الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرف نوم حالمة.. ترفل بعناصر الراحة والهدوء والحياة الهانئة

غرف نوم حالمة.. ترفل بعناصر الراحة والهدوء والحياة الهانئة
17 مارس 2014 22:08
خولة علي (دبي) - قد يجد البعض شيئاً من الصعوبة في عملية انتقاء غرف نوم تحقق لهم الراحة والهدوء والحياة الهانئة بين أحضانها، نظرا لكونهم يركضون خلف أهوائهم وميولهم، متجاهلين الأصول الصحيحة في عملية تصميم غرف النوم، مما يجد المرء نفسه في بيئة سلبية غير محببة. فغرف النوم لابد أن تجهز وتصمم، بحيث تتحول إلى مساحة تحقق للمرء نوعاً من الراحة والاسترخاء قبل أن يدوس بقدميه عتبة الباب، ويجد نفسه فيها محاطاً بقدر من الخصوصية، والعزلة التي يحتاج إليها المرء، فلابد من النظر إلى جوانب هامة ليتحقق الهدف من هذه الغرف، وهي ساعات نوم هانئة حتى نبدأ اليوم أكثر نشاطاً وحيوية.. فكيف يمكن أن نحقق ذلك..؟ في لقائنا مع المنسقة ابتسام أحمد، أشارت في بداية حديثها إلى أهمية غرف النوم في خارطة البناء، موضحة أنها الإطار الذي يتمتع فيه المرء بخصوصيته، وعالمه الذي يستمد منه راحته ونشاطه، فهي أيضا تعتبر انعكاسا حقيقياً لشخصية صاحبها التي نجدها حاضرة في كل جزء من المكان. فكل قطعة منها إنما تحمل في باطنها مدلولات لها أهمية في نفس وشخصية صاحب الغرفة. كل شخصية لها نمطها وأسلوبها المعين في الحياة، ويفضل أن يمارس الفرد نشاطه بطريقته الخاصة وعلى طبيعته، وبغض النظر عن كون غرف النوم مساحة مخصصة للاسترخاء والراحة إلا أنها قد تكون في أحيان كثيرة ملاذاً للكثيرين ليختلوا بأنفسهم في مزاولة نشاط يمارسونه كالقراءة والكتابة ونحوهما من الهوايات، في أجواء أحيطت بمعاني ومفاهيم الراحة لتكون الأجواء فيها أكثر من مجرد مكان للنوم. لوحة فنية متكاملة ولتحقيق الأجواء المناسبة التي تحوّل فراغ غرف النوم، إلى فراغ مفعم بالراحة والهدوء، تقول ابتسام أحمد: لابد من خلق لوحة فنية متكاملة ومتماثلة بين عناصر التصميم الداخلي، سواء الجدران وألوانها أو مظهر السقوف وغطاء الأرضيات وتوزيع الإضاءة، وكل هذا إنما يحتاج إلى مخطط دقيق ودراسة جيدة لتجنب أي أخطاء أو نتيجة غير مرغوب فيها. موضحة أن غرف النوم كما أشرنا مسبقاً، محطة يجب أن تتوافر فيها كل معاني الراحة والهدوء، فهي الفراغ الذي عادة ما يلجأ إليه المرء للاسترخاء والانقطاع التام عن العالم الخارجي، فلابد من أن تكون هذه الغرف بعيدة نوعاً ما عن فراغات المنزل التي تدار فيها الأنشطة وتصدر منها الأصوات كغرفة المعيشة أو محطة استقبال الضيوف، وبعيدة أيضاً عن غرف نوم الأطفال، التي عادة ما تكون متعددة النشاطات بحيث يلهو الطفل فيها مما يصدر إزعاجاً للغرف المجاورة لها. فلابد من أن تكون غرف النوم مدعمة بعوازل ضد الأصوات في الجدران، وقت البناء، أو أن تكون بعيدة نوعاً ما عن الفراغات الأخرى في خارطة البناء أو ربما التقليل من النوافذ خصوصاً إذا كان البيت يقع على الطريق العام حتى لا يشكل إزعاجاً حقيقياً يصعب علاجه، ولكن يمكن التقليل منه بعمل حواجز من النباتات في الحديقة التي تعمل على امتصاص الضوضاء. هنا سنضمن قدراً من الهدوء الذي لابد أن يتوافر في فراغ غرف النوم، من واقع اختيار المكان. قطع بسيطة وعملية والخطوة الأخرى هي عملية انتقاء الأثاث، حيث تشير ابتسام أحمد قائلة: «لابد أن يدرك المرء أهمية البحث عن المنتج الجيد ذي المتانة والجودة العالية حتى يضمن احتفاظه بمظهره وألوانه، وأن يكون مؤدياً لوظيفته بشكل جيد ومريح لفترات ومدة زمنية طويلة، دون الحاجة إلى صيانته أو استبداله. والنوعية الجيدة بلاشك مرتبطة بالقيمة والتكلفة العالية لها، في حين أن بعض قطع الأثاث التي سرعان ما تتهالك وتفقد بريقها تباع بأسعار زهيدة. فلابد أن يسعى المرء في البحث عن المنتج الجيد حتى يضمن تحقيق الغاية من استخدامها ووظيفتها في المنزل لتعيش فترة طويلة أو حتى تحقق الراحة لمستخدميها. كما يفضل أن تكون قطع الأثاث بسيطة وبعيدة نوعاً ما عن التركيب المعقد المبالغ في شكله ومظهره، وتفضل دائما القطع البسيطة والعملية لتحقق