السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حماية الثورة الكوبية».. أعين وآذان على أهبة الاستعداد

«حماية الثورة الكوبية».. أعين وآذان على أهبة الاستعداد
29 مارس 2018 22:01
سينغيوغوس (أ ف ب) ولدت لجان الدفاع عن الثورة الكوبية من وحي الزعيم فيدل كاسترو قبل نحو ستين عاماً لحماية النظام الوليد حينها، لتستمر عبر الزمن رمزاً ثابتاً للشيوعية الكوبية. ومع أن دورها تطور منذ تأسيسها، تبقى لجان الدفاع عن الثورة حارساً حقيقياً للثورة على المستوى المحلي. وستُكلف رصّ الصفوف عند انتخاب خلف للرئيس «راؤول كاسترو» القادم من جيل جديد في 19 أبريل المقبل. وفي منزله المتواضع في سينغيوغوس على بعد 230 كلم جنوب شرقي العاصمة هافانا، يتذكر «أورلاندو فيرنانديز» تماماً مساء 28 سبتمبر 1960 حين كان يتابع عبر الإذاعة خطاب زعيم الثورة الكوبية. ولم يكن حينها كاسترو الذي تولى الحكم قبل أكثر من عام، قد كشف توجهه الاشتراكي. وقال هذا الموظف المتقاعد من قطاع الزراعة، والبالغ 87 عاماً: «بدأوا بإشعال الشماريخ في الشارع، فجاءت لفيدل تلك الفكرة»، وقال: «سنؤسس منظمة للدفاع عن الثورة». وكانت السلطة الكوبية تواجه في خضم الثورة هجمات مسلحة أساساً في هافانا. وكان كثير من تلك الهجمات من تدبير واشنطن أو مدعوم منها. وقال فيدل كاسترو حينها وسط تهليل مليون كوبي في هافانا: «سنحدث نظاماً للمراقبة الثورية الجماعية، فالأعداء يلعبون بالشعب، لكنهم لا يدركون القوة الثورية الخارقة للعادة التي يملكها». وانتخب «فيرنانديز»، الذي كان من أول المنضمين لهذه اللجان، على رأس لجنة الدفاع عن الثورة في حينه خلال عملية تصويت. ويقول هذا الرجل اليوم متباهياً: «أنا من مؤسسي لجان حماية الثورة». ورمز لجان الدفاع عن الثورة، التي تعتبر «أعين وآذان الثورة»، رجل يحمل درعاً ومنجلاً تعلوه عبارة: «على أهبة الاستعداد». ولكل منطقة رئيس وقائد مراقبة ومنظم ومنظر يمسكون ملفات مفصلة لأعضائها وسكان المنطقة. وكان أعداء كاسترو وثورته يلقبونهم بـ«الجواسيس»، الذين يترصدون مثيري الشغب والمعارضين، ولكن أيضاً الأفراد الذين تعتبر أفكارهم أو سلوكهم ضاراً. وفي كل حي وقرية من البلاد هناك خلايا للجان الدفاع عن الثورة، وهناك عشرات آلاف الخلايا في البلاد. وتقول اللجان: «إن عدد أعضائها نحو ثمانية ملايين أي أكثر من ثلاثة أرباع سكان كوبا». والمنسق الوطني لهذه اللجان «كارلوس رافييل ميراندا» هو واحد من أعضاء مجلس الدولة الـ31، وهذا المجلس هو عماد السلطة التنفيذية في كوبا. وتظهر لجان الدفاع عن الثورة خصوصاً مع كل انتخابات. فهي تدعو إلى اجتماعات في الحي وتراقب بعناية مشاركة أعضائها وتتدخل حتى في تحديد المرشحين. وعلى مر السنين، بقي هذا النظام للتأطير الأيديولوجي، الذي لقي صدى في الإكوادور وفنزويلا، قائماً بعد الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية التي واكبت نهاية الحرب الباردة. وشيئاً فشيئاً، أسندت للجان الدفاع عن الثورة مهام جديدة على غرار مكافحة الانحراف مع تعيين «حراس» لحماية متاجر الدولة ليلاً. كما كلفت هذه اللجان رصد التلاعب في السوق السوداء، ومن لا يدفعون الضرائب وتجار المخدرات. كما انخرطوا في تطوير المكاسب الاجتماعية وتنسيق حملات تلقيح وتبرع بالدم وأعمال مدنية تتم فيها تعبئة متطوعين لحملات تنظيف. وكان لهم دور مميز أثناء مرور إعصار «إيرما» المدمر في 2017. ويقول «فيرنانديز»: «إن لجان حماية الثورة تبقى لجان حماية الثورة، حتى وإن تغيرت الوسائل، وكنا في عهدنا نواجه الكثير من الأفراد الذين ينفذون أعمالاً ضد الحكومة». غير أن «ماريا جوزيفا موراليس»، وهي من نجمات هذه اللجان، وتلقب «فيفا»، كانت أشارت قبل وفاتها في 2015 إلى حصيلة متضاربة مبدية أسفها لتآكل «الجهد الكبير» الذي بُذل في البداية، بسبب عدم الاهتمام والغيابات خصوصاً عند الأصغر سناً. وبعد أن أشار إلى «تغير الظروف» منذ نهاية الحرب الباردة، قال الخبير الكوبي «أرتورو لوبيز-ليفي»، الأستاذ في جامعة تكساس ريو غراند فالي، «إنه في عالم اليوم بات دور لجان حماية الثورة أكثر تقييداً وأقل أهمية لدى الأجيال الجديدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©