تسليم الدفعة الثانية من تعويضات أطفال الركبية في موريتانيا

سلّم وفد حكومة دولة الإمارات الذي يزور موريتانيا حالياً برئاسة العميد ناصر العوضي المنهالي رئيس لجنة تعويض الركبية وتأهيلهم ودمجهم في مجتمعاتهم تعويضات الدفعة الثانية لأطفال الركبية السابقين في موريتانيا خلال الفترة 1992 - 2005 ضمن إرادة مشتركة للجمهورية الإسلامية الموريتانية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تجسّدت في تشكيل لجنة مشتركة أسند إليها تدارس طلبات التعويضات وفق مقتضيات الاتفاقية المبرمة في هذا الصدد· وتسلّمت شيك التعويضات وقيمته (221 ألف دولار أميركي ويستفيد منه 91 طفلاً) أمس معالي فاطمة بنت خطري وزيرة ترقية المرأة والطفولة والأسرة، من العميد ناصر المنهالي، بفندق أميرة في نواكشوط، بحضور عبدالله محمد التكاوي القائم بالأعمال في سفارة الدولة في موريتانيا ومحمد الأمين ولد مولاي الزين والي نواكشوط· وقالت الوزيرة الموريتانية: إن هذه التعويضات تندرج في إطار البرنامج الخاص الخاص بإعادة دمج وتعويض الأطفال الموريتانيين الركبية سابقاً بدولة الإمارات العربية المتحدة· وعبّرت الوزيرة عن خالص شكرها وعميق امتنانها لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على مواكبتها تنفيذ سياسات الحكومة الموريتانية من خلال دعم الخدمات الاجتماعية الأساسية التي تهدف إلى مكافحة الفقر الذي يعتبر السبب الرئيس لظاهرة الاتجار بالأطفال· يذكر أن برنامج إعادة تأهيل أطفال الركبية ممول من جانب حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ مليون دولار أميركي، وقد تم تعويض الدفعة الأولى التي تضم 66 طفلاً في شهر أبريل الماضي· وتتم حالياً دراسة الملفات المتبقية، حيث تم تسجيل 448 ملفاً حتى الآن· وأكّد العميد ناصر المنهالي رئيس الوفد الإماراتي سعادته بتسليم الشيك الذي يمثل الدفعة الثانية من تعويض الأطفال الركبية السابقين، وقال: ''آمل أن تتم تعويضات أخرى وأن يتواصل الدعم المقدم من خلال (اليونيسيف)''· وشكر المنهالي الحكومة الموريتانية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأعرب عن أمله في أن تستمر الشراكة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الموريتانية بما فيه مصلحة الأطفال والمجتمع الموريتاني· ويذكر أن الأطفال، عند بلوغهم سن الثامنة عشرة، يستطيعون التصرف في مبلغ الادخار الأصلي الذي يبلغ 1500 دولار أميركي، أما الفوائد فتسحب لهم دورياً· وزار الوفد يوم أمس قرية حبيبلش الواقعة على بعد 140 كيلومتراً من نواكشوط والتي يتحدر منها بعض الأطفال الركبية السابقين، وزار الوفد مدرسة القرية التي جهزت بدعم من البرنامج الذي تديره ''اليونيسيف'' كي تصبح المدرسة صديقة للطفل· والتقى الوفد بالأطفال المستفيدين من هذا البرنامج بمن فيهم الركبية السابقون· وأشاد المختار ولد محمودا، الناطق باسم قرية حبيبلش، بالدعم الذي تقدمه حكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة لسكان القرية من إعطاء فرص عمل ودفع الحقوق الاجتماعية كافة· وأشار إلى أنه حتى الأسر التي بقيت في الإمارات حظيت ببرنامج خاص· كما شكر ممثل المجموعة المنظمات الإنسانية الإماراتية على نشاطاتها في موريتانيا، واللجنة المشرفة على البرنامج التنموي الذي يستفيد منه سكان البلدة كافة· وشكر العميد ناصر المنهالي رئيس الوفد الإماراتي سكان القرية على حسن الاستقبال والضيافة، وعبّر عن سعادته بتحسن وضعية البلدة وتمنى أن تكون أحسن خلال زياراته المقبلة، كما أشاد بالسلوك المثالي للمواطنين الموريتانيين الذين عاشوا في دولة الإمارات العربية المتحدة والروابط القوية التي تربط الشعبين· وأضاف: الزيارة كانت فرصة طيبة للقاءات مؤثرة وذكريات مشتركة بين أعضاء الوفد وبعض سكان البلدة الذين عاشوا في الإمارات· ورافق الوفد خلال الزيارة ممثلون عن وزارة ترقية المرأة والطفولة والأسرة وعن ''اليونيسيف''· وأشاد غسّان خليل رئيس برنامج حماية الطفولة في مكتب ''اليونيسيف'' لدول الخليج بالتعاون القائم بين دولة الإمارات العربية المتحدة و''اليونيسيف'' من جهة وموريتانيا من جهة أخرى· وأشاد بالعمل المرتكز إلى المفاهيم التنموية التي تعتمد مشاركة المجتمع المحلي ومساهمته الفاعلة في تخطيط وتنفيذ المشاريع·