الراحة وتجلب الهدوء الذي يبحث عنه المرء في الفراغ الذي يمكث فيه ساعات طويلة. التصميم المناسب وتلفت ابتسام أحمد موضحة: «ربما الكثيرون يقعون في مطب سوء تصميم الفراغ، أو شراء قطع الأثاث التي لا تتلاءم مع المكان ومساحته مما يحول المكان إلى مساحة نافرة، يشل حركة المرء، ويحد من قدرته على ممارسة نشاطه بكل راحة، ومن جانب آخر هدره للمال، فهو سرعان ما يتخلص أو يركن هذه القطع ليُحل مكانها قطعاً أخرى. وتؤكد ابتسام ضرورة أن يتقيد المرء ببعض الخطوات التي يمكن أن يكون فيها لدى المرء تصميم مناسب، قبل التوجه إلى سوق الأثاث، فلابد أن يشرع في رسم حدود غرفة النوم، ومساحتها ويحدد موقع النوافذ، وذلك وفقاً للقياسات وباستخدام أوراق خاصة تضم صورة المربعات أو الرسم البياني ما يسهل على المرء تحديد بعض النقاط في الغرفة، منها الفراغات والأبواب ومواقع التوصيلات الكهربائية مع رسم كل قطعة أثاث حسب القياس واقتطاع صورها. ثم محاولة تثبيتها على مساحة من الورقة التي بين يديه، والتي تعطي مساحة مصغرة لغرفة النوم أو أي فراغ كان، حيث إن عملية تسجيل وتحريك المفروشات على الورق تؤدي إلى الحصول على تصور واضح للمكان، ما يساعد على تحديد حاجاتنا من المفروشات وطريقة توزيعها وحجمها، والأماكن التي ستشغلها. وهذه الطريقة يمكن أن تطبق على كافة فراغات المنزل بلا استثناء. أثاث غرف النوم وتقول ابتسام أحمد: «لو حصرنا قطع أثاث غرف النوم لوجدنا أنها تتكون من سرير وخزانة ملابس، وقطعتين من «الكيمودين»، دولاب صغير يقع على جوانب السرير، وتسريحة ومقعد صغير، وغيرها من القطع الرئيسية، ولكن في حال كانت المساحة متاحة في الغرفة فهناك بعض المكملات التي تفرض نفسها على المكان وتتفق مع ميول الفرد وهواياته بحيث يمكن أن تتضمن ركناً لمقعد وثير وطاولة دائرية صغيرة، وخزانة كتب صغيرة لتكون محطة لشغوفي القراءة، ولا ننسى الإضاءة المباشرة وأهميتها خصوصا خلال الليل. ويفضل أن تكون هذه المحطة بالقرب من النافذة وذلك للحصول على إضاءة طبيعية في النهار وتهوية منعشة تجدد الأجواء. وتجلب الاسترخاء في المكان. وتبين ابتسام أحمد قائلة: «لو نظرنا قليلا في سمات الأسرة لوجدنا أن القياس الأدنى للسرير المزدوج هو 135 سم، ما يعني أن كل شخص سيحصل على 68 سم فقط، وقد تصل إلى المترين في العرض، فتكون المساحة واسعة ومريحة كسرير مزدوج، ومن حيث ارتفاع السرير نجد ما هو مرتفع بقدر معقول عن الأرض لتسهيل مهمة الاستلقاء والنهوض بشكل مريح وسهل وهذا ما نشاهده بكثرة في النمط الكلاسيكي، في حين نجد أن الأسرة المنخفضة تسير على نهج الحداثة في التصميم». توزيع مفردات الأثاث ترى ابتسام أحمد، أنه عادة ما يتم توزيع مفردات الأثاث الرئيسية فيها، ومنها السرير بالجدار الواسع والذي يجب ألا يقابل فتح الباب، كما يمكن فرض نوع من الخصوصية في الفراغ بعمل حاجز من الخشب المزخرف يفصل بين فتح الباب ومحطة النوم، ثم توزع القطع الملحقة كل حسب الأهمية. الألوان الهادئة تجلب السكينة تختتم ابتسام أحمد حديثها قائلة «بعد أن حصلنا على قطع الأثاث التي نرغب في أن نشكل بها غرف نوم ساحرة، لابد أن نبدأ في عملية انتقاء الطلاء أو ورق الجدران الملائم، فيجب التفكير ملياً قبل الشروع في انتقائه بعيداً عن ميول الفرد في اللون، وإنما وفقاً للأصول الصحيحة. لما للألوان من تأثيرات قد تكون سلبية على الفرد إذا وجدت في غير الفراغ الملائم لطبيعة النشاط فيها. فدائما الألوان الهادئة تجلب السكينة وتريح الأعصاب وهذا ما نجده في اللون الأزرق السماوي والأخضر أو الألوان الترابية. سواء كان طلاء أو كان ورق جدران، فلابد من عمل تناغم مريح للنفس بين عناصر ومحتوى الفراغ، فإذا كان الحائط أو كساء الجدران «سادة» يمكن أن نخلق الحياة في أجزاء أخرى كأغطية الأسرة التي يمكن أن تجدد من حين إلى آخر، أو سجادة تحوي نقوشاً بسيطة أو ستائر يمكن أن تحتفظ بانسيابيتها الهادئة. مع الابتعاد عن البهرجة في الألوان والنقوش، لخلق نوع من التناغم والتوازن بين مفردات الفراغ في كل وحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©