السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«مهرجان أم الإمارات».. رسالة سلام إلى العالم

«مهرجان أم الإمارات».. رسالة سلام إلى العالم
29 مارس 2018 21:24
أحمد السعداوي (أبوظبي) حب وسلام وتعايش مع الآخر، هكذا كانت بعض الرسائل الأساسية التي نجح مهرجان أم الإمارات في توصيلها إلى العالم، عبر جموع السائحين من أرجاء العالم الذين توافدوا على ساحاته منذ انطلاق فعالياته 22 مارس الجاري، مقدماً وجبة ترفيهية وتثقيفية فريدة بامتداد كيلو متر على كورنيش أبوظبي، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وتنظيم دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، التي نجحت في جعل مهرجان أم الإمارات واحداً من أهم الأحداث الكرنفالية في المنطقة منذ انطلاق نسخته الأولى قبل 3 سنوات، وصار قبلة للسائحين من كل الجنسيات للاستمتاع بكل ما فيه من أدوات ترفيه وتثقيف وتعليم، حتى 31 مارس الحالي. شخصيات ترفيهية بين المطاعم الشاطئية، ومحلات المنتجات التراثية والعصرية، والفقرات المثيرة، والمناطق التعليمية المليئة برسائل توعوية عن الاستدامة والتمكين والسلام والتسامح، تَنَقّل الزوار بصحبة عائلاتهم وأطفالهم، حيث أتيح للجميع الاستمتاع برؤية الشخصيات الترفيهية والتقاط صور تذكارية معها، وكذلك ممارسة كم هائل من الألعاب المشوقة التي جمعت بين النشاط الذهني والبدني، ونثرت على المشاركين أجواء البهجة والسعادة قبل توجههم إلى مجموعة من أرقى المطاعم لتناول وجبات محلية وعالمية في مناخ مميز وإطلالة رائعة على كورنيش المدينة. جعلت من حضور فعاليات المهرجان رحلة جميلة تمتد من ماضي الإمارات العريق إلى حاضرها الزاهر، مروراً بمراحل تاريخية متعاقبة كشف جناح أم الإمارات، بوصفه أهم مناطق المهرجان، جوانب كثيرة منها، عبر تسليط الضوء على دور المرأة الإماراتية وإسهاماتها اللافتة في المجتمع الإماراتي وصنع النهضة الحديثة التي شهد بها القاصي والداني، وجعلت الإمارات واحدة من أرقى دول العالم في العصر الحديث، بحسب عدد من السائحين خلال حديثهم إلى «الاتحاد». ويقول ستيفين سيدوم، من إنجلترا، الذي جاء في رحلة سياحية إلى الإمارات بصحبة زوجته وابنيه تستمر 12 يوماً، إن ما رآه في مهرجان أم الإمارات، يعتبر شيئاً مذهلاً، لأنه أوضح إلى حد كبير مدى اهتمام الدولة بمواضيع الاستدامة والحفاظ على البيئة، وهو ما بدا لافتاً عبر كثير من المناطق في المهرجان، وحتى في تصميم ديكورات بعض الأجنحة وأركان ألعاب الأطفال، حيث اعتمدوا على استخدام أشياء قد تم الاستغناء عنها مثل إطارات السيارات القديمة في عمل أشكال جميلة وتصميم ألعاب رائعة. وأشاد سيدوم بتنظيم المهرجان، وتوفير أقصى درجات الراحة للجمهور عبر توزيع المطاعم وأماكن الترفيه في كل أماكن المهرجان، حتى تتاح للجميع فرصة متابعة كافة الفعاليات واختيار ما يناسب كلاً منهم والاستمتاع بالمشاركة فيه، وهو ما فعله مع ابنه وبنته، حيث شاركوا في لعبة الحبل، باعتبارها من الألعاب المليئة بالإثارة والتشويق، ويحب ممارستها في كثير من الفعاليات التي يزورها سواء في إنجلترا، أو غيرها من الدول التي يقوم بعمل جولات سياحية فيها، ومنها الإمارات الذي يتمنى العودة إليها مجدداً في الأعوام المقبلة، على أن تكون عودته في عطلات نهاية العام بعد أن عرف من بعض أصدقائه عن روعة الشتاء في دولة الإمارات في مثل هذا الوقت من كل عام. تاريخ الإمارات زوجته، أنا زونيجا، من دولة كوستاريكا في أميركا الجنوبية، أوردت أن إقامة المهرجان على كورنيش المدينة منح أجواءه جمالاً خاصاً، حيث اعتدال الطقس وإمكانية قضاء وقت أطول بين ساحات المهرجان وهو ما فعلته مع أسرتها، حيث جاءت إليه الساعة الخامسة واستمرت فيه نحو 5 ساعات لتستمتع بأكبر قدر من الفقرات المثيرة فيه، حيث حالفها الحظ وشاهدت عروضاً نارية على الكورنيش بمصاحبة الموسيقى، فكان من الفقرات المدهشة، خاصة أن العرض اشتمل كرات نارية ترتفع بشكل استعراضات في السماء، كما شاهدت بعض الفنانين خلال تأدية ألوان من موسيقى الجاز، وغيرها من أنواع الموسيقى الغربية. وقالت زونيجا، إنها حين سألت عن اسم المهرجان، عرفت أنه يعنى بشخصية مهمة في تاريخ الدولة وهي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وأن لها دوراً كبيراً في تاريخ الإمارات الحديث، وبالتالي حرصت على زيارة جناح أم الإمارات، الذي اتسم بثراء كبير في معروضاته، من مكونات تراثية فريدة خاصة بنساء الإمارات، وكذلك لوحات تشكيلية تم عرضها بأسلوب راقٍ يضاهي ما يمكن