الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان قصر الحصن

17 مارس 2014 00:30
قصر الحصن، معلم تاريخي وحضاري لإمارة أبوظبي، فمنذ تأسيسه قبل أكثر من 250 سنة، شهد هذا الحصن تحولات كبيرة، سواءً كان من ناحية تطويره، أو من ناحية تداول الحكم فيه من قبل أسرة آل نهيان الكرام. فمن خلاله، ومن بين أروقته انطلقت شعلة العمل، وأساسيات الحكم. فكان الحصن الملتقى والمكان الذي يجتمع فيه الحاكم والمحكوم من أبناء الشعب، فالقصر يمثل ذاكرة الأجداد والآباء، الذين التفوا حول حكامهم من الشيوخ الذين تعاقبوا على الحكم في إمارة أبوظبي. إن ما يمثله قصر الحصن من إرث تاريخي وحضاري لإمارة أبوظبي بصفة خاصة، والإمارات بصفة عامة، فهو فخر واعتزاز لأبناء الإمارات. فكان القصر رمز التواصل المستمر بين أبناء الشعب وحكامهم، وكان القصر الملاذ الآمن للسكن لأبناء الشعب، نظرا لما كانوا يتلقونه من العناية الكريمة من الحكام. وبقى هذا التواصل مستمراً، من خلال ما رأيناه من صور التلاحم الكبير بين القيادة والشعب، والمتمثل في فعاليات احتفالات قصر الحصن، التي انطلقت منذ عامين، حيث يقام المهرجان بشكل سنوي، نظرا لأهمية القصر من الناحية التاريخية. هذه الفعاليات التي يحرص على حضورها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيوخ، حيث يلتقي في هذه الاحتفالية مع جموع المواطنين والمقيمين في مسيرة احتفالية، تنطلق من قصر المنهل، إلى قصر الحصن مشياً على الأقدام. هذا الحرص من الشيوخ، يؤكد الأهمية التاريخية الكبرى التي يمثلها قصر الحصن بالنسبة لتاريخ الإمارات. إن الجهود التي تُبذل من الجهات المعنية، وعلى رأسها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، التي تقوم بجهود كبيرة، من أجل الحفاظ على الموروث الشعبي، المتمثل في فعاليات قصر الحصن، والتي تتنوع بين البيئة البحرية والبرية. فهذه الفعاليات تلقى إقبالاً كبيراً من جميع فئات المجتمع، فالصغير قبل الكبير، يتسابقون للحضور إلى جنبات وساحات القصر للاستمتاع والاستفادة بالعروض الفنية المبهرة، ورقصات الفنون الشعبية كالعيالة وغيرها من الفنون التقليدية، التي تقدم أثناء إقامة المعرض. وإضافة إلى ما يقدم أثناء المهرجان، من ورش عمل تعليمية مباشرة للجمهور. وهي ورش عمل متنوعة من الموروث الشعبي، تُقدمها بعض أمهاتنا، كتعليم فنون الطبخ للأكلات الشعبية الإماراتية، وكصناعة السفن من البيئة البحرية، وكحرفة الزراعة، وصناعة الملابس وكيفية الاعتناء بها من البيئة البرية. إن عبق التراث الأصيل، يتمازج مع ما نشهده من تطور في مظاهر حياتنا المعاصرة. وهكذا، نرى قصة الحصن، تمثل تاريخاً نابضاً بالعطاء، فهو إذن تاريخ متجدد يصوّر أسمى معاني القيم الحضارية التي نعتز بها، وتتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل. إن المحافظة على التراث، هو في الحقيقة رسالة نحملها في أعناقنا، لأن تراثنا هو هويتنا، فلا بد المحافظة على هذه الهوية، بكل أمانة وصدق في التعامل مع كل مظاهر الحياة بجميع أبعادها الإنسانية. ويبقى أبناء الإمارات، هم الأقوياء والأوفياء، بإيمانهم وإخلاصهم لهويتهم الوطنية. همسة قصيرة: عبق التاريخ يسكن في الذاكرة والوجدان. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©