مستشار سابق لبوش: وجودنا في العراق يساعد القاعدة

أعلن الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض ريتشارد كلارك أمس أن إبقاء قوات قتالية أميركية في العراق ''يساعد القاعدة''، ويجب أن يسحبها البنتاجون إذا أراد تحقيق تقدم في ''الحرب على الارهاب''· في الوقت نفسه انتقد المتحدث السابق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان نزاهة الرئيس الأميركي جورج بوش متهما إياه بأنه ''غير صريح ومباشر'' بشأن العراق واعتمد ''الدعاية'' لتمرير الحرب عليه· وفي مقابلة مع محطة ''سي إن إن'' التلفزيونية، قال كلارك الذي كان مستشار بوش لشؤون مكافحة الارهاب، ''أعتقد أن أفضل شيء يمكننا القيام به للتصدي لدعاية ''القاعدة'' في العالم الاسلامي هو الخروج من العراق بشكل منسق خلال عامين او ثلاثة''· واضاف ''وجودنا في العراق يساعد القاعدة''، موضحا ''يجب ان نقاتل في الحرب الايديولوجية، والخروج من العراق يساعد على ذلك''· وانتقد ماكليلان بوش في كتاب جديد سيطرح بالأسواق يوم الاثنين المقبل يحمل عنوان (البيت الابيض في عهد بوش وثقافة الخداع)· وهاجم إدارة بوش قائلا إنها كانت شديدة التركيز على الترويج لفكرة الحاجة إلى الذهاب إلى الحرب في العراق ''وأصبحت الحقيقة هي الضحية''· ونقلت صحيفة ''واشنطن بوست'' عنه وصفه لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بأنها بارعة في تحويل المسؤولية والخطأ وأطلق على نائب الرئيس ديك تشيني لقب ''الساحر'' الذي يدير السياسة من الكواليس دون ان يترك اي بصمات· وقال أيضا ان حرب العراق ''لم تكن ضرورية وقرار اجتياح العراق كان خطأ استراتيجيا كبيرا''· وأضاف ''ما من أحد يمكنه الجزم كيف سينظر الى الحرب بعد عقود عندما يمكننا أن نفهم كليا تأثيرها، لكن ما أدركه هو أن الحرب يجب أن تشن عندما تكون ضرورية والحرب العراقية لم تكن كذلك''· وقال ''لا أزال معجبا بالرئيس بوش، لكن هو ومستشاروه خلطوا بين الدعاية وبين مستوى الصراحة والنزاهة الضروريتين لبناء دعم الرأي العام والمحافظة عليه في زمن الحرب''· وأضاف ''لقد حصل بوش على نصائح سيئة جدا من كبار مستشاريه ولا سيما الضالعين مباشرة بشؤون الامن القومي''· واتهم كذلك كبير خبراء الاستراتيجية ومستشار بوش السابق كارل روف ونائب كبير موظفي البيت الابيض لويس سكوتر ليبي بأنهما خدعاه بشأن دورهما في فضيحة كشف هوية العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) فاليري بلايم· وأوضح أن ''ماكليلان كان ينبغي أن يتكلم'' قبل ذلك إذا كان لديه أي اعتراضات أخلاقية حول تصرفات البيت الأبيض أو سياساته· وانتقد ماكليلان بقوة موظفي البيت الابيض بشأن معالجتهم الكارثية لإعصار كاترينا في 2005 بقوله إنهم ''أمضوا الجزء الأكبر من الأسبوع الأول وهم في حالة إنكار'' لما حصل· وقال إن ''إحدى أسوأ الكوارث في تاريخ امتنا تحولت الى احدى اكبر الكوارث في رئاسة بوش''· وتابع ان ''النظرة الى هذه الكارثة باتت اسوأ بسبب قرارات سابقة اتخذها بوش بما فيها فشله في ان يكون صريحا ومباشرا بالنسبة للعراق والتسرع الى الحرب دون تخطيط وتحضير مناسبين لفترة ما بعد الاجتياح''·