شادي صلاح الدين (لندن)
لاتزال أزمة نادي الشقب القطري للفروسية مستمرة بعد تركيز الإمارة الصغيرة الراعية للإرهاب على ملف كأس العالم ومحاولة اسكات الأصوات المنادية بسحب الملف من قطر بعد الدلائل التي ظهرت مؤخرا بشأن شراء ذمم وأصوات المسؤولين السابقين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».
وذكر موقع «ريسينج يو كي» البريطاني المتخصص في الفروسية أن آخر أزمات النادي القطري ظهرت مع قرار الخبير في شؤون الفروسية هاري هربيرت التخلي عن منصبه كمدير السباقات في نادي الشقب وعمله أيضا كمستشار لشقيق أمير قطر جوعان بن حمد مع نهاية الشهر القادم بعد أن أمضى هناك ما يقارب أربع سنوات منذ ديسمبر 2013.
وأوضح كاتب المقال جيفيري ريدل أنه على الرغم من الدور الذي قام به الخبير خلال السنوات الماضية، إلا أن النتائج الضعيفة نسبيا في المسابقات خلال الأشهر الـ12 الماضية، والديون الكبيرة والمتصاعدة لعدد من المدربين البريطانيين، وإعادة هيكلة النادي ونقله إلى قاعدة إدارية في فرنسا، فقد قرر هربرت ترك النادي والبحث عن فرص في مكان آخر.
وقال هربرت «أنا فخور للغاية بكل شيء حققه نادي الشقب منذ أن أصبحت مستشارا للشيخ جوعان في ديسمبر 2013. كانت هناك لحظات رائعة على مضمار السباق من ثلاثية رويال أسكوت في عام 2014، وخمسة فائزين في مهرجان قطر جودوود في عام 2015. ومع ذلك، قررت مع النمو المثير والمستمر لسباق هايكلير ثوروبريد للسباق، خاصة في أستراليا، أنه يجب أن ينصب اهتمامي على خطط النمو المستقبلية التي أمارسها في عملي الخاص.»
ولعب هربرت دورا كبيرا في منح مدربي الشقب والفرسان أجورهم كاملة بعد أن تم الكشف عن أن النادي الذي يملكه جوعان يدين لهم بأكثر من مليوني جنيه إسترليني.
وقال هربرت «لا عذر لعدم دفع الأجور للمدربين والعاملين في الوقت المحدد. انه أمر مؤسف ومحرج للغاية»، معربا عن أمله في ألا يتكرر ذلك الأمر مرة أخرى.
وقال الكاتب إنه في الموسم الماضي كان لدى الشقب أكثر من 100 حصان في بريطانيا موزعة على 12 مدربا، مشيرا إلى أن هذا الرقم انخفض إلى 58 حصانا، بينهم 11 مهرا. وأضاف أنه تم توزيع الخيول في فرنسا بين المدربين مثل أندريه فابر وجان كلود روجيت وكريستوف فيرلاند وبيا براندت ونيكولاس كليمنت وفابريس تشابيت وفرانسيس-هنري جرافارد.
ونقل الموقع عن المدير الفرنسي للنادي في فرنسا روبرت بريتشارد جوردون اتفاقه مع هربرت بأن هناك مناقشات جارية بشأن مستقبل النادي في نهاية الموسم وعلى المدى المتوسط والطويل، مؤكدا أن هناك تحديات كبيرة ستواجه النادي القطري خلال الفترة القادمة.
وأوضح الكاتب أنه مع ازدياد دور اسطبلات «هاراس دو بوكوت»، فمن السهل التأكيد على أن الشيخ جوعان لن يقوم بعمليات شراء جديدة للخيول سواء في المزادات أو خلال عمليات البيع السرية «خلف الأبواب المغلقة.» وأشار الكاتب إلى عمليات الشراء التي قام بها الشيخ جوعان خلال السنوات الماضية، وخاصة في عام 2013، عندما قام بإنفاق 10 ملايين جنيه إسترليني لشراء 16 مهرا.
وذكر الكاتب أنه منذ عام 2015، انخفض عدد المدربين القطريين في بريطانيا، مشددة على أن سباقات الخيل في قطر تواجه أوقاتا صعبة فيما يتعلق بالإستثمار، حيث ركز النظام القطري على الاستثمار في أوروبا أكثر، مضيفا أن نادي الشقب وشركة «كيبكو» ركزت عملياتها على قلب أوروبا لترعى الكثير من السباقات. وقال الكاتب جيفري ريدل أن نادي الشقب يدار باعتباره كامتداد للدولة القطرية من قبل شقيق الأمير الشيخ جوعان، لافتا إلى أن شركة «كيبكو» تدار من قبل الشيخ فهد بن عبد الله آل ثاني ابن عم الأمير. وأسست قطر نادي الشقب منذ أكثر من خمس سنوات لمنافسة مضامير أخرى تمتلكها دول خليجية، إلا أنها حتى الآن فشلت في تحقيق مبتغاها رغم الأموال الطائلة التي تنفقها. واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن جهود قطر في مجال سباقات الخيول تواجه تعثرات كبيرة، بسبب المقاطعة التي تواجهها من الدول الأربع المكافحة للإرهاب، والتي من غير المنتظر أن تنتهي في الوقت القريب، طبقا للكاتب. وقال إنه من المؤكد أن هذا سيكون عاما محوريا وحيويا بالنسبة إلى الشقب، حيث سيتعين عليهم مواجه كل هذه التحديات من دون هاري هربرت.
عدد اليوم
