراج البرازيل البطلة الخماسية قبل أن تسقط بركلات الترجيح في النهائي امام ايطاليا· خرج دومينيك قوياً من المونديال، ماحياً صورة المدرب الضعيف الخالي سجله من الالقاب، وتابع مشواره بنجاح في بداية التصفيات عندما أسقط ابطال العالم 3-1 بضربة معلم معتمداً على سيدني جوفو الذي سجل ثنائية، وقاد الفرنسيين بنجاح الى النمسا وسويسرا ليصبح اول مدرب يقود فرنسا من التصفيات الى بطولتين كبيرتين على التوالي· لقد عاش دومينيك (56 عاماً) دوامة المواجهة الايطالية في السنتين الاخيرتين، فبعد نهائي المونديال ومواجهتين في التصفيات، ها هو يعود لمقابلة الـ''سكوادرا اتسورا'' في ختام الدور الاول من المجموعة الثالثة الحديدية يوم السابع عشر من يونيو المقبل في مدينة زيوريخ السويسرية بعد مواجهتي رومانيا وهولندا· لم يقتصر صراع دومينيك-ايطاليا على الجانب الرياضي فقط، بل تخطاه ليدخل في مجال الاستفزاز المتبادل او التصاريح الخارجة عن السيطرة، فاتهم الطليان مرة بـ''شراء حكم المباراة'' في لقاء بين منتخبي فرنسا وايطاليا للشباب عام 1999 ما استدعى ردا قاسيا عليه من جيرانه الايطاليين وايقافا سريعا من الاتحاد الاوروبي له في مباراة الاياب في ميلانو· لكن مرة جديدة ومن مدرجات المنصة الرئيسية قام المدرب الشائب بإشراك لاسانا ديارا في مركز الظهير الايمن بدلا من ويلي سانيول المصاب، فأبدع الاول وساهم في تحقيق نقطة ثمينة للفرنسيين (صفر-صفر)· اكتسب دومينيك اثناء عمله مع منتخـــب الشبــــاب لمـــدة طويــــلة (1993-2004) خبرة كبيرة مع الاسماء التي اصبحت اليوم العمود الفقري للمنتخب الاول، مستفيداً من علاقته مع ''والده الروحي'' ايميه جاكيه الذي قاد فرنسا لإحراز لقبها الوحيد في المونديال عام ·1998 زج دومينيك بأسماء شابة في المنتخب الاول ''الختيار'' فهو من سمى كريم بنزيمة وجيريمي تولالان وسمير نصري ولاسانا ديارا وفرانسوا كلير الذين سيشاركون في اوروبا 2008 في حين لم تكن لائحة الـ23 كافية لحاتم بن عرفة وباكاري سانيا وابو ديابي وماتيو فلاميني وجيبريل سيسيه· لم يكن دومينيك محبوباً من معظم اللاعبين او الاعلاميين، ففي جانب من شخصيته يمتاز بانطوائية سلبية احيانا، كان اهم ضحاياها هداف نادي يوفنتوس تورينو الايطالي دافيد تريزيجيه المرعب مع فريقه والهزيل مع الـ''زرق''، فاستبعده المدرب ''المستبد'' حتى من التشكيلة الاولية، معيدا بذلك ذكرى معلمه جاكيه الذي استبعد اريك كانتونا ودافيد جينولا في العقد الماضي· لقد فضل دومينيك على تريزيجيه المهاجمين تييري هنري ونيكولا انيلكا وبنزيمة والمفاجأة الكبرى بافيتيمبي جوميس (22 عاما) مهاجم سانت اتيان الذي اقتنص مقعد سيسيه في الساعات الاخيرة اثر هدفيه الرائعين في مرمى الاكوادور وديا الاسبوع الحالي، لكن دومينيك اقر بعد ابعاده 7 لاعبين مقلصا تشكيلته الى 23 لاعبا انها كانت ''اوسخ لحظة في مسيرتي'' نظرا لصعوبة موقفه· صحيح ان خبرة دومينيك مع منتخب الشباب غنية، لكنه لم يكن نجما كبيرا في منتخب بلاده عندما كان لاعبا فلبس قميص فرنسا 8 مرات فقط وأحرز كأس فرنسا (1973) مع نادي مدينته ليون حيث كان يشارك في مركز الظهير ويعرف بـ''مكسر السيقان'' نظرا لشراسته الدفاعية وعدم شفقته على المهاجمين، ثم أحرز لقب الدوري مع ستراسبورج (1979) وبوردو (1984)· لم ينتقل دومينيك مباشرة الى التدريب، فأصبح لاعبا مدربا مع نادي مولوز، ثم قاد ليون الى بطولة الدرجة الثانية (1989) ودربه لمدة 5 سنوات بطلب ملح من الرئيس الحالي جان ميشيل اولاس، قبل أن يشرف على منتخب تحت 21 سنة فكانت افضل انجازاته الوصول الى نهائي بطولة اوروبا ·2002 محطة اوروبا 2008 ستكون اساسية لدومينيك اذا ما اراد اللحاق بأهم المدربين في تاريخ فرنسا مثل جاكيه وميشيل هيدالجو وروجيه لومير·
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©