موزة خميس (دبي) - في أجمل أماكن إمارة دبي قرب منطقة الراس، يقع السوق القديم الذي أعيد ترميمه ليبقى كما كان، نقطة جذب للتجار أو للزبائن وربما الكثير ممن يذهبون فقط لإشباع رغبتهم في قضاء لحظات مع ذكريات الماضي، وفي ذلك السوق يقع الكثير من المحال التي تبيع بالجملة، وهناك أكثر من منطقة تشهد إقبالاً كبيراً، مثل سوق الذهب وسوق التوابل.
هذا السوق تجارته ناجحة لأن الإنسان لا يستغني عما به من منتجات مثل الملابس والأقمشة التي تباع بالجملة، وأيضا لا يمكن الاستغناء عن التوابل في الحياة اليومية، إلى جانب تلك الأعشاب العطرية، واللبان والصمغ العربي اللذين أيضاً لهما سمعة طيبة، وهناك أيضاً مستلزمات الحياة اليومية كلها.
معلم تاريخي
ويشعر الزائر بأنه مهما تطورت الحياة وقصد الناس أرقى الأماكن لقضاء أوقاتهم، إلا أن الكثير يشعرون بالحنين إلى السوق القديم، فبالقرب منه كانت تقع المناطق السكنية لأهل الإمارة، وقد قضوا حياتهم حتى السبعينيات بالقرب منه، حيث بقي لوقت طويل مرتعاً للأجيال التي كبرت وتعلمت وعملت في تلك الأسواق القريبة من سوق التوابل، كما أن المنطقة ملتقى تجار الذهب في منطقة الخليج والشرق الأوسط العربي، وهي من أهم معالم دبي وتضاف لبرامج رحلاتها السياحية.
خالد فولاد الذي عاش منذ طفولته قرب هذا السوق، حيث كان يوجد محل مواد غذائية لجد الأسرة، قال إنه كان يشاهد يومياً وصول الحافلات محملة بمختلف الجنسيات من دول العالم، ضمن رحلات سياحية إلى سوق الملابس الجاهزة والذهب وسوق التوابل، ويتواصل ذلك طوال النهار، كما يأتي المواطن والمقيم لشراء الاحتياجات من بهارات وقهوة وأعشاب، وأيضاً الخضراوات المجففة والأدوية الشعبية، كما تباع فيه الهدايا التذكارية التي تعكس جمال الشرق وسحر الخليج العربي.
العبرات
الكثير من السياح يخرجون من السوق بتلك البهارات التي ستثري مطبخهم الأوروبي أو الأميركي أو غيره، وكما يذكر خالد: مقابل سوق البهارات تماما يقع مرفأ السفن التجارية التي تأتي محملة بالبضائع، وربما من يصل إلى منطقة سوق البهارات يجد نفسه مدفوعاً للتنزه قرب السفن، ويمتع روحه بالفرجة على العبرات التي تقطع الخور ذهاباً وإياباً من ديرة إلى بر دبي، وإن عدنا إلى داخل سوق البهارات فسنجد أن هناك صداقة وأخوة بين التجار، رغم أنهم يتنافسون على السلع ذاتها، إلا أنهم يتعاونون فيما بينهم على عمليات البيع، وتوفير السلعة المطلوبة في حال نفدت لدى أحدهم.
وصفات
موزة الملقبة بأم أحمد من تاجرات البهارات المحلية، تقــول إنها تأتي إلى هـنا لشراء التوابل في الأكياس المصنوعة من الخيش، وكل كيس يحتوي على نحو 50 أو 60 كيلوجراماً،
ويضم أحد أنواع التوابل مثل القرفة والكمون والينسون والشمر، وأيضا الكركم والفلفل الأسود وكيس للفلفل الأحمر، وأيضا جوزة الطيب والكزبرة، وهي تعمل على تنظيف محتوى كل كيس بتنقيته من الشوائب، ثم بعد ذلك يغسل ويجفف ثم يطحن ويحول إلى خليط من البهارات، وكل نوع يصلح للاستخدام لنوع أو أكثر من الوصفات التي تعد كوجبات.
وترى موزة أن هذا السوق لا يمكن لأحد سواء من الإمارات أو دول مجلس التعاون الخليجي ألا يضعه ضمن برنامج السفر أو الزيارات، حين يذهب إلى دبي، وأن هناك الكثير من العائلات في مختلف الإمارات لها ذكريات مع السوق، لأن بقربه كانت مساكن أهل ديرة، ولذلك كان من يزور أحداً ما يخطط لأن يجعل هذا المكان، ضمن جدول الزيارة، وما زالت حتى اليوم تشعر بالماضي، حين كانت طفلة تأتي برفقة الأهل،
ويمر الجميع على الأسواق هذه حين يستعدون لرمضان أو العيد وحتى عند تجهيز العروس.
عدد اليوم