مشاهدته في أرقى المتاحف العالمية، ما يعكس القدر الكبير من حسن التنظيم، الذي بذله المسؤولون عن المهرجان، حتى يظهر أمام العالم بهذا الشكل الرائع، الذي يشجع على زيارته أكثر من مرة للمشاركة والاستمتاع بالفقرات والعروض الكثيرة التي يوفرها للجمهور من كل الأعمار. من هولندا، قال بيكيم بيشور، إنه جاء في زيارة سياحية للدولة منذ عدة أيام ويعتبر نفسه محظوظاً أن الزيارة بدأت بأبوظبي، لأنه قرأ عنها الكثير قبل المجيء إلى الدولة، وكان يتطلع إلى رؤية جامع الشيخ زايد الكبير المعروف أنه من أهم المقاصد السياحية على مستوى العالم بأسلوب عمارته الفريد، وكذلك منطقة كورنيش أبوظبي لأنها تعكس مقدار النهضة الكبيرة التي حققتها الدولة، وهو ما يظهر من الصور والأفلام الوثائقية التي شاهدها من قبل عن الدولة، وهو ما عاشه بالفعل حين وصل إلى المهرجان، الذي صمم بقدر كبير من الروعة التي توفر المتعة والراحة للجميع، خاصة أنه عمله يعنى بالديكور والتصميمات، ويعرف مقدار الجهد المبذول حتى يخرج حدث جماهيري في مكان مفتوح بهذا الشكل المنظم من حيث طريقة الدخول وتوفير مواقف قريبة للسيارات والمعاملة الراقية من جانب كل من شاهدهم. حياة البادية سيدني بالوت، من البرازيل، أوضح أنه يقيم في الدولة منذ عدة سنوات ويعمل في إحدى شركات الخدمات البترولية، وبطبيعة عمله صار مرتبطاً بشكل كبير بحياة البادية والمجتمع الإماراتي، ويعرف مقدار الجهد الذي بذله أبناء الإمارات حتى جعلوا دولتهم تحصل على مكانة متقدمة في السياحة والازدهار في المنطقة، ومهرجان أم الإمارات بهذا القدر من التنظيم والنجاح يؤكد على قدرتهم على الوصول إلى الأفضل دائماً، حيث توافرت فعاليات كثيرة تناسب كل الفئات العمرية، سواء من الشباب، أو الأطفال أو كبار السن، سواء في الجولات التسويقية بين المحال المختلفة، أو المطاعم الكثيرة التي تتيح أصنافاً من الطعام من ثقافات مختلفة. وقال: الشيء اللافت للغاية انتشار وسائل الترفيه، التي شجعت الكثيرين على زيارته، وبالتالي الاندماج في كل ما يقدمه من فعاليات مفيدة يتعلمون من خلالها عن البيئة والاستدامة، وأيضاً التعرف على جوانب من تاريخ وثقافة مجتمع الإمارات، التي بات معروفاً عنها أنها من أكثر بلدان العالم عملاً بمبادئ التسامح والسلام وحسن التعايش مع الآخر. نشر ثقافة الاهتمام بالبيئة دانيل بوران، من فرنسا، ويعمل في مجال الطيران، أشاد من جانبه باهتمام المهرجان بنشر ثقافة الاهتمام بالبيئة وتعريف الصغار على عالم النباتات، وهو ما رآه بصحبة أبنائه في منطقة التقدم، عبر فعالية «اغرس وازرع»، والتي قدمت بشكل حي درساً عملياً في أهمية الزراعة ودورها في توفير الغذاء للإنسان، وبالتالي تعزيز قيمة الحفاظ على المزروعات والنباتات في نفوس الصغار من خلال فقرات ترفيهية تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، خاصة أنهم أيضاً طالعوا بعض المعلومات عن المخلوقات المائية مثل الشعب المرجانية وكيفية تكوينها. وتابع بوران: من الأشياء اللافتة في المهرجان، العروض الفنية على المسرح والتي يشاهدها الجمهور عبر الجلوس في أجواء مريحة تزيد من ارتباطهم بالطبيعة والبحر والرمال، وليس في أماكن مغلقة بالشكل التقليدي للعروض الموسيقية والفنية. حيث أمكنه مشاهدة بعض من هؤلاء الفنانين في عروض قدمت بشكل مجاني للجمهور، كما أنه حرص على شراء بعض الهدايا التذكارية المعبرة عن البيئة الإماراتية ليقدمها إلى أصدقائه لدى عودته إلى فرنسا، كونها تعكس جانباً مهماً من حياة البادية التي تمثل سحراً خاصاً لكثير من سكان العالم. من المجر، جاءت كلوديا فيدار، بصحبة أسرتها لقضاء رحلة سياحية لمدة 15 يوماً في الإمارات، قضت منها 4 أيام في أبوظبي، واستمتعت بزيارة مهرجان أم الإمارات، واكتشفت من خلال محتوياته مدى اهتمام دولة الإمارات بمفاهيم راقية مثل الاستدامة والحفاظ على الموارد، وكذا الدور الكبير للنساء في المجتمع الإماراتي، بعكس الصورة السائدة عن النساء في المنطقة، حيث عرفت أن المرأة كانت تقوم بعديد من الحرف والمهام إلى جانب قيامها بدور الزوجة والأم، وكان ذلك عبر جولتها في جناح أم الإمارات والاستماع إلى شرح بعض محتوياته من جانب إماراتيات على قدر عالٍ من الثقافة ويتحدثن لغات أجنبية بثقة وطلاقة، كما عرفت أيضاً بوجود مجالس للحوار تختص بالأسرة والمجتمع، وتمنت لو كان لديها مزيد من الوقت لحضرت بعض هذه الجلسات لتعرف بشكل أكثر عن الثقافة والأفكار في المجتمع الإماراتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©