الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين نحو خطوة استراتيجية لتسعير السلع باليوان

الصين نحو خطوة استراتيجية لتسعير السلع باليوان
29 مارس 2018 20:02
أبوظبي (الاتحاد) أشار تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز إلى أن الصين تتقدم بشكل لافت على كافة المستويات وتحديدا الاقتصادية حيث بات الاقتصاد الصيني قادراً على الانتقال إلى مراحل تنافسية جديدة وبوتيرة متسارعة أعلى بكثير من السابق. ومن أبرز مقومات هذه المرحلة هي التوجه نحو تسعير السلع الأساسية باليوان كخطوة استراتيجية تعزز مكانتها ليس فقط كأكبر مصنع في العالم وثاني أكبر اقتصاد بل كمسيطر على عملية التسعير بالعملة الصينية نتيجة عدد من العوامل المتكاملة التي تمكنها من هذا الأمر يتم سردها في التقرير. ويلقي التقرير الضوء على الخطوة الأولى التي قامت بها الصين في هذا المجال يوم الاثنين الماضي بتسعير بورصة شنغهاي للنفط باليوان الصيني حيث تم تداول 14.5 مليون برميل في اليوم الأول ما يشكل 5% من تداولات النفط العالمية حيث تحتل الولايات المتحدة 72% ولندن 23% ولكن هذه النسبة ارتفعت يوم أمس الأول في الصين حيث تم تداول أكثر من 25 مليون برميل لتصل الحصة العالمية إلى 8% فقط في الأسبوع الأول. ولفت التقرير إلى أن هذه الخطوة تفسح المجال للصين لتسعير باقي المواد الأولية والسلع وعلى رأسها الذهب كونها أصبحت تمتلك خامس احتياطي الذهب في العالم بحدود 1800 طن الذي ارتفع بنسبة 300% مقارنة بعام 2008. وإضافة إلى الذهب باتت الصين تسطير على استهلاك المواد الخام فهي تستحوذ على 50% من الاستهلاك العالمي من الفولاذ و47% من الألمنيوم و50% من الفحم الحجري و27% من الذهب و14% من النفط بما يفسح المجال ويمكنها من السيطرة أيضاً على عملية التسعير، كما تجدر الإشارة إلى أن الصين أصبحت تسطير على حوالي 40% من المناجم في القارة الأفريقية و18% في أستراليا و30% في آسيا و9% في الولايات المتحدة الأميركية. ونوه التقرير بكون الصين أكبر مستهلك أيضاً للمواد الزراعية ونجحت في السيطرة على 2.5 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في العالم لتصنف المستحوذ الأكبر على الأراضي المنتجة زراعياً في العالم تليها الولايات المتحدة وأوروبا، الأمر الذي يمكنها أيضاً من السيطرة على عملية تسعير المنتجات الزراعية. وأشار التقرير إلى أنه في حال استكملت الصين هذه الخطوات وتمكنت من تسعير المواد والسلع الأساسية باليوان فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع قوة اليوان كعملة احتياط تضاهي وتنافس الدولار الأميركي حيث يسيطر الدولار اليوم على 75% من النقد في العالم واليوان 10% ومع هذه التطورات قد تصل تتجاوز قيمة اليوان 30% من إجمالي النقد في العالم. وفي استعراض بسيط للتحول الحاصل في الصين ففي عام 1980 كان دخل الفرد الأميركي السنوي 12500 دولار بينما الصيني كان 302 دولار أي أكثر ب 42 ضعفا أما اليوم تقلص إلى ضعفين فقط. ولفت التقرير إلى أن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيورتيز كان أول من ألقى الضوء على أهمية التطور الذي يشهده الاقتصاد الصيني كمحرك رئيس للاقتصاد العالمي منذ أكتوبر 2013، ووقتها أشار إلى أهمية اليوان الصيني كعملة احتياط وادخار ستشهد مكانة رئيسة بين العملات العالمية الأساسية، إلى أن أصبح اليوان في سلة العملات الرئيسة في صندوق النقد الدولي، بعد الدولار الأميركي واليورو. وفي دراسة أجراها المكتب على قوة اليوان، أشار إلى أن العملة الصينية هي الوحيدة التي تفوقت على العملات العالمية أمام الدولار الأميركي، حيث انخفضت هذه العملات بنسبة 30%، وبعضها 40% مثل الجنيه الإسترليني، بينما اليوان فقد فقط 12% من قيمته أمام الدولار. ولفت التقرير إلى أن اليوان الصيني يتعزز دوره كعملة ادخار منذ عام 2013، واليوم بات من أهم عملات الادخار، حيث ارتفعت نسبة الادخار بالعملة الصينية بأكثر من 60% منذ عام 2013 وحتى اليوم، وذلك نتيجة الوضع الاستراتيجي للصين، ودورها المحوري في الاقتصاد العالمي، وسياسة الانفتاح التي تمارسها، بحيث أصبح هناك مراكز للمقاصة والتسوية باليوان الصيني في المراكز المالية الأساسية كافة في العالم. وقال التقرير إن الاقتصاد الصيني هو محور استقرار الاقتصاد العالمي، نظراً لتعاظم الدور الذي تلعبه الصين في المنظومة التجارية والصناعية والمالية على المستوى الدولي، فهي الأكثر نشاطاً ونموا بين الاقتصاديات العالمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©