الاتحاد الأوروبي يتجه إلى تثبيت ضريبة الوقود

قال مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي إن وزراء مالية منطقة اليورو لن يؤيدوا إجراء تغييرات ضريبية لتخفيف آثار ارتفاع أسعار النفط رغم دعوة فرنسا إلى اتخاذ إجراء من هذا القبيل وموجة من الاحتجاجات على اسعار الوقود في فرنسا وبريطانيا· ويلتقي وزراء مالية منطقة اليورو ورئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشييه أو ما يعرف بمجموعة اليورو صباح الاثنين المقبل في فرانكفورت لإجراء مباحثات شهرية بشأن اقتصاد الدول الخمس عشرة التي تشترك في العملة الأوروبية الموحدة· وسيكون التضخم في منطقة اليورو والذي يذكيه ارتفاع اسعار النفط والغذاء هو الشاغل الرئيسي خلال المحادثات التي سيعيد الوزراء خلالها التأكيد على التزامهم باتفاق أبرم عام 2005 في مانشستر بشأن عدم خفض الضرائب المفروضة على الوقود لدى ترتفع اسعار النفط· وقال يواكين المونيا مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية للصحفيين أمس الأول: ''اتفق وزراء الاقتصاد والمالية على مستوى مجموعة اليورو في مانشستر على موقف واضح وسيلتزمون به''، وفي 2005 قفزت اسعار النفط قرب 71 دولاراً للبرميل في مطلع سبتمبر لدى انعقاد اجتماع مانشستر من نحو 44 دولاراً في بداية ذلك العام، لكن الوزراء اتفقوا على أن خفض ضرائب المبيعات أو الإنتاج لن يقدم سوى دعم شكلي للطلب على الوقود وسيبعث برسالة خاطئة الى منتجي النفط· لكن أسعار النفط تضاعفت تقريباً منذ ذلك الحين، وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الثلاثاء الماضي إن على الاتحاد الأوروبي دراسة تجميد ضرائب المبيعات على منتجات الوقود إذا واصلت أسعار النفط الارتفاع· كما اقترح ساركوزي الاستعانة بالايرادات الإضافية من ضرائب المبيعات على البنزين لإنشاء صندوق لمساعدة المهنيين الأكثر تضرراً من ارتفاع اسعار الطاقة مثل الصيادين الذين يحتجون على زيادة اسعار الوقود· وقال ساركوزي إن المفوضية الاوروبية كانت متسرعة للغاية في رفض افكاره بشأن انشاء صندوق يجري تمويله من حصيلة ضريبة القيمة المضافة، وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في وارسو: ''انه اقتراح وأتوقع أن يدرس قبل أن يرفض''· في هذه الاثناء سعت بريطانيا الى زيادة طفيفة في انتاج النفط من حقول بحر الشمال، لكن رئيس وزرائها جوردون براون حذر من أن تحركاً عالمياً منسقاً هو الذي قد يساعد فحسب على وقف تصاعد اسعار النفط· وقال براون بعد يوم من إحداث سائقي الشاحنات فوضى في الطرق باحتجاجات على فواتير الوقود المرتفعة انه يتفهم أثر ذلك على الأسر في مختلف انحاء البلاد، لكنه أوضح أن من شأن استراتيجية عالمية فحسب أن تساعد في خفض اسعار النفط· وكتب براون في صحيفة الجارديان ''تستلزم صدمة عالمية على هذا النطاق حلولاً عالمية''، متعهداً بوضع التحرك الدولي بشأن اسعار النفط على رأس جدول اعمال قمة مجموعة الثماني التي تستضيفها اليابان في يوليو· وكتب يقول: ''قبيل قمة الثماني سأقترح تحركاً دولياً أكبر للتوصل إلى حوار افضل بشأن امكانات المعروض واتجاهات الطلب''، ومن ناحية أخرى سئل متحدث باسم براون عن اقتراح ساركوزي بشأن الضرائب على النفط فقال إن سياسة الضرائب تظل شأناً بريطانياً· ونظم سائقو الشاحنات في بلغاريا أمس الأول احتجاجا واحتذاء بسائقي الشاحنات البريطانيين والفرنسيين والصيادين الفرنسيين في إطار موجة من المظاهرات وعمليات سد الطرق نظمتها جماعات تقول إن ارتفاع كلفة الوقود يهدد ارزاق اعضائها· ويرى كثير من المحتجين إن الرسوم المرتفعة التي تفرضها الحكومات على الوقود المستورد مسؤولة عن ارتفاع كلفة الوقود بنفس درجة مسؤولية ارتفاع اسعار الوقود عالميا الامر الذي يعقد المسألة بالنسبة للحكومات في القارة التي تعتمد على الطاقة المستوردة· وقالت نقابة سائقي الشاحنات في بلغاريا إن الرسوم وضريبة القيمة المضافة ساهمت في تصاعد أسعار النفط عالميا وجعلت أسعار الوقود في البلاد مرتفعة للغاية، وطالبت النقابة بخفض الرسوم وتجمع اكثر من 150 سائق شاحنة وعشرات من سائقي الحافلات من مختلف انحاء بلغاريا في قافلة على مشارف العاصمة صوفيا قائلين ان اسعار الوقود المرتفعة تعود عليهم بالخسارة، ونظمت احتجاجات مماثلة في مدينة فارنا المطلة على البحر الأسود ومدينة روس الواقعة على نهر الدانوب ومدن أخرى· وقال وزير النقل البلغاري بيتر موتافشيف للصحفيين: ''يتعين علينا فيما يبدو ان نجد حلا مشتركا في الاتحاد الاوروبي·· هناك مشكلة نقل ليس في بلغاريا فحسب بل هي مشكلة اوروبية''· وما زالت الرسوم المفروضة على الوقود في بلغاريا وهي أفقر دول الاتحاد الأوروبي وانضمت الى التكتل العام الماضي اقل منها في الدول الاخرى في الاتحاد، وقال موتافشيف ان هذا يعني ان صوفيا لا تستطيع ان تبرر خفضا في الرسوم· وتفرض بريطانيا أعلى نسبة رسوم على الوقود في الاتحاد الاوروبي حيث تمثل الضرائب نحو 65 في المئة من سعر البنزين في محطات الوقود، ويصل سعر لتر وقود الديزل الى نحو 130 بنسا (2,57 دولار) في بريطانيا وهو ما يزيد على ضعفي سعره في الولايات المتحدة· ويريد سائقو الشاحنات تخفيضا في رسوم الوقود بما بين 20 و25 بنسا (40 و50 سنتا) للتر، واجتمع براون مع مسؤولي صناعة النفط في اسكتلندا لمناقشة سبل زيادة الانتاج الى اقصى حد من الحقول البريطانية التي يتضاءل انتاجها في بحر الشمال· ويتوقع ان ينظم الصيادون الايطاليون في البحر الادرياتي اضرابا بدءا من اليوم، وفي اسبانيا دعا اتحاد الصيادين الى احتجاج في مدريد اليوم ودعت نقابة سائقي الشاحنات الرئيسية الى تنظيم اضراب يوم الثامن من يونيو المقبل·