الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء دوليون: استراتيجية «الإخوان» تخلق انشقاقات في المجتمع وتؤدي إلى تغذية مشاعر العداء

خبراء دوليون: استراتيجية «الإخوان» تخلق انشقاقات في المجتمع وتؤدي إلى تغذية مشاعر العداء
30 مارس 2018 17:48
بروكسل (الاتحاد) حذر خبراء دوليون في مكافحة التطرف من أن جماعة الإخوان الإرهابية والمنظمات التابعة لها تعمل على إثارة الشقاق والفصل في المجتمعات عن طريق الدعوة إلى ما تصفه بـ«مجتمع مدني إسلامي» متميز، مؤكدين أن ذلك يؤدي إلى تغذية المشاعر السلبية والعداء. وأكدوا أن التساهل أمام انتشار الأفكار المتطرفة، والتحجج بأنه «لا يمكن محاربة الفكرة»، يؤدي إلى تلقي المجتمعات مفاجآت بتحول تلك الأفكار لتفجيرات وانقسامات وحروب. جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات والمؤسسة الأوروبية للديمقراطية في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل لمناقشة سبل مواجهة التطرف والإرهاب، وخاصة أفكار جماعة الإخوان الإرهابية، والتي شارك فيها النائب السويدي لارس أدكتوسن، والنائب البلجيكي جيرارد ديبريز، والنائبة الفرنسية باتريشيا لالوند، أعضاء البرلمان الاوروبي. وتحدث في الندوة، التي عقدت تحت عنوان «الأيديولوجية والتطرف» آجي كارلوم الأستاذ بجامعة مالمو، ومجدي عبد الهادي الصحفي السابق في بي بي سي، وريتشارد بورتشل، مدير البحوث والتواصل في مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات، ومقره أبوظبي، حيث تمت مناقشة أهمية فهم أفكار ومعتقدات جماعات الإسلام السياسي التي تؤدي إلى التشدد وتروج له. وأجمع المشاركون على أنه لا غنى عن هذا الفهم لو أريد أن تكون مكافحة ظاهرة التطرف العنيف المتفشية الآن فعالة. ونبهت النقاشات إلى أنه رغم هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي وتكثيف التدابير الأمنية، فإن هذا لم يؤد إلى إنهاء تهديد الإرهاب. وحسب الباحثين، فإن تقرير البرلمان البلجيكي بشأن هجمات بروكسل التي وقعت عام 2016 أوضح بجلاء أن هناك علاقة بين الأيديولوجيات المتطرفة غير العنيفة، مثل تلك التي تتبناها وتدعها جماعة الإخوان الإرهابية، وبين ممارسات التطرف العنيف والإرهاب. وفي هذا الإطار، قال النائب السويدي لارس أدكتوسن إن وسائل عمل منظمات مثل «الإخوان» الإرهابية تركز على إثارة الشقاق والفصل في المجتمعات عن طريق الدعوة إلى ما تصفه بـ «مجتمع مدني إسلامي» متميز، موضحاً أن تلك المنظمات تروج لذلك بدعوى أن تلك هي الوسيلة الملائمة لحماية المسلمين. وأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه الاستراتيجية تخلق في الواقع انشقاقا في المجتمع، يؤدي إلى تغذية المشاعر السلبية والعداء. وطالب بضرورة العمل على مواجهة هذه المنظمات وفرض القواعد واللوائح والمبادئ الدستورية، القائمة في كل دولة أوروبية، على الجميع من دون استثناء. وأكد أنه لا يجب أن يسمح لأحد بأن يدعي أنه خارج هذه المنظومة من القوانين والقواعد. واستعرض كالروم تجربة السويد في فهم جماعة الإخوان الإرهابية، وانطلق النائب البرلماني من تقريرين، كان هو المسؤول الرئيس عن إعدادهما، لمصلحة وكالة الطوارئ المدنية السويدية عن «الإخوان» في السويد. واُعد التقريران خلال أقل من عام وبهما اعترفت الحكومة السويدية بقوة ونفوذ شبكات الإخوان ومؤيديها. وقال كالروم إن هذا الاعتراف كان تحولا رئيسا في الاعتراف بأهمية التعامل مع التطرف غير العنيف. وفي هذا السياق استعرض النائب الموقف السويدي، عارضا شرحا لاستراتيجيات وأساليب عمل «الإخوان» في العديد من الدول، وقال إن قوة الإخوان تكمن في تشكيل شبكات المؤيدين والتي من خلالها تنتشر أفكارهم وسبل فهمهم للمجتمع والدين بين المجتمع المسلم بل والمجتمع الأوسع. وتحدث كالروم عن الطرق التي تتبعها جماعات الإخوان في التلاعب بقواعد وقوانين المساعدات الحكومية بهدف الحصول على الأموال بدعوى أنهم يتحدثون نيابة عن المجتمع المسلم كله، ونبه إلى أنه من الغريب أن معظم المسلمين لا يعرفون بالتحديد ما هي الجماعات التي تتحدث بالنيابة عنهم. من جانبه قال مجدي عبد الهادي الصحفي السابق في «بي بي سي» إنه يجب أن يعترف بأن أفكار جماعات الإسلام السياسي جاذبة. وقال إنه أدرك بعد وصولهم إلى الحكم في مصر، النوايا الحقيقية للإخوان وتنظيمهم واتباعهم. وأشار إلى الازدواج في الخطاب باللغتين العربية والانجليزية الصادر عن الإخوان. وقال إن قراءة هذا الخطاب يزيد الوعي بالإخوان وفهمهم. وعبر عن اعتقاده بأن هذا الوعي يكشف مكمن الخطر في فكر الجماعة. وقال إن فشلهم في الحكم في مصر وقطاع غزة يكشف عدم قدرتهم على الحكم. كما استعرض عبد الهادي تجربته في فهم برامج الإخوان بشكل أكثر وضوحا، ما مكنه من الحديث الآن عن أفكارهم ومعتقداتهم «السرطانية». وبرهن ريتشارد بورتشل على رؤيته عن أهمية الأيديولوجية في فهم كيفية عمل جماعات الإسلام السياسي في الترويج للأفكار والآراء والمعتقدات والممارسات في الوقت الحاضر، وأشار إلى كيفية تلاعب هذه الجماعات بالإسلام، وتعزيز الشعور لدى المسلمين بأنهم ضحايا، ومن ثم يجب عليهم أن يلتزموا بالإسلام الذي تفهمه وتروج له هذه الجماعات. ولفت النظر إلى أن مكمن الخطر هنا هو خلق انقسامات في المجتمع وتشكيل جماعات تؤمن بأن القوانين والدساتير المطبقة لا تسري عليهم. وحذر من أن مثل هذا الفكر يهدف إلى تأسيس هذه الجماعات لقوة هي فوق المجتمع. ونصح بورتشل، الذي يعمل في مجال مكافحة التطرف منذ سنوات، بمزيد من العمل للترويج لفهم منظومة المعتقدات لدى «الإخوان» الإرهابية عن طريق إجراء نقاشات عامة بشأنها. وأكد على أهمية عدم السماح للإخوان بالتحكم في المجتمعات وإشاعة أفكارهم فيه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